بسم الله الرحمن الرحيم.
شعب مصر العظيم..
نحتفل اليوم بالذكرى السادسة لثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير عام 2011. تلك الثورة التي عبرت عن رغبة المصريين في التغيير وتطلعهم إلى بناء مستقبل جديد لهذا الوطن؛ يعيش فيه جميع أبناء الشعب كرامًا تحت راية العلم المصري الخفاق.
شعب مصر العظيم..
ستظل ثورة يناير نقطة تحول في تاريخ مصر حين كانت الآمال كبيرة في بدايتها، وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق عندما انحرفت الثورة عن مسارها، واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، فكانت ثورة الشعب من جديد في يونيو 2013 لتصحح المسار، ويسترد هذا الشعب حقه في الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض في ذات الوقت معركة كبرى للتنمية والإصلاح في الاقتصاد والسياسة وكافة أوجه حياة المجتمع.
وإنني لعلى ثقة كاملة أن التاريخ سينصف هذا الجيل من المصريين؛ الذي تحمل خلال السنوات الماضية ما يفوق طاقة البشر مستعينًا في ذلك بمخزون الحكمة الخالد لدى الشعب المصري؛ فاستطاع أن يحافظ على بلاده من الخراب والتدمير، وشرع في إصلاح الأوضاع الاقتصادية بشجاعة وإصرار متحملًا في سبيل ذلك كافة الصعاب دون أن يلين عزمه أو يقل تصميمه.
شعب مصر الكريم..
إن تقييمًا موضوعيًا لتطور الأوضاع في مصر خلال السنوات الماضية، يؤكد لنا أننا سائرون على الطريق الصحيح. استكملنا البناء المؤسسي لأركان دولتنا من دستور وبرلمان يعبران عن إرادة الشعب، ومن تعزيز حقيقي لمبدأ الفصل بين السلطات، واحترام لسيادة القانون، وإعلاء لقيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك.
كما أننا مستمرون في مواجهة الإرهاب البغيض حتى نقتلع جذوره تمامًا من أرض مصر، وفي ذات الوقت، لن يثنينا شيء عن مواصلة الحرب على الفساد الذي لا يقل خطره عن خطر الإرهاب.
وكل ذلك بينما نستمر في إصلاح الاقتصاد وتشييد المشروعات التنموية العملاقة في كل شبر من أرض مصر، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين بيئة الاستثمار المحلي والأجنبي؛ لتحقيق آمال كل مصري ومصرية في مستقبل مشرق واقتصاد حديث ومزدهر، ودولة وطنية راسخة توفر لجميع مواطنيها فرصًا متساوية في الحياة الحرة الكريمة.
شباب مصر الشرفاء..
إن كفاحنا وجهودنا خلال الأعوام الستة الماضية لم تذهب سُدى؛ بل أثمرت واقعًا جديدًا نبنيه جميعًا بجهودنا المخلصة وإنكارنا للذات.
إن طاقة التغيير لديكم كانت دافعًا لهذا الوطن لأن ينهض وينطلق على طريق الديمقراطية والتنمية. وأقول لكم إن وطنيتكم وحماسكم المتدفق له كل التقدير والاحترام، ونحن الآن في احتياج لجهودكم الصادقة على طريق الإصلاح والبناء والتنمية؛ فالأوطان الكبيرة مثل مصر لا تتغير أوضعاها تغيرًا جذريًا بين عشية وضحاها، وإنما يتم ذلك من خلال العمل الدؤوب والصبر، ومزيد من الجهود لترسيخ دعائم المواطنة الكاملة والحريات السياسية والاجتماعية والشخصية، والحفاظ على سلامة واستقرار هذا الوطن العزيز.
أبناء مصر الكرام..
تحية تقدير واعتزاز لجميع الشهداء من أبناء الشعب المصري، الذين ضحوا بأرواحهم. نقول لهم إن تضحياتهم ستظل دومًا مصدر إلهام وفخر لجميع المصريين. وإننا سنحافظ على العهد بأن تظل مصر وطنًا حرًا يتسع لكل المصريين. ونقول لأسرهم وعائلاتهم إنكم ستظلون تحت رعاية الوطن. وإن ذكرى أبطالكم وأبطالنا ستظل في وجدان مصر والمصريين.
كل عام وشعبنا العظيم يحيا في أمان وينعم بالسلام والاستقرار، ومصرنا الأبية في رفعة وازدهار وتقدم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته