حتى الساعات الأخيرة ليوم أمس الأحد، كانت قضية "رشوة" موظفين بمجلس الدولة، تتصدر اهتمامات المصريين، ليس فقط للمبالغ المالية الضخمة المعلن عنها "قيمة الرشوة"، بل لارتباطها بجهة هي الأرفع تقريبًا بين كل مؤسسات السلطة القضائية، بالإضافة إلى الاهتمام بأنباء استقالة أمين عام مجلس الدولة، المستشار وائل شلبي، على خلفية "تورطه" في القضية، وما تلا ذلك من القبض عليه وإحالته للتحقيق.
لكن أبرز أنباء القضية، كان ما استيقظ عليه متابعوها اليوم، وهو وفاة المتهم "شلبي"، داخل محبسه، والتي تداولتها أغلب وسائل الإعلام، نقلًا عن مصادر، باعتبارها "انتحارًا"، وهو ما قابله قطاع واسع من مستخدمي موقعي فيسبوك وتويتر، بالتشكيك والسخرية باستخدام لفظ "انتحروه"، في تلميح إلى شبهات أخرى في الحادث، وبدأت تتولد تدوينات تُذكّر بملابسات وفاة الجندي سليمان خاطر، وما كان يقع بحق قيادات عربية وقت صراع سوريا ولبنان.
وورد هذا التعبير "انتحروه"، من قبل على لسان جيهان السادات، قرينة الرئيس الأسبق أنور السادات، في معرض حديث لها عن ملابسات وفاة المشير عبد الحكيم عامر.
وبعيدًا عن "شلبي"، الذي تثير طبيعة منصبه والقضية المتهم فيها شكوكًا لدى البعض في "الانتحار"، شهدت أماكن الاحتجاز في مصر وقائع مماثلة، لوفيات متهمين- ليسوا شخصيات عامة- وانتهت إلى تسجيلها باعتبارها حالات "انتحار"، ترصد "المنصّة" أبرز 5 حالات بينها في الفترة من 2006 إلى 2016.
1- "خنوفة البلطجي"
أعلنت مصلحة السجون، في 28 أغسطس/ آب 2011، العثور على جثة رأفت عبد الشكور الشهير بـ"خنوفة"، معلقة بملابسه داخل زنزانته بالحبس الانفرادي بليمان طرة، بعد 5 أيام من القبض عليه.
وأفادت مصلحة السجون، في بيان صادر عنها أن المتهم الذي وصفته بـ"أخطر بلطجي في العاصمة"، استخدم ملابسه المصروفة له من السجن، وعقّدها وعلّق نفسه بالنافذة الحديدية بغرفة محبسه، مشيرة إلى أنه منذ حبسه "كان يُلاحَظ عليه علامات الاكتئاب، خاصة أنه كان يعلم مواجهته بالعديد من الأحكام الجنائية، لهروبه من السجن وارتكابه أفعالًا إجرامية خطيرة".
2- ضابط أمريكي
وأعلنت وزارة الداخلية، في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، انتحار أحد المتهمين المحتجزين في قسم شرطة أول الإسماعيلية، وهو ضابط أمريكي يدعى جيمس هنري آلان.
وأفاد بيان صادر عن الوزارة، نقلته صحيفة "الأهرام"، بأن الشرطة بشمال سيناء، "ألقت القبض على آلان في 27 أغسطس الماضي، خلال عملية تمشيط أجرتها عقب تفجير سيارة مفخخة أمام قسم شرطة الشيخ زويد، وأنها عثرت بحوزته على "جهاز كمبيوتر، وخرائط لمنشآت مهمة، وتقرر حبسه في قسم شرطة أول الإسماعيلية 30 يومًا على ذمة التحقيق، وأثناء مرور ضابط مندوب قسم الشرطة على الحجز وجده منتحرًا عن طريق الشنق بباب حمام الحجز".
وفيما لم تذكر "الأهرام" طبيعة عمل "آلان"، أفادت وسائل إعلام أخرى، منها موقع "سكاي نيوز عربية" بأنه ضابط متقاعد، كما كشفت أنه انتحر باستخدام رباط الحذاء والحزام، وأن القبض عليه كان بتهمة "خرق حظر التجول" المفروض في محافظة شمال سيناء.
3- مجند 6 أكتوبر
وفي 24 أكتوبر 2015، أعلنت السلطات انتحار مجند في سجن معسكر الأمن المركزي بالطريق الصحراوي.
وأفادت التحريات حول الواقعة بأن المجند "م.ح"، واجه قبل إقدامه على الانتحار، اتهامًا من النيابة بقتل زميله بالوحدة العسكرية، بسبب خلافات مالية نشبت مؤخرًا بينهما، أصيب خلالها زميله بإصابات بالغة نتيجة طعنه بآلة حادة ونافذة في البطن، نقل على أثرها إلى المستشفى العام.
وأضافت التحريات أنه تم نقل المجند المتهم "م. ح"، إلى سجن المعسكر، بناءً على قرار من النيابة العامة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتجديد حبسه 15 يومًا، وعقب مرور عدة أيام لقى الأول مصرعه متأثرًا بجراحه داخل المستشفى، وحينما علم الثاني بوفاة زميله دخل في حالة نفسية سيئة دفعته للانتحار شنقًا بقطعة قماش.
4- الشيخ رضوان
تحت عنوان "انتحار إخواني داخل محبسه في الشرقية"، نشرت صحيفة "الوطن"، في 26 يناير/ كانون الثاني 2016، نبأ انتحار أحد المتهمين بالانضمام لجماعة الإخوان، التي تصنفها الدولة كجماعة إرهابية، وذلك "شنقًا" داخل محبسه بالشرقية.
ونقلت "الوطن" عن مصدر أمني بمديرية أمن الشرقية، أن المتوفى كان يبلغ من العمر 42 عامًا، وتقرر حبسه وأحد زملائه على ذمه قضية "عنف وشغب وقطع الطريق والتظاهر بدون تصريح".
وفي اليوم نفسه، نُشر الخبر نفسه بصيغة أخرى على موقع "كلمتي"، وإن كان بالمعلومات نفسها عن الشخص وسنه ومقر احتجازه، مرفقًا بصورة له، وكان عنوانه "الأهالي مقتل الشيخ رضوان داخل معسكر الزقازيق.. والداخلية: حادث انتحار".
ونسب "كلمتي" إلى أسرته وأهالي بلدته، قولهم إن وفاته كانت "تحت وطأة التعذيب الممنهج، بعد اختطافه قبل يومين من الوفاة، من قبل قوات الأمن، وإخفائه قسريًا"، ونقل عن وزارة الداخلية إعلانها كون الحادث "انتحارًا".
5- "م" المُصاب بالإيدز
أعلنت وزارة الداخلية، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أن قسم شرطة زفتى بمديرية أمن الغربية، فرض حالة من الاستنفار الأمني، بعد العثور على أحد المساجين متوفيًا "إثر قيامه بشنق نفسه داخل محبسه".
وأفادت الوزارة بأن المتهم ويدعى "م. ا"، (33 سنة)، كان "مصاب بمرض الإيدز، ويمر بحالة نفسية سيئة".