حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، خانيونس، المدينة الأكبر جنوب قطاع غزة، حيث تجري اشتباكات وصفها موقع فرانس 24 بالأعنف منذ بدء العدوان على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن العمليات البرية "قد تستمر شهرًا آخر".
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، في مؤتمر صحفي في جنيف الأربعاء، إن الفلسطينيين في قطاع غزة "يعيشون في رعب مطلق يتفاقم"، مؤكدًا أنه بعد مرور شهرين على "الهجمات المروعة ما زال المدنيون في غزة يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل وعقاب جماعي".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، على إكس، أن القوات الإسرائيلية تحاصر منزل زعيم حركة حماس يحيى السنوار في خانيونس، وقال إن "قواتنا تستطيع أن تصل إلى أي مكان في قطاع غزة، وهي تحاصر الآن منزل يحيى السنوار، منزله ليس حصنه الحصين وهو يستطيع أن يهرب، لكنها مسألة وقت فقط حتى نلقي القبض عليه".
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إنهم يتوقعون أن تستمر المرحلة الحالية من العملية البرية الإسرائيلية في غزة، التي تستهدف جنوب القطاع "عدة أسابيع قبل أن تنتقل إسرائيل، ربما بحلول يناير/كانون الثاني المقبل، إلى استراتيجية تستهدف بشكل مركز مقاتلين وقادة محددين من حركة حماس"، وفق سي إن إن.
وأكد مسؤول أمريكي أن البيت الأبيض يشعر "بقلق عميق" بشأن الكيفية التي ستتطور بها العمليات الإسرائيلية خلال الأسابيع المقبلة. وحسب سي إن إن، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل بشدة في محادثات "جادة ومباشرة"، من "تكرار التكتيكات المدمرة التي استخدمتها في شمال غزة"، وأكدت واشنطن أن "على إسرائيل بذل المزيد من الجهد للحد من الخسائر في صفوف المدنيين".
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية "أوتشا" أن مدينة رفح باتت "المنطقة الوحيدة في قطاع غزة التي توزع فيها المساعدات الإنسانية بكميات محدودة، فيما لم تعد تصل بشكل شبه كامل تقريبًا إلى خانيونس، كما أن الوصول إلى المناطق الواقعة شمالًا غير ممكن".
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تراجع تقريرًا صادرًا عن منظمة العفو الدولية أفاد أن "ذخائر أمريكية تسببت في مقتل مدنيين خلال غارات جوية إسرائيلية في غزة".
وذكر التقرير أن "شظايا من ذخائر هجوم إسرائيلي أمريكية الصنع عثر عليها في أنقاض منازل مدمرة وسط غزة، أدت إلى مقتل 43 مدنيًا من بينهم 19 طفلًا".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال على إكس إن "الفرقة 98، وهي فرقة القوات الخاصة التابعة لجيش الدفاع، أطلقت هجومًا وتخوض القتال لأول مرة في قلب خانيونس، مركز ثقل حماس الذي يُعتبر رمزًا عسكريًا وسلطويًا ترعرع فيه كبار قادتها العسكريين والسياسيين".
ويلقي الجيش الإسرائيلي يوميًا على خانيونس منشورات تحذر من قصف وشيك وتطلب من السكان مغادرة مناطق سكنهم. إلا أن الأمم المتحدة التي قدرت أن 28% من أراضي قطاع غزة مشمولة بهذه الأوامر، تعتبر أنه "من المستحيل" إقامة مناطق آمنة لاستقبال المدنيين كما حددتها إسرائيل، حسب موقع فرانس 24.
ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثالث، لليوم الـ62 على التوالي، تخللته هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفترة بين 24 إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وراح ضحيته نحو 17 ألف قتيل، بينهم أكثر من 1240 قتلوا منذ انتهاء الهدنة.