واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، مطالبته أهالي شمال غزة مغادرة منازلهم والتوجه إلى جنوب المدينة، عبر طريقين وصفهما بـ"الطرق الآمنة"، وذلك حتى الرابعة عصر اليوم، في وقت قالت الأمم المتحدة أن 2000 طفل سقطوا بين قتيل وجريح جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر إكس، صباح اليوم، "بيان مهم لسكان مدينة غزة، ناشدناكم في الأيام الاخيرة مغادرة مدينة غزة إلى جنوب وادي غزة بهدف الحفاظ على سلامتكم".
وأضاف أدرعي "أود إبلاغكم بأن جيش الدفاع الإسرائيلي سيسمح بالتحرّك على الشوارع المُشار إليها دون أي أذًى بين الساعات 10:00- 16:00. من أجل سلامتكم، استغلوا الوقت القريب من أجل التحرك نحو الجنوب - من بيت حانون وحتى خانيونس".
وتابع "إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاخرجوا نحو الجنوب حسب تعليماتنا. كونوا واثقين بأن قادة حماس قد اهتموا بأنفسهم ويحتمون من الضربات في المنطقة. كما سيُسمح لسكان الشاطئ والرمال، وغرب الزيتون بالتحرك على شارعي دلدول والسناء باتجاه شارعي صلاح الدين والبحر".
يأتي ذلك في وقت، كشف تحقيق لـبي بي سي أمس، عن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنطقتين قال إنهما "مناطق آمنة، ووجه الفلسطينيون للاحتماء فيهما".
وشهد قطاع غزة أمس، عملية تهجير جماعي من شماله، الذي يسكنه نحو مليون و200 ألف فلسطيني، إلى جنوبه، بعدما أصدر جيش الاحتلال بيانًا يكشف مساعيه بشأن إخلاء نحو نصف مساحة قطاع غزة، وأمر "كل سكان غزة بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا". وفق ما رصده مراسل المنصة، الذي تعرض بدوره للتهجير.
وكانت وزارة الخارجية المصرية حذرت أمس من الدعوات الموجهة من الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة بمغادرة منازلهم والاتجاه جنوبًا. وقالت في بيان إن "هذا الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلًا عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها".
وطالبت مصر "الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. وعلى ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته لوقف هذا الإجراء".
وكانت حركة حماس أعلنت أمس "رفض تهديد قادة الاحتلال ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب أو إلى مصر"، فيما قالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، إن "13 أسيرًا قُتلوا في قصف العدو الهمجي على غزة خلال الـ24 ساعة الماضية".
في غضون ذلك، وصف الاتحاد الأوروبي طلب إسرائيل إجلاء مليون مدني من شمال غزة لمكان بلا طعام أو ماء أو مأوى وتحت الحصار بأنه "أمر خطير للغاية ويكاد يكون مستحيلًا"، بحسب ما نقله حساب الخارجية الفلسطينية على إكس.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينة مقتل 2215 شخصًا على الأقل، وإصابة 8714 آخرين في غزة، ومقتل 54 شخصًا وإصابة 1100 آخرين في الضفة الغربية، فيما بلغ عدد قتلى الجانب الإسرائيلي 1300 شخص، بحسب ما أورده موقع فرانس 24.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 1300 مبنى دمروا في غزة خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تدمير 5540 منزلاً بشكلٍ كامل وإلحاق الأضرار بـ3750 منزلاً.
ومن جانبه، قال رئيس منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن طائرة محملة بإمدادات طبية لدعم الاحتياجات الصحية العاجلة هبطت في مدينة العريش المصرية، على بعد حوالي 45 كيلومترًا من الحدود مع غزة.
وأضاف غيبريسوس عبر إكس، أن الإمدادات جاهزة للتوزيع في غزة بمجرد السماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر المعبر. وكان رئيس المنظمة التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين الماضي، وناقشا كيفية نقل الإمدادات إلى غزة.
وكانت مصر دعت الخميس كافة الأطراف الراغبة في دعم غزة إلى إيصال المساعدات إلى مطار العريش الجوي.
كما قال مسؤول أمريكي وهو أحد مرافقي وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جولته الإقليمية التي تضم ستّ دول عربية، إن الولايات المتحدة اتفقت مع مصر وإسرائيل على إبقاء المعبر الوحيد من غزة إلى مصر مفتوحًا من الساعة 12:00 ظهرًا حتى الساعة الخامسة "نحاول تسهيل الوصول إلى المعبر وأن يكون مفتوحا من الساعة 12 إلى الساعة الخامسة اليوم. المصريون والإسرائيليون والقطريون يعملون معنا على ذلك".
وأضاف المصدر، بحسب ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط، أن ما بين 500 إلى 600 مواطن أمريكي في قطاع غزة تواصلوا مع السلطات الأمريكية للحصول على معلومات بشأن مغادرة قطاع غزة.
وفي سياق متصل، قالت وكالة أنباء معا الفلسطينية التابعة لحركة حماس، إن مصادر بمعبر رفح البري من الجانب المصري، لم تسمها، "قامت عقب قصف إسرائيل للمعبر الفلسطيني بتركيب حوائط خرسانيه جاهزة التركيب في منطقه الممر الفاصل بين المعبر ين بهدف منع تدافع أو نزوح جماعي مفاجىء.وحال إعادة حركة العبور بين الجانبين يسهل رفع هذه الحوائط مرة أخرى بالمعدات الثقيلة".
في غضون ذلك، نفى مصدر أمني، وفق ما نقلته قناة إكسترا نيوز الفضائية، غلق معبر رفح، مؤكدًا أن المعبر مفتوح ولم يتم إغلاقة، وجدد دعم مصر للقضية الفلسطينية.
وكانت حركة حماس أطلقت السبت الماضي "طوفان الأقصى" ردًا على انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي الفترة الماضية، وأسرت خلاله عددًا من المستوطنين وجنود الاحتلال، وسط صدمة إسرائيلية، دفعتها لإعلان حالة الحرب.