إضراب "مؤقت" بمكتب بي بي سي القاهرة بسبب "تدني اﻷجور".. و"الصحفيين" تتضامن

نفذ العاملون في المكتب الإقليمي لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في القاهرة من صحفيين وإعلاميين وإداريين، اليوم الأربعاء، إضرابًا ليوم واحد، احتجاجًا على "تجاهل الإدارة لمطلب تعديل أجورهم إلى الدولار بدلًا من الجنيه"، خاصة في ظل ما وصفوه بـ"تدني اﻷجور" سواء مقارنة بزملائهم في المكاتب العربية الأخرى أو العاملين في قنوات أجنبية في القاهرة.

وأوضح مصدر من داخل بي بي سي، أن جميع العاملين في المكتب الإقليمي، والذين يزيد عددهم عن المئة شخص، دخلوا إضرابًا "مؤقتًا"، كرسالة احتجاج على الإدارة التي "ترفض منحهم رواتبهم بالدولار أو مساواتهم بالعاملين في المكاتب اﻷخرى".

وأوضح المصدر، وهو مسؤول في إدارة الخدمة العربية بلندن، للمنصة، أن مطالب تعديل اﻷجور بدأت عام 2016، مع أول تعويم رسمي للعملة المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المشار إليه، لكن الإدارة ممثلة في رئيس الخدمة وقتها سام فرح اشترطت ما وصفه المصدر بأنه شروط "تعجيزية".

وفصّل المصدر أن المؤسسة وقتها "اشترطت أن يصل التضخم في مصر إلى  40%، وأن يكون جزء من مصروفات العاملين اليومية بالدولار"، وحين طلب العاملون مساواتهم بالعاملين في مكتب بيروت ردّ فرح حينها "إذا بتوصل اﻷوضاع زي بيروت وقتها بندفع بالدولار".

وأشار المصدر إلى أن مكتب القاهرة "بيحاسب المستشار القانوني المصري بالدولار، وكذلك الفري لانسر (العامل الحر) الذي يتعامل مع تليفزيون البي بي سي، وبيقض المصريين بالجنيه"، مبينًا أن رواتب المصريين بالمكتب الإقليمي تتراوح من 10 آلاف جنيه إلى 20 ألف جنيه، في حين يتقاضى العاملون باﻷردن نحو ألف و200 دينار أردني، أي ما يعادل 51 ألف جنيه مصري تقريبًا بينما يتقاضى موظفو بيروت 3 آلاف دولار.

وقال المصدر من لندن إن "سام فرح سبق وقال للعاملين بالمكتب take it or leave it"، وذلك في معرض رده على استفسار العاملين لماذا لا نتساوى بالعاملين بالقنوات اﻷجنبية في مصر التي تتقاضى أجورها بالدولار، وشرح فرح وقتها، بحسب المصدر، أن بي بي سي جهة حكومية بلا تمويل وهو ما رد عليه الصحفيون والإعلاميون بأن "قناة الحرة نفس الوضع وبتقبض اللي فيها بالدولار".

على صعيد متصل، حاولت المنصة الاتصال بمدير المكتب الإقليمي لبي بي سي أشرف مدبولي، وأرسلت له رسائل على واتساب تستفسر عن رده،  لكنه لم يجب.

ولجأ موظفو وعاملو بي بي سي بالقاهرة إلى تعليق لافتات داخل المكتب للإعلان عن إضرابهم، وإرفاق "صورة" تشير  إلى الحدث ذاته في مراسلاتهم الرسمية، مع التأكيد على إنهاء الإضراب ومواصلة العمل بدءا من الغد.

في سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية عزمها وقف خدمات الراديو باللغتين العربية والفارسية، ضمن استراتيجية الهيئة للتحول الرقمي، وبسبب أزمة مالية تمر بها الشبكة البريطانية، وهو ما جرى في يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن تعيد البث لمدة ساعة مقسمة على فترتين بسبب الحرب في السودان، كانت يتم بثهما من لندن، حتى اليوم، حيث تم بث الفترة الصباحية من القاهرة.

من جانبه، قال نقيب الصحفيين خالد البلشي، للمنصة، أن ما يقوم به اليوم صحفيو مكتب بي بي سي بالقاهرة من إضراب لمدة يوم واحد هي رسالة يريدون تمريرها للإدارة مفادها أنهم لن يسكتوا عن حقوقهم في زيادة رواتبهم؛ أسوة بباقي المكاتب في البلدان الأخرى.

وزار البلشي المضربين في مكتب القاهرة، موضحًا أن الإدارة في بداية المفاوضات كانت ترفض تدخل نقابة الصحفيين المصرية "إلا أننا رفضنا، خاصة أن هناك أعضاء من داخل المكتب ينتمون للكيان النقابي".

وعقب الزيارة التي جرت اليوم بصحبة عضو مجلس النقابة محمد الجارحي، أوضح اﻷخير للمنصة "قعدنا مع المضربين وبحضور ممثلين عن الإدارة، التي وعدت بأنها هتشوف وهترد"، معربًا عن أمله في تحقيق مطالب العاملين.

ووصف البلشي، الإضراب بـ"الطبيعي والمنطقي بعد شهور من المفاوضات"، موضحًا أن هذا يأتي بعد ما تم من تواصل هادئ بينه وبين الزملاء وإدارة مكتب بي بي سي بالقاهرة عقب توليه منصبه كنقيب للصحفيين، وتشاوره مع إدارة مكتب القاهرة مع وعد منهم بزيادة الرواتب عقب انخفاض قيمة العملة وزيادة معدلات التضخم، إلا أنه لم يجد أي استجابة.

واستطرد "كنا حريصين على أن يكون التواصل مباشر بيننا وبين المكتب الرئيسي  لإذاعة بي بي سي ببريطانيا، وأرسلنا لهم مخاطبة، وقمنا أيضًا بمخاطبة الاتحاد الدولي للصحفيين IFJ، كما خاطبنا  نقابة الصحفيين البريطانية في محاولة لحل الأمر، ووصلنا لمخاطبة أخيرة".

وأشار البلشي إلى أن هناك اتفاقًا أجري مطلع العام الجاري مع نقابة الصحفيين في تركيا بشأن مكتب بي بي سي هناك، وتم الاتفاق على زيادة الرواتب بناء على فرق سعر العملة، و"عايزين اتفاق شبيه هنا في مكتب القاهرة".