حساب يسرائيل كاتس على إكس
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مارس 2025

وزير الدفاع الإسرائيلي: لن ننسحب أبدًا من غزة.. وخبير: الاحتلال يرغب في "لبننة" القطاع

محمد الخولي
منشور الثلاثاء 23 كانون الأول/ديسمبر 2025

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن جيش الاحتلال لن ينسحب من قطاع غزة، بينما تراجع عن تصريحاته السابقة بإقامة مستوطنات في القطاع، وهو ما فسره أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب برغبة الاحتلال في "لبننة" غزة.

وأوضح كاتس في تصريحات له اليوم الثلاثاء خلال مشاركته في مراسم توقيع اتفاق لإخلاء مقر لواء بنيامين الإقليمي وبناء وحدات سكنية في مستوطنة بيت إيل بالضفة الغربية أن "إسرائيل لن تنسحب أبدًا بشكل كامل من قطاع غزة لأسباب أمنية"، وأنه سيتم تشكيل وحدة عسكرية مدنية في القطاع الفلسطيني.

وأضاف، حسب ما نقلت هارتس الإسرائيلية "نحن موجودون في عمق غزة ولن نغادر غزة بأكملها أبدًا. لن يكون هناك شيء من هذا القبيل. نحن هناك لمنع (تكرار) ما حدث".

وتابع "عندما يحين الوقت المناسب، ستقيم إسرائيل تجمعات غاريني ناحال في شمال غزة"، في إشارة إلى برنامج عسكري ينخرط بموجبه شبّان إسرائيليون في الخدمة العسكرية ضمن مجموعات واحدة، ثم يؤسسون لاحقًا تجمعات مدنية.

وحسب الصحيفة الإسرائيلية رحّبت حركة "نحلاه" الاستيطانية اليمينية المتطرفة بتصريحات كاتس، ووصفتها بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاستيطان اليهودي في غزة".

ومن جانبه، قال الرقب لـ المنصة إن حديث كاتس عن بناء مستوطنات في غزة والبقاء الإسرائيلي لأطول فترة، يشير إلى رغبة إسرائيل في "لبننة" القطاع، أي التعامل معه بنفس طريقة التعامل مع حزب الله في لبنان، من خلال عدم الانسحاب من النقاط التي سيطر عليها وتنفيذ عمليات عسكرية محدودة بزعم منع إعادة بناء القدرات العسكرية لحماس.

وأشار الرقب إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها هذه التصريحات من جانب الاحتلال، فسبق وصرح رئيس هيئة الأركان إيال زامير بأن حدود غزة هي "الخط الأصفر"، وهو الخط الذي رسمته إسرائيل بموجب اتفاق وقف الحرب على القطاع، لتحديد مناطق سيطرتها في المناطق الشرقية من غزة، ووضعت حواجز بهذا اللون على الأرض.

وقال زامير في بيان أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن "الخط الأصفر يشكل خط حدود جديد، خط دفاع متقدم للمستوطنات، وخط هجوم".

وأضاف الرقب أن "الاحتلال يرغب بالاستمرار في هذا التوغل، وما شاهدناه بالأمس في جباليا من خلال تضييق مساحة قطاع غزة وتوسيع المنطقة الصفراء، يعطي مؤشرًا بشكل كبير أن الاحتلال مستمر في احتلال قطاع غزة".

وتوغل جيش الاحتلال مساء أمس عشرات الأمتار في مخيم جباليا شمالي القطاع في منطقة انسحب منها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن يعاود التراجع.

وأكد الرقب أن الاحتلال لديه رغبة واضحة في الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر للأمريكان، الآن هو صمت مركز الرقابة العسكري والمادي الموجود في مستوطنة نتساريم والذي يصور غزة ولا يتحدث عن خروقات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة.

وأضاف أن الاحتلال يتحجج بأن نزع السلاح هو أساس الانتقال إلى المرحلة الثانية "وهو في الحقيقة لا يرغب في الانتقال إلى هذه المرحلة، وتأكد بشكل قطعي أن الثلة الحاكمة من المتطرفين في تل أبيب لا ترغب لا بسلام، ولا بوقف الحرب".

وشدد على أن الفلسطينيين الآن بانتظار موقف أمريكي، والإعلان بشكل أو بآخر عن آلية انسحاب جيش الاحتلال من مناطق عمق قطاع غزة إلى حدودها كما هو متفق عليه في "خطة ترامب".

ويواصل جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة من دخوله حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي، وينفذ بشكل شبه يومي غارات على المنازل وخيام النازحين، ويرفض دخول المرحلة الثانية من الاتفاق إلا باستلام جميع المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس والمتبقي منهم واحد فقط لا زالت المقاومة الفلسطينية تبحث عنه أسفل الركام.