يتجه الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع السودانية، على خلفية اتهامات بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان خلال النزاع الدائر في البلاد، حسبما نقلت رويترز عن ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين.
وقال الدبلوماسيون الذين لم تذكر الوكالة اسمهم، إنه من المتوقع أن يقر وزراء خارجية الاتحاد العقوبات خلال اجتماعهم في بروكسل اليوم الخميس.
وتتضمن العقوبات حظر سفر دقلو إلى دول الاتحاد الأوروبي وتجميد أي أصول يمتلكها داخل التكتل.
ويأتي هذا التحرك في وقت يتصاعد فيه القتال المستمر منذ عام 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خلفية صراع متجدد على السلطة.
وأثار سقوط مدينة الفاشر، إحدى أكبر مدن السودان وعاصمة إقليم دارفور، في يد قوات الدعم السريع الشهر الماضي، مخاوف دولية من احتمال ارتكاب عمليات قتل جماعي، وسط تقارير عن انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
وتصف الأمم المتحدة الحرب الحالية بأنها "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، في ظل تقلص ميزانيات المساعدات الدولية.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن باريس "ملتزمة تمامًا بتحقيق وقف لإطلاق النار في السودان ومكافحة الإفلات من العقاب"، مضيفًا أن فرنسا تدعم استخدام "جميع الوسائل المناسبة، بما في ذلك العقوبات الأوروبية".
وأوضح دبلوماسي أوروبي آخر أن هناك إجماعًا داخل الاتحاد على ضرورة فرض العقوبات على عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأضاف مصدران أوروبيان أن النهج الذي يجري مناقشته يقوم على فرض عقوبات تدريجية مع الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة.
وأبلغ شهود وكالة رويترز بوقوع عمليات قتل في شوارع الفاشر شملت إطلاق نار مباشر ودهسًا بالشاحنات، إلى جانب غارات بطائرات مسيّرة، خلال سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وقال قيادي في قوات الدعم السريع للوكالة إن تحقيقات تُجرى بشأن الانتهاكات المزعومة، مؤكدًا أن أي شخص يثبت تورطه سيحاسب، لكنه اعتبر أن الجيش وحلفاءه "يبالغون" في تقاريرهم بشأن ما جرى في الفاشر.
وفي تطور متصل، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، أمس الأول الثلاثاء، أن لندن تعتزم فرض عقوبات على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، مشددة على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لضمان وقف لإطلاق النار.
وفي الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مدينة الفاشر بعد معارك عنيفة انتهت بالاستيلاء على مقر الفرقة السادسة للجيش وآخر معاقله في المدينة، وهو ما أقر به قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في اليوم التالي، معلنًا انسحاب القوات "تجنبًا لمزيد من الدماء والضحايا".
بعدها اتهمت "تنسيقية مقاومة الفاشر" عناصر من قوات الدعم السريع بتصفية جرحى ومصابين داخل المستشفى السعودي بمدينة الفاشر، المنشأة الطبية الوحيدة التي لا تزال تعمل جزئيًا في المدينة.
واتهمت منظمات حقوقية الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيّرة ومدفعية على مناطق مأهولة، بينما وُجهت اتهامات مماثلة للجيش بتنفيذ قصف عشوائي داخل الأحياء السكنية. وأفادت بعثة أممية الشهر الماضي بأن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال حصارها للمدينة، في حين تحدثت تقارير أخرى عن انتهاكات من الجانبين.
وحذّر ناشطون ومنظمات محلية من أن سيطرة الدعم السريع الكاملة على الفاشر قد تؤدي إلى تصاعد هجمات ذات طابع عرقي، في تكرار لأحداث مشابهة وقعت سابقًا في مخيم زمزم جنوب المدينة.