قُتل شقيقان جراء ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارتهما جنوب لبنان، أمس السبت، فيما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا أنهما عضوان في حزب الله.
وقال جيش الاحتلال على إكس مساء السبت إنه هاجم منطقة قرية شبعا في جنوب لبنان، وادعى أنه "قضى على عنصرين إرهابيين من تنظيم السرايا اللبنانية الذي يعمل بتوجيه من حزب الله الإرهابي".
وأضاف "تورط الإرهابيان بتهريب وسائل قتالية استخدمها حزب الله الإرهابي حيث شكلت أنشطتهما خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، متعهدًا بمواصلة العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل.
وفي هجوم آخر استهدف منطقة برعشيت في جنوب لبنان، زعم الاحتلال أنه قضى على "أحد عناصر حزب الله الإرهابي"، مدعيًا أنه "تورط في محاولات إعادة إعمار بنى تحتية عسكرية لحزب الله في المنطقة مما شكل انتهاكًا للتفاهمات".
وتأتي الهجمات الإسرائيلية في وقت قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أمس السبت، إن تل أبيب بعثت برسائل تحذير إلى الولايات المتحدة والجيش اللبناني، مؤكدة أن "الوقت ينفد"، وأنه "لن يكون هناك مكان محصن" إذا واصل حزب الله تعزيز وجوده العسكري شمال نهر الليطاني ومحيط بيروت، متهمة الحكومة اللبنانية بالتقاعس.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني بدأ فعليًا تنفيذ خطة لتجميع السلاح، فيما شدد قائد الجيش جوزيف عون على التزام لبنان باتفاق وقف النار.
في المقابل، صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من نبرته، متعهدًا بعدم السماح "بتحوّل لبنان إلى جبهة جديدة"، فيما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيكثف عملياته جنوبًا، محذرًا من "لعب حزب الله بالنار".
وحسب مصادر لم تسمها سكاي نيوز، التقى مدير المخابرات العامة حسن رشاد قبل أيام مسؤولين فرنسيين في إطار بحث التطورات المتعلقة بالملف اللبناني، موضحة أن مصر مستمرة في مساعيها الدبلوماسية لدعم لبنان.
وقالت المصادر إنه من المتوقع أن يوضح حزب الله موقفه للجانب المصري، بعد انزعاج القاهرة من البيان الأخير الذي أصدره الحزب، والموجه للرؤساء الثلاثة في لبنان.
وكان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي التقى بنظيره اللبناني في القاهرة أعقبها مؤتمر صحفي مشترك عقب اختتام أعمال اللجنة المصرية اللبنانية المشتركة في دورتها العاشرة بعد توقف دام ست سنوات، وخلال المؤتمر شدد مدبولي على ضرورة إنهاء الأزمة بين لبنان وإسرائيل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.
جاء ذلك بالتوازي مع زيارة لرئيس المخابرات حسن رشاد إلى بيروت، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزاف عون وعددًا من كبار المسؤولين، وبحث معهم الأوضاع في جنوب لبنان، ووفق بيان الرئاسة اللبنانية، أعلن رشاد استعداد مصر للمساهمة في تثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الوضع الأمني المضطرب فيه.
وخلال تلك الاجتماعات، طرحت القاهرة ما يُعرف بـ"المبادرة المصرية" لحل الأزمة اللبنانية الإسرائيلية، بمشاركة أطراف من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان، وتهدف إلى تسوية شاملة للأزمة وتثبيت وقف إطلاق النار، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من خمس نقاط في جنوب لبنان، لكن حزب الله رفض الاقتراح.
وتُمهل الولايات المتحدة لبنان حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لإحداث تغييرات ملموسة في ملف نزع سلاح حزب الله.
ولا زال لبنان غير قادر على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006، الذي أكد عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي تم إقراره قبل عام، وهو القرار الذي يقضي بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وحصر السلاح الثقيل بيد الجيش اللبناني.
ومطلع أغسطس/آب الماضي، وافقت الحكومة اللبنانية على ورقة أمريكية تضمنت إنهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي، وكلَّفت الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله، ما فتح الباب أمام احتجاجات ميدانية وموجات من الاتهامات المتبادلة بين نواب البرلمان عن الحزب والحكومة.