حساب القوات المسلحة السودانية على إكس
الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمدينة سنجة بعد تحريرها من الدعم السريع، 23 نوفمبر 2024

هدنة تمتد لـ3 أشهر.. الجيش السوداني يدرس مقترحًا أمريكيًا لوقف النار

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

يدرس الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار، وقال مصدر في حكومة البرهان لم تسمه فرانس برس إن "مجلس الأمن والدفاع سيعقد اجتماعًا اليوم لبحث المقترح".

وكان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس قال أمس الاثنين خلال زيارة للقاهرة إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا على هدنة تمتد لـ3 أشهر، استنادًا إلى خطة المجموعة الرباعية التي تضم الإمارات والولايات المتحدة والسعودية ومصر، المعلنة في 12 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأوضح أن مناقشات فنية ولوجستية جارية قبل التوقيع النهائي على الهدنة، مشيرًا إلى أن ممثلي الطرفين موجودون في واشنطن منذ فترة لبحث تفاصيلها، مؤكدًا أن مقترح الهدنة يمثل فرصة حقيقية لإنهاء الأزمة، وأن الجيش السوداني والدعم السريع منخرطان في مناقشة ورقة قدمتها الولايات المتحدة بدعم من الرباعية تهدف إلى تحقيق السلام.

وجاءت تصريحات بولس تزامنًا مع تسريبات، أشارت إليها سكاي نيوز، حول احتمال عقد لقاء وشيك بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في القاهرة، لبحث سبل إنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023.

والأحد قبل الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر بعد معارك عنيفة انتهت بالاستيلاء على مقر الفرقة السادسة للجيش وآخر معاقله في المدينة، وهو ما أقر به البرهان في اليوم التالي، معلنًا انسحاب القوات "تجنبًا لمزيد من الدماء والضحايا".

وكانت "تنسيقية مقاومة الفاشر" اتهمت عناصر من قوات الدعم السريع بتصفية جرحى ومصابين داخل المستشفى السعودي بمدينة الفاشر، المنشأة الطبية الوحيدة التي لا تزال تعمل جزئيًا في المدينة.

واتهمت دول إقليمية ودولية ومنظمات أممية، وتقارير محلية، قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر مروعة وعمليات قتل جماعي أقرب إلى الإبادة الجماعية، في مدينة الفاشر التي استولت عليها بعد أكثر من عام ونصف العام من حصارها.

ووفق الشرق، تتضمن الوثيقة الأمريكية التي تحمل عنوان "هيكل إعلان مبادئ لهدنة إنسانية على كامل التراب السوداني"، 4 محاور، أولها يؤكد على سيادة السودان ووحدته، ويشدد على أهمية إنهاء الأزمة. كما تقترح الوثيقة التزام الجيش والدعم السريع بحسن النوايا.

وتقترح الورقة أيضًا على الجيش والدعم السريع توقيتًا ومدة للهدنة، وفصل القوات، كما تشدد على ضمانات لوصول آمن وبلا قيود للمساعدات الإنسانية.

كما تتضمن الورقة الأمريكية اقتراحًا بإنشاء "لجنة تنسيق للهدنة الإنسانية" في السودان لتصدر تقارير عن أي انتهاكات لها.

وتواجه الإمارات، أحد أعضاء المجموعة الرباعية، اتهامات من السودان بدعم قوات الدعم السريع وارتكاب إبادة جماعية في منطقة دارفور، وهي القضية التي رفضت محكمة العدل الدولية الحكم فيها بداعي عدم الاختصاص.

وتعد الفاشر آخر عاصمة إقليمية كانت خارج سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وظلّت محاصَرة لأكثر من 18 شهرًا. وخلال الحصار، وثّقت منظمات إنسانية نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، ما أدى إلى تفشي الجوع والأمراض بين سكانها، الذين يُقدَّر عددهم بنحو 250 ألف نسمة.

وقالت لجنة خبراء مستقلة مدعومة من الأمم المتحدة لتقييم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في العالم إن الأوضاع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان وصلت إلى مستويات المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 150 ألف شخص قتلوا في القتال بين قوات الدعم السريع والقوات الحكومية منذ أبريل 2023، وعانى الناجون من الصراع من نقص حاد في الغذاء أصبح الآن شديدًا، وفق CNN.

ومن المتوقع أن تستمر ظروف المجاعة في الفاشر وكادوقلي في ولاية جنوب كردفان، وهي هدف آخر في الحرب الأهلية في السودان، حتى يناير/كانون الثاني 2026، حسب تقرير مركز التنبؤ بالمجاعة.

وتشير تقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أنه في ذروة "موسم العجاف" في السودان في سبتمبر، واجه أكثر من 21 مليون شخص، أي 45% من السكان، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.