حساب الرئاسة اللبنانية على إكس
جوزاف عون وقائد الجيش رودولف هيكل في قصر بعبدا، 30 أكتوبر 2025

تهديد إسرائيلي جديد لحزب الله.. والرئيس اللبناني: لا خيار أمامنا سوى التفاوض

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

قالت مصادر إسرائيلية لم تسمها هيئة البث الإسرائيلية إنه "لن يكون هناك مكان محصن" إذا استمر حزب الله اللبناني في تعزيز قدراته، في وقت قال مسؤول أمريكي إن خطوة نزع سلاح حزب الله بالإضافة إلى إنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها، تعد شرطًا أساسيًا لضمان السلام والاستقرار في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى "تزايد القلق في إسرائيل"، مما وصفته بـ"تعاظم سريع" لحزب الله في شمال لبنان، وقالت إن إسرائيل تراقب "تعزيز قدرات حزب الله شمال نهر الليطاني وفي مناطق أخرى تحت سيطرته، وسط مؤشرات على نيته إعادة بناء منظومته الدفاعية والهجومية".

وتتهم إسرائيل الحكومة اللبنانية بالتقاعس عن مواجهة "الانتهاكات المتزايدة من جانب حزب الله"، وفق هيئة البث، محذرة من أن "استمرار هذا الوضع قد يدفعها إلى رد مباشر".

في الأثناء، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية لم تسمه سكاي نيوز إن خطوة نزع سلاح حزب الله بالإضافة إلى إنهاء أنشطة إيران عبر وكلائها، تعد شرطًا أساسيًا لضمان السلام والاستقرار في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة.

وأضاف "نجدد ترحيب واشنطن بقرار الحكومة اللبنانية وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة ونؤكد أنه يتعين الآن على الجيش اللبناني تنفيذ خطته بشكل كامل".

من جهته، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن التفاوض هو الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان في ظل استمرار التوترات الإقليمية، مشددًا على أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا".

وأوضح عون، في بيان أمس الاثنين، أن السياسة تقوم على ثلاث أدوات أساسية هي الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، مضيفًا "لا تؤدي الحرب إلى نتيجة، فإن النهاية تكون دائمًا بالتفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدو".

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن مصلحة لبنان يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، داعيًا مختلف القوى السياسية والدينية والأمنية إلى تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الفئوية.

وتتأهب إسرائيل لجولة محتملة من التصعيد ضد حزب الله في الأيام المقبلة، وحسبما نقلت سكاي نيوز عن إعلام عبري الأسبوع الحالي، فإن ذروة التوتر ستكون بعد شهر من الآن عند انتهاء مهلة نزع سلاح حزب الله، في وقت تدعو فيه مصر إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي تتواجد فيها داخل لبنان.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد، الأحد الماضي، باستهداف العاصمة بيروت حال شنّ حزب الله هجوم ضد أي بلدة في شمال إسرائيل. وقال في مقابلة مع القناة الـ14 الإسرائيلية إن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد.

وتشن إسرائيل غارات في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما لا تزال قوات الاحتلال موجودة في 5 نقاط في جنوب لبنان.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أوسع مناورة عسكرية له منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، بمشاركة الفرقة 91 التابعة للقيادة الشمالية، على طول الحدود مع لبنان، لاختبار قدراته الهجومية والدفاعية في مواجهة أي تصعيد محتمل مع حزب الله.

وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 عدوانًا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 نوفمبر 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن حكومة الاحتلال خرقته، وهو ما أسفر عن 269 قتيلًا و568 جريحًا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من جنوب لبنان، بينما واصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

وتشترط إسرائيل نزع سلاح حزب الله وسيطرة الجيش اللبناني على المنطقة الحدودية للانسحاب، بينما يعتبر حزب الله التخلي عن السلاح تسليمًا لإسرائيل مؤكدًا أن تل أبيب لن تلتزم بتعهداتها.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قدمت خطة عبر مبعوثها إلى المنطقة ألزمت لبنان بحصر حيازة الأسلحة على ستة أجهزة أمن حكومية، ومنع إعادة تسليح الجماعات غير الحكومية.

وأعربت إسرائيل في أغسطس/آب الماضي عن استعدادها لدعم لبنان في نزع سلاح حزب الله، وذلك بعد قرار الحكومة اللبنانية في الشهر نفسه تكليف الجيش بحصر السلاح في يد الدولة بحلول نهاية العام الحالي.

وسبق أن حذر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في وقت سابق من أن قرار الحكومة اللبنانية قد يفتح الباب أمام "حرب أهلية"، مؤكدًا استعداد الحزب لخوض "معركة" للحفاظ على سلاحه، في تصريحات وصفها آنذاك رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بأنها "غير مقبولة" وتحمل "تهديدًا مبطنًا".