تصوير سالم الريس، المنصة
انتشار قوات أمنية تتبع وزارة الداخلية التي تديرها حماس، 19 يناير 2025

قتلى ومصابون في اشتباكات بين حماس وعائلة المجايدة المحسوبة على فتح

قسم الأخبار
منشور السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أسفرت اشتباكات مسلحة اندلعت في خانيونس بين عناصر من حركة حماس وأفراد من عائلة المجايدة، المعروفة بانتماء غالبيتها لحركة فتح، عن مقتل وإصابة العشرات، قبل أن يتدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف تجمع لكتائب القسام الذراع العسكري لحماس.

وقال المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حماس أن العملية استهدفت "عصابة المجايدة الإجرامية المسلحة"، التي اتهمها بـ"ارتكاب جرائم خطيرة خلال الحرب، بينها سرقة مساعدات إنسانية تتجاوز قيمتها 15 مليون دولار والمتاجرة بها لشراء السلاح ونشر الفوضى، إضافة إلى تنفيذ عمليات قتل بحق مقاومين فلسطينيين".

وأوضح المركز نقلًا عن الأجهزة الأمنية في غزة أن تحقيقات ميدانية "كشفت تورط أفراد العصابة في السيطرة على أراضٍ تؤوي نحو 20 ألف نازح وتحويلها إلى ثكنة عسكرية تهدد حياة المدنيين"، مؤكدة أنها طالبت العائلة مرارًا بتسليم المتورطين دون استجابة، ما استدعى التدخل الأمني.

وأضاف أن القوة الأمنية نفذت عملية محكمة حاصرت خلالها منطقة النفوذ، وقضت على عدد من "المطلوبين الخطيرين" واعتقلت آخرين، قبل أن يتدخل الطيران الإسرائيلي لقصف القوة المهاجمة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى لم تحدد الأجهزة الأمنية عددهم، فيما قالت قناة العربية إنهم 10 مقاتلين، وقدرت صحيفة الشرق الأوسط عددهم بـ16.

وفي السياق نفسه، نقلت العربية عن مصادر لم تسمها أن الاشتباكات التي استمرت نحو ساعة ونصف الساعة، أسفرت عن مقتل سبعة من عائلة المجايدة وأكثر من عشرة من عناصر القسام، بينهم القيادي الميداني في قوات النخبة أبو عبد الله حمدان، فيما شارك في المواجهات أكثر من 50 مسلحًا من عناصر الحركة.

وأشارت مصادر العربية إلى أن طائرات إسرائيلية هاجمت المنطقة أثناء الاشتباكات، ما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا في صفوف حماس والمدنيين، بينما تحدثت تقارير عن إقدام مسلحين من الحركة على قتل جرحى من عائلة المجايدة بعد التدخل الإسرائيلي، حسب العربية.

وتعود جذور التوتر بين الجانبين إلى سلسلة حوادث ثأرية بدأت قبل شهرين، حين أصيب أحد أبناء العائلة على يد عناصر من حماس وتوفي لاحقًا، لترد العشيرة باختطاف عناصر من الحركة، أحدهم كان مرافقًا ليحيى السنوار.

وتفاقمت الأزمة بعد مقتل عنصرين من القسام قبل أسابيع على يد أفراد من العائلة، ورفض الأخيرة تسليم المتهمين، ما زاد من حدة التوتر وصولًا إلى المواجهة الدامية الأخيرة، حسب الشرق الأوسط.

ونقلت العربية عن مصادر محلية قولها إن عناصر من حماس داهموا فجر الجمعة، منازل في حارة المجايدة بمواصي خانيونس، في عملية استهدفت المتهمين بقتل عناصر القسام، قبل أن تتطور الاشتباكات إلى تبادل كثيف لإطلاق النار بمختلف أنواع الأسلحة.

وخلال المواجهات تدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف عناصر القسام بالصواريخ، وقال في بيان أمس، إن "طائرة تابعة لسلاح الجو قامت بتصفية خلية مسلحة تتألف من حوالي 20 مخربًا من حماس حاولت تنفيذ اقتحام استهدف سكان فلسطينيين متواجدين في المنطقة الإنسانية جنوب قطاع غزة".

وأوضح البيان أن "الطائرة رصدت عددًا من المخربين يحاولون استخدام أطفال فلسطينيين كدروع بشرية، فتمت تصفيتهم بعد دقائق قليلة، دون أن يصاب أي من غير المتورطين الذين كانوا محتجزين لديهم بأذى".

وفي وقت لاحق، أصدرت عائلات خانيونس بيانًا أعلنت فيه تضامنها مع عائلة المجايدة، وحمّلت حركة حماس "المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ارتُكبت ضد أبناء العائلات".

ووفق مصادر متطابقة، فقد تم التوصل بوساطة عشائرية إلى اتفاق مبدئي لتبادل الجثث والمحتجزين بين الجانبين، وسط محاولات لاحتواء الموقف ومنع تجدد الاشتباكات، في وقت تشهد فيه غزة تدهورًا أمنيًا متصاعدًا على خلفية استمرار الحرب الإسرائيلية والفلتان الأمني داخل القطاع.

ووفق الشرق الأوسط؛ تتوعد حماس من حين إلى آخر بردع تلك العشائر والعصابات المسلحة، ونفذت في الأشهر القليلة الماضية، سلسلة من العمليات التي استهدفتها وأدت لقتل بعض أفرادها، كما أعدمت متخابرين مع إسرائيل في إطار هذه العمليات.

وتأتي هذه الأحداث فيما، يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، ما تسبب في نزوح متزايد بين المدنيين الفلسطينيين الذين فروا جنوبًا من القصف الذي لاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.

كما تتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي ارتكب خلاله مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 168 ألفًا آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة التي أعلنت ارتفاع عدد الوفيات نتيجة المجاعة إلى 453 فلسطينيًا، من بينهم 150 طفلًا.