قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للوزراء خلال اجتماع الحكومة اليوم الأحد، إن إسرائيل أحرزت تقدمًا في المحادثات مع سوريا من شأنه أن يؤدي إلى اتفاق سلام، في وقت أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن المفاوضات "لا تعني بأي حال تطبيع العلاقات مع تل أبيب".
وأضاف نتنياهو أن "انتصاراتنا على حزب الله فتحت آفاقًا لا تُصدّق، ألا وهي إمكانية السلام مع جيراننا في الشمال. نجري اتصالات، وقد أحرزنا بعض التقدم مع السوريين، لكن هذه لا تزال رؤية للمستقبل"، حسب تايمز أوف إسرائيل.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعًا مساء اليوم لمناقشة الاتفاق الأمني مع سوريا "حيث تسعى دمشق إلى تأمين وقف الغارات الجوية الإسرائيلية وانسحاب القوات التي توغلت في جنوب سوريا" حسب الموقع الإسرائيلي.
من جهته قال أحمد الشرع إن مفاوضات بوساطة أمريكية مع إسرائيل "قد تُثمر إلى التوصل لاتفاق قريب"، مؤكدًا أن ذلك "لا يعني بأي حال تطبيع العلاقات مع تل أبيب".
واعتبر الرئيس السوري أن استهداف إسرائيل لمبنى الرئاسة ووزارة الدفاع السورية في يوليو/تموز الماضي يُعد إعلان حرب، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل لا مفرّ منه، بينما يبقى الالتزام الإسرائيلي بهذا الاتفاق موضع شك.
وحول مسار المفاوضات مع إسرائيل عقب الهجوم الأخير على قطر، قال الشرع "إذا كان السؤال هل أثق بإسرائيل؟ فالجواب: لا أثق بها".
وأوضح الشرع أن سوريا "تعرف كيف تحارب لكنها لم تعد تريد الحرب"، وكشف أن أحداث السويداء الأخيرة جاءت بمثابة "فخ مدبر في وقت كانت المفاوضات مع إسرائيل على وشك الانتهاء".
والشهر الماضي أعلن الشرع أن الوفدين السوري والإسرائيلي يحققان تقدمًا في محادثات تطوير الاتفاق الأمني الثنائي، مؤكدًا أنه "لن يتردد في اتخاذ أي اتفاق أو قرار يخدم مصلحة البلاد".
وفي مايو/أيار الماضي أجرت إسرائيل وسوريا مفاوضات أمنية مباشرة بهدف "تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين"، وذلك بعدما حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشرع على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خلال لقاء جمعهما بالرياض.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك.
وقتها، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتل.
تعد البلدان في حالة حرب منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية، التي تمثّل أهمية استراتيجية بسبب وقوعها على طول الحدود المشتركة بين البلدين.
وفي عام 1981 أقدمت إسرائيل على ضم مرتفعات الجولان رسميًا إلى أراضيها، ولكن لا يزال المجتمع الدولي يعتبر الجولان أرضًا سورية ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، وحتى الآن لا تعترف بها رسميًا كجزء من إسرائيل سوى الولايات المتحدة وإسرائيل، حسب DW.
وفي عام 1974 وقع الطرفان على اتفاق وقف إطلاق النار تم بموجبه إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان على طول الحدود الإسرائيلية السورية.
وحسبما نقلت DW، أكد مصدر سوري أن إسرائيل أصرّت خلال اجتماع باريس على إنشاء ممر إنساني إلى السويداء، حيث يعيش حوالي 700 ألف شخص من الأقلية الدرزية، في حين يبلغ عددهم في إسرائيل 150 ألف شخص، وهي الأقلية الوحيدة التي يتم تجنيدها في جيش الاحتلال.
في يوليو/تموز الماضي، قُتل مئات الأشخاص في اشتباكات بمحافظة السويداء بين مقاتلين دروز من جهة وقبائل بدوية سنية وقوات حكومية من جهة أخرى.
وتدخلت وقتها إسرائيل بشن غارات جوية" لمنع ما وصفته بعمليات قتل جماعي للدروز على يد القوات الحكومية".
وطالبت حينها الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بفرض حماية دولية مباشرة للدروز في سوريا، إثر الاشتباكات.
والدروز طائفة أقلية من المسلمين، ينتشر أتباعها في سوريا ولبنان وإسرائيل. ومحافظة السويداء ذات أغلبيةٍ درزيةٍ، لكنها أيضًا موطن لعشائر سُنية. وشهدت هذه المجتمعات توتراتٍ طويلةَ الأمد على الأرض وموارد أخرى.