أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن الوفدين السوري والإسرائيلي يحققان تقدمًا في محادثات تطوير الاتفاق الأمني الثنائي، مؤكدًا خلال لقاء صحفي أمس الأحد أنه "لن يتردد في اتخاذ أي اتفاق أو قرار يخدم مصلحة البلاد".
وفي مايو/أيار الماضي أجرت إسرائيل وسوريا مفاوضات أمنية مباشرة بهدف "تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين"، وذلك بعدما حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرع على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خلال لقاء جمعهما بالرياض.
وقال الشرع، أمس، إن الاتفاق الذي تجري مناقشته مع إسرائيل سيرتكز على العودة إلى خط الفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة والذي تم تحديده عام 1974، مشيرًا إلى أهمية التكامل الاقتصادي بين دول الشرق الأوسط، مؤكدًا أنه "لن يتردد في قبول أي قرار أو الموافقة على أية اتفاقية تحقق مصالح سوريا والمنطقة".
ولأول مرة منذ عقود، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بحضور المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك في باريس قبل أيام، بهدف خفض التصعيد بين البلدين.
وصرح متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لـDW أن إسرائيل امتنعت عن التعليق على اجتماع باريس، في حين علقت عليه وكالة الأنباء السورية/سانا وقالت إن "الاجتماع انتهى إلى الالتزام بإجراء مزيد من المحادثات، على عكس جولة سابقة من المحادثات جرت في أواخر يوليو/تموز الماضي انتهت دون اتفاق رسمي".
في الأثناء وبينما أعلن الشرع عن المحادثات الجارية مع إسرائيل، أعلن جيش الاحتلال إنجازه عدة عمليات عسكرية في منطقة جنوب سوريا.
وقال على إكس "استكملت قوات لواء الجولان 474 بقيادة الفرقة 210 الأسبوع الماضي عدة عمليات ليلية بهدف العثور على وسائل قتالية واعتقال والتحقيق مع مشتبه فيهم في منطقة جنوب سوريا".
https://x.com/AvichayAdraee/status/1959581001425793353
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك.
وقتها، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتل.
تعد البلدان في حالة حرب منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية، التي تمثّل أهمية استراتيجية بسبب وقوعها على طول الحدود المشتركة بين البلدين.
وفي عام 1981 أقدمت إسرائيل على ضم مرتفعات الجولان رسميًا إلى أراضيها، ولكن ما يزال المجتمع الدولي يعتبر الجولان أرضًا سورية ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، وحتى الآن لا تعترف بها رسميًا كجزء من إسرائيل سوى الولايات المتحدة وإسرائيل، حسب DW.
وفي عام 1974 وقع الطرفان على اتفاق وقف إطلاق النار تم بموجبه إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان على طول الحدود الإسرائيلية السورية.
وحسبما نقلت DW، أكد مصدر سوري أن إسرائيل أصرّت خلال اجتماع باريس على إنشاء ممر إنساني إلى السويداء، حيث يعيش حوالي 700 ألف شخص من الأقلية الدرزية، في حين يبلغ عددهم في إسرائيل 150 ألف شخص، وهي الأقلية الوحيدة التي يتم تجنيدها في جيش الاحتلال.
في يوليو/تموز الماضي، قُتل مئات الأشخاص في اشتباكات بمحافظة السويداء بين مقاتلين دروز من جهة وقبائل بدوية سنية وقوات حكومية من جهة أخرى.
وتدخلت وقتها إسرائيل بشن غارات جوية" لمنع ما وصفته بعمليات قتل جماعي للدروز على يد القوات الحكومية".
وطالبت حينها الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بفرض حماية دولية مباشرة للدروز في سوريا، إثر الاشتباكات.
وأول أمس نشر عدد من الفصائل المسلحة في السويداء بيانات عن اندماجها ضمن "جيش موحد"، لافتةً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تشكيل "قوّة منظّمة وصلبة تتولى حماية وسلامة البلاد والعباد".
وأكدت الفصائل، في بيان نشر على صفحة "الحرس الوطني المكتب الإعلامي"، الالتزام المطلق بقرارات الرئاسة الروحية واعتبارها الممثل الشرعي والمخوّل بتمثيل الطائفة الدرزية في الجبل.
والدروز طائفة أقلية من المسلمين، ينتشر أتباعها في سوريا ولبنان وإسرائيل. ومحافظة السويداء ذات أغلبيةٍ درزيةٍ، لكنها أيضًا موطن لعشائر سُنية. وشهدت هذه المجتمعات توتراتٍ طويلةَ الأمد على الأرض وموارد أخرى.