كشف تقرير إسرائيلي اليوم الأحد تفاصيل عملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، وقال يديعوت أحرونوت إن عملاءً لجهاز الموساد الإسرائيلي زرعوا عبر عملية برية سرية أجهزة خاصة في مخبئه.
جاء التقرير قبيل أيام من الذكرى السنوية الأولى لاغتيال حسن نصر الله الذي قُتل في 27 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وقال الموقع العبري إن إسرائيل نفذت العملية أثناء قصف طائراتها مواقع لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت "حين دخل عدد من العملاء إلى حارة حريك، وهم يحملون طرودًا بها أجهزة مخبأة بدقة، وكانوا على دراية تامة أنه في حال أُلقي القبض عليهم فالموت سيكون حتميًا، وإذا صُودرت الأجهزة الموجودة في الطرود بحوزتهم فسيُلحق ذلك ضررًا أمنيًا جسيمًا بدولة إسرائيل".
تقدمت عناصر الموساد بحذرٍ عبر الأزقة الضيقة "على أمل أن يكون مدير عملياتهم نسق مع الجيش الإسرائيلي لمنع القوات الجوية من قصف المنطقة التي كانوا يمرون بها، وكان هدفهم مبنى سكنيًا متعدد الطوابق، حيث يقع أسفله أهم معقل سرّي لحزب الله، وهو مركز القيادة الرئيسي. وكان من المقرر أن يلتقي نصر الله هناك مع قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان ورئيس الجبهة الجنوبية لحزب الله علي كركي" حسب يديعوت أحرونوت.
وكشف الموقع الإسرائيلي أن "الأجهزة التي زُرعت في المخبأ جرى تطويرها عام 2022، وتهدف إلى تمكين إصابة دقيقة للغاية، إذ إن هامش انحراف بمتر واحد فقط كفيل بإفشال العملية".
ووفق التقرير، لم يعرف بوجود هذا المخبأ إلا عدد قليل من عناصر الأمن التابعين لحزب الله وأفراد من القيادة "عناصر الموساد وضعوا الأجهزة في المواقع المحددة مسبقًا داخل المبنى، ثم غادر المكان دون أن يلاحظه أحد".
في عملة اغتيال نصر الله "أسقطت عشر طائرات إسرائيلية 83 قنبلة زنة طن لكل منها من طراز BLU-109 (قنبلة أمريكية لاختراق التحصينات)، مزودة بأنظمة توجيه متطورة، وطالب وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف جالانت بمضاعفة عدد القنابل لضمان مقتل نصر الله".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 سبتمبر/ أيلول العام الماضي، أنه قَتل 20 قياديًا في حزب الله بخلاف أمينه العام حسن نصر الله والقيادي علي كركي.
وسبق تلك العملية انفجار آلاف من أجهزة البيجر التي كان يحملها أعضاء من جماعة حزب الله في وقت متزامن، وأعقبها بعد يوم انفجار أجهزة لاسلكية أخرى "ووكي توكي"، خلال عملية لم تتبناها إسرائيل إلا بعد نحو شهر من تنفيذها، عندما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "هناك أشخاصًا في جهاز الأمن اعترضوا على هذه العملية".
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 عدوانًا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن حكومة الاحتلال خرقته، وهو ما أسفر عن 269 قتيلًا و568 جريحًا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من جنوب لبنان، بينما واصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
وتشترط إسرائيل نزع سلاح حزب الله وسيطرة الجيش اللبناني على المنطقة الحدودية للانسحاب، بينما يعتبر حزب الله أن التخلي عن السلاح تسليم لإسرائيل، مؤكدًا أن تل أبيب لن تلتزم بتعهداتها.