أصدر 108 نشطاء وبرلمانيين من مختلف دول العالم بيانًا مشتركًا مساء الثلاثاء طالبوا فيه مختلف الحكومات بفتح ممر إنساني فوري إلى قطاع غزة وحماية عمل المجتمع المدني وأسطول الصمود العالمي الذي يبحر صوب غزة في مهمة لكسر الحصار الإسرائيلي.
وفي بيان اطلعت المنصة عليه، قال النشطاء والبرلمانيون "ندعو جميع الدول والسلطات المعنية إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان فتح ممر إنساني آمن ومستمر إلى غزة كحد أدنى. هذا واجب أخلاقي وقانوني وإنساني. يجب أن يحصل المدنيون على المساعدات المنقذة للحياة دون عوائق أو تأخير".
وأكدوا على حق وواجب المجتمع المدني في المشاركة في المبادرات الإنسانية السلمية وغير العنيفة، وقالوا "يجب حماية أسطول الصمود العالمي، الملتزم بتقديم المساعدات والتضامن مع سكان غزة، بشكل كامل".
ودعوا الحكومات والمؤسسات الدولية إلى حماية أسطول الصمود العالمي "حتى يصل إلى غزة بأمان، لضمان عدم إعاقة مهمته أو تعريضها للخطر. نود التأكيد على أن مبادرة أسطول الصمود العالمي هي مبادرة قانونية، وبالتالي لا يمكن مهاجمتها أو إيقافها".
كما نددوا باستخدام التجويع كوسيلة حرب "وهو ما يعد خرقًا للمادة 54 من البروتوكولات الإضافية لاتفاقية جنيف"، وطالبوا "باحترام حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وحرية على أرضه".
ومن بين الموقعين على البيان 12 ناشطًا وسياسيًا على متن أسطول الصمود المتجه حاليًا إلى غزة، منهم عمدة برشلونة السابقة آدا كولاو، والعضوة السابقة في البرلمان الإسباني المستشارة لوسيا مونيوز دالدا، والنائب البولندي فرانسيسزك ستيرتشوسكي.
ويبحر حاليًا 19 قاربًا صوب غزة في مهمة لكسر الحصار الإسرائيلي، وقال أسطول الصمود العالمي أمس الثلاثاء على إكس، إن الراديو والاتصالات معطلة في معظم السفن، موضحًا أنه "بعد ليلة عصيبة من العواصف الكهرومغناطيسية تعرضت بعض القوارب لأضرار واضطرت للعودة، وفقدت قوارب أخرى الاتصال بالراديو تمامًا. في الوقت الحالي، لا نستطيع رؤية سوى 14 سفينة تقريبًا، ولا توجد اتصالات".
وأكد "رغم كل ذلك نواصل التحرك، نبحر بسرعة 3.2 عقدة عبر البحر المتوسط، في طريقنا إلى تونس، حيث ستنضم المزيد من القوارب إلى المهمة المتجهة إلى غزة".
https://x.com/Almanassa_AR/status/1962183601283604504?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1962183601283604504%7Ctwgr%5Ed3ab1b6bdb8ada9448e2322dd6a244fe62152dd4%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fmanassa.news%2Fnews%2F26813
ومن المنتظر انضمام المزيد من القوارب من اليونان وإيطاليا وتونس إلى الأسطول خلال الأيام المقبلة.
كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قدم الأحد الماضي، خطة تهدف إلى وقف أكبر أسطول يبحر إلى غزة، ويضم نشطاء من 44 دولة، وفق سكاي نيوز.
وعرض بن غفير خطته على مجلس الوزراء، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، واعتبر بن غفير أن الأسطول "سيعتبر محاولة لتقويض سيادة إسرائيل ودعم حماس في غزة"، وقال "تحدد الخطة المقترحة تدابير تعزز موقف إسرائيل الثابت في حماية حدودها وضمان أمنها القومي".
بموجب المقترح، سيتم اعتقال واحتجاز جميع الناشطين بالأسطول في سجني كتسيعوت ودامون الإسرائيليين، المستخدمين لاحتجاز "الإرهابيين"، في ظروف صارمة تخصص عادة للسجناء الأمنيين.
وحسب خطة الوزير اليميني المتطرف، سيحتجز النشطاء لفترات طويلة، ويحرمون من امتيازات مثل التليفزيون والراديو والطعام الخاص.
ويهدف الأسطول إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار غير القانوني ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حسبما أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة.
يأتي هذا التحرك ضمن جهود تنسيقية تقودها ثلاثة تنظيمات دولية من أكثر من 44 دولة، كانت اجتمعت في تونس الشهر الماضي، وأعلنت عن تنظيم أسطول الصمود العالمي ليكون أحد تحركاتها، وفق ما أعلنه المنظمون.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
كان أسطول الحرية من أولى الحركات العالمية الداعمة لغزة، وهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم. والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.