نظم عدد من المواطنين وقفة احتجاجية، ظهر اليوم، أمام السفارة الهولندية بحي الزمالك في القاهرة، نددوا خلالها بما وصفوه بـ"تقاعس السلطات الهولندية عن حماية السفارة المصرية في لاهاي من الاحتجاجات ومحاولات الحصار والإغلاق التي يتبناها معارضون لموقف مصر من حصار قطاع غزة".
وواجهت السفارات المصرية في عدد من الدول الأوروبية حملة احتجاجات ومحاولات لحصارها وإغلاقها أواخر يوليو/تموز الماضي، بدعوى مشاركة القاهرة في حصار قطاع غزة وتجويع سكانه، رغم تأكيدات مصرية رسمية متكررة بعدم إغلاق المعبر من الجانب المصري، وأن منع دخول المساعدات سببه جيش الاحتلال الذي يسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر.
واعتبر المشاركون في الوقفة أمام السفارة الهولندية، اليوم، أن المشاركين في هذه الحملات من المنتمين لجماعة الإخوان، رافعين لافتات مدون عليها "الشعب يريد تسليم الإخوان"، و"الاعتداء على سفارتنا جريمة"، و"لماذا تدعم هولندا الإخوان".
وردد المحتجون هتافات من بينها "قفل سفارة مش حرية.. دي جريمة إرهابية"، و"يا هولندا بتحمي مين.. دول إخوان إرهابيين".
وجاءت هذه الوقفة بعد ساعات من اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية بدر عبد العاطي من نظيره الهولاندي كاسبر فيلدكامب، حمّل خلاله عبد العاطي السلطات الهولندية مسؤولية الاعتداء على مبنى السفارة المصرية في لاهاي، فيما أبدى وزير الخارجية الهولاندي أسفه عن الحادث، متعهدًا بتكثيف الإجراءات الأمنية لضمان عدم تكراره.
وحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، اليوم، فإن عبد العاطي شدد على أهمية توفير الحماية الأمنية للبعثة الدبلوماسية المصرية في هولندا، منوهًا بـ"الاستياء البالغ" من حادث الاعتداء على مبنى السفارة، ومشيرًا إلى مسؤولية الجانب الهولندي بموجب القانون الدولي عن حماية البعثات الدبلوماسية من أي تجاوزات.
وحذر عبد العاطي من أن تكرار الواقعة قد يؤدي إلى "اتخاذ إجراءات مماثلة من جانبنا"، لم يُوضحها بيان الوزارة.
كان عبد العاطي أعلن الأسبوع الماضي أن وزارة الخارجية ستطبق مبدأ المعاملة بالمثل مع بعض الدول الأوروبية ومن بينها هولندا فيما يخص تأمين قوات الشرطة للسفارات، ردًا على تقاعسها عن توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية المصرية.
من ناحيته، أعرب فيلدكامب عن "بالغ الأسف" إزاء الحادث الذي وصفه البيان بـ"الفردي"، مشيرًا إلى أنه تحدث في الأمر مع السلطات الأمنية المعنية، مؤكدًا "اعتزامهم تكثيف الإجراءات الأمنية على السفارة المصرية اتساقًا مع المسؤوليات التي تقع على عاتق الدولة المضيفة بموجب الاتفاقيات الدولية".
والأربعاء الماضي، قال عبد العاطي خلال لقاء ببرنامج مساء dmc إنه أصدر تعليمات واضحة إلى جميع السفارات المصرية بالخارج "باليقظة وعدم السماح لأي شخص، أيًا كان، بلمس سور السفارات"، مستنكرًا واقعة وضع شاب مصري أقفالًا حديدية على أبواب السفارة المصرية في هولندا قبل نحو شهر، ومؤكدًا أن مثل هذه الحوادث تأتي ضمن "حملة نوايا خبيثة" تهدف إلى تشتيت الانتباه عن ممارسات إسرائيل.
وبالتزامن مع إذاعة المقابلة، تداولت مواقع السوشيال ميديا مقطع فيديو وُصف بأنه مسرّب من اجتماع عبر الفيديو كونفرانس بين عبد العاطي وعدد من السفراء المصريين، ظهر فيه الوزير يوجه عتابًا شديدًا للسفير المصري في هولندا عماد حنا على خلفية الأحداث.
وقال الوزير المصري في الفيديو "من غير المقبول إظهار مصر عبر مثل تلك الوقائع على أنها دولة منتهكة أو مغلوبة على أمرها أو على رأسها بطحة، أي حد اتمسك بيحط شوية بويه هاته من قفاه ودخله على جوه ويتكتف ويتجاب الشرطة، وتقولها الراجل ده اتحرش بالسفارة.. أي سور مجرد يلمسه ولا الحيط.. غير مقبول إن أي بني آدم ييجي يحط قفل ولا بتاع نطلع عين أبوه وتجيبه على جوه".
