قال قيادي بارز في حركة حماس، مطلع على اجتماعات وفد الحركة في القاهرة، إن اللقاءات مع المسؤولين المصريين جرت في أجواء إيجابية على صعيد مناقشة العلاقات بين الطرفين، مؤكدًا أنه "تم توضيح الموقف بالكامل، ويمكن القول إن المياه عادت إلى مجاريها وتمت إزالة الخلاف".
وقبل أسبوعين انتقد رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة خليل الحية الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية، بقوله "يا أهل مصر وقادتها، كيف تسمحون بموت إخوانكم على حدودكم؟"، داعيًا إلى فتح معبر رفح وإدخال المساعدات للفلسطينيين في القطاع، ما أثار ردود فعل غاضبة وتوتر العلاقات بين القاهرة وحماس.
والثلاثاء الماضي، وصل وفد من حماس للقاهرة لإجراء محادثات حول استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين.
وأشاد القيادي بحماس في تصريحات لـ المنصة، بثبات الموقف المصري في رفض مخطط تهجير الفلسطينيين، معتبرًا أن هذا الموقف "يُحسب لمصر ضمن مواقف متعددة للقاهرة في دعم القضية".
وأوضح المصدر أن وفد الحركة في القاهرة ليس مخوّلًا بتقديم ردود أو مواقف بشأن المقترحات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، وإنما جاء "للاستماع إلى المقترحات المقدمة ومناقشتها قبل تقديم أي ردود".
وفي ما يتعلق بالجهود المبذولة لمنع العملية العسكرية التي يعتزم جيش الاحتلال تنفيذها في مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى، قال المصدر إن الحركة تشارك في محاولات لوقف هذه العملية، لكنه أشار إلى أن "جميع الأطروحات المقدمة في هذا الصدد تأتي على حساب الموقف الفلسطيني وتدعو المقاومة لتقديم مزيد من التنازلات".
وبيّن القيادي أن هذه التنازلات المطروحة تتركز على ثلاثة مستويات: سلاح المقاومة، وإخراج قياداتها من غزة، وملف الأسرى سواء الإسرائيليين لدى المقاومة أو الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وخلال الأشهر الماضية رفضت حركة حماس بشكل قاطع التخلي عن السلاح واشترطت "إقامة دولة فلسطينية مستقلة" قبل أي نقاش حول السلاح.
وفجر الجمعة الماضي، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، مع رفع جاهزية القوات واستدعاء وحدات احتياط وتنفيذ تدريبات استعدادًا للعمليات المقبلة.
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس جهاز "الموساد" دافيد برنياع زار الدوحة اليوم الخميس، والتقى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث ناقشا ملف "صفقة الرهائن".
ونقلت القناة عن مصدر مطلع لم تسمه أن برنياع شدد على ضرورة أن يبلغ الوسطاء حركة حماس بأن قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي باحتلال غزة "ليس حربًا نفسية، بل خطوة جدية إذا لم يحدث تقدم في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن".
وحول ما أعلنه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بشأن تدريب مصر 5 آلاف شرطي فلسطيني لتأمين غزة بعد الحرب، ضمن خطة لنشر 10 آلاف فرد شرطة، قال القيادي في حماس إن ما ذكره الوزير المصري "تمت الموافقة عليه والتنسيق بشأنه خلال مناقشات سابقة في القاهرة، ضمن المبادرة المصرية لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة القطاع، على أن تضم شخصيات تكنوقراط بعيدة عن الانتماءات الفصائلية".
ومؤخرًا قالت مصادر مطلعة على جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس لـ المنصة إن الوسطاء في مصر وقطر توصلوا إلى صياغة تصور جديد لاتفاق شامل يضع حدًا للعدوان المستمر على قطاع غزة منذ 22 شهرًا.