قالت مصادر مطلعة على جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس إن الوسطاء في مصر وقطر توصلوا إلى صياغة تصور جديد لاتفاق شامل يضع حد للعدوان المستمر على قطاع غزة منذ 22 شهرًا.
ويأتي التصور الجديد، حسب المصادر، بهدف تحريك المفاوضات المتوقفة منذ الثاني عشر من يوليو/تموز الماضي، بعدما سحبت الحكومة الإسرائيلية وفدها من العاصمة القطرية الدوحة، وقطع الطريق أمام مساعي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
ومؤخرًا قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتجه نحو "الاحتلال الكامل لغزة"، فيما رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإفصاح عمّا إذا كان يؤيد أو يعارض هذا الاتجاه، وقال "الأمر متروك لهم"، فيما يطرح رئيس الأركان إيال زامير والقيادة العسكرية الإسرائيلية خطة أكثر مرونة تتضمن تطويق مدينة غزة وشن غارات محددة.
وقال مصدر فصائلي لـ المنصة طالبًا عدم نشر اسمه أن التصور المعدل الجديد الذي يعكف عليه الوسطاء في مصر وقطر يتضمن خطوطًا عريضة، تشمل إعادة صياغة لما يخص ملف سلاح المقاومة، عبر طرحه تحت مصطلح "تجميد السلاح"، وتخلي حماس عن حكم القطاع بشكل كامل، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل وبدء إعمار القطاع، وتشكيل لجنة عربية فلسطينية تتولى زمام الأمور وتسيير الحكم في القطاع لحين تأهيل إدارة فلسطينية كاملة وعناصر أمن فلسطينيين لتولي المهمة.
وكانت حركة حماس رفضت بشكل قاطع التخلي عن السلاح واشترطت "إقامة دولة فلسطينية مستقلة" قبل أي نقاش حول السلاح.
وأكد مصدر مطلع على الوساطة من الجانب الأمريكي أن هناك اتصالات مصرية قطرية جرت مع الجانب الأمريكي بشأن الخطوط العامة للرؤية الجديدة التي يتم صياغتها، مشيرًا إلى قبول مبدئي من جانب الإدارة الأمريكية.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن هناك تمسكًا من جانب الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بضرورة إخراج عدد من قيادات حماس العسكريين من القطاع، لما يحمله ذلك من دلالة رمزية تحتاجها الحكومة الإسرائيلية، على حد تعبير المصدر، لترسيخ صورة "انكسار حماس"، وتسويق فكرة النصر المطلق التي طالما سعى لها نتنياهو.
من جانبه، علَّق قيادي في حماس على الحديث بشأن التصور المقترح، قائلًا لـ المنصة "حتى الآن لم يصل الحركة أي تصورات جديدة بشكل رسمي"، متابعًا "سمعنا من أطراف متعددة عن رؤى متعلقة بوقف إطلاق النار".
وقال القيادي بالحركة طالبًا عدم نشر اسمه "الوسطاء في مصر وقطر يعلمون جيدًا أننا لسنا المسؤولين عن فشل المفاوضات الأخيرة وأننا قدمنا كافة التسهيلات قبل أن نفاجئ بانسحاب إسرائيل من المفاوضات ودعم أمريكا لها في موقفها"، مشددًا "موقفنا الحالي واضح ومعلن للوسطاء أننا منفتحون على أي حل يوقف شلال الدماء في غزة، لكن لن ننخرط في المفاوضات قبل إنهاء المجاعة في القطاع وضمان وصول المساعدات بشكل مستمر للسكان".
وحول الحديث عن ملف سلاح المقاومة، قال القيادي بالحركة "أكدنا مرارًا أن تخلي المقاومة عن سلاحها أمر غير قابل للنقاش"، مضيفًا "أي تصور يتجنب نزع سلاح المقاومة أو سلب حق الشعب الفلسطيني المشروع في المقاومة نحن جاهزون لمناقشته عقب استيفاء الشروط التي حددتها المقاومة".
وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان على غزة، واستأنفت حربها في القطاع التي بدأتها منذ السابع من أكتوبر 2023.
ويواجه الفلسطينيون في غزة إلى جانب المجاعة التي تفرضها إسرائيل على سكان القطاع قصفًا شبه يومي من جيش الاحتلال عند نقاط توزيع المساعدات، سواء بإطلاق الرصاص المباشر أو القصف الجوي أو إصدار أوامر للشاحنات بدهس النازحين الباحثين عن كرتونة مساعدات، ما أسفر عن مقتل المئات.