سرحت سلسلة محال "بـ لبن" المتخصصة في إنتاج وبيع الحلوى المُحضرة من منتجات الألبان، نحو 1500 عامل من فروع مختلفة خلال الأسابيع الماضية، وأجبرت المئات منهم على توقيع استقالات مقابل تقاضي راتب آخر شهر عمل، فيما حرر عشرات العمال محاضر بأقسام الشرطة وشكاوى بمكاتب العمل الاثنين الماضي، حسبما قال عدد منهم لـ المنصة.
تضمنت الأوراق التي وقع عليها العمال المسرحين مع الاستقالة إقرارات بعدم الحديث في الإعلام، وعدم الرجوع على الشركة بأي تعويضات، واستمارة بغلق التأمين، وإقرار بأنهم استلموا كافة مستحقاتهم لدى "بـ لبن".
وقال عمر خالد لـ المنصة، وهو أحد العمال المسرحين، إنه يعمل في الشركة بعقد محدد المدة، لمدة سنة، في إحدى فروع "بـ لبن" في القاهرة الكبرى، وإنه أبلغ فجر يوم 4 أغسطس/آب الجاري، مع 10 من زملائه في الفرع، وهم تقريبًا نصف قوة الفرع، أنه تم الاستغناء عنهم، وهو ما حدث في كافة الفروع داخل القاهرة الكبرى.
طه رشاد مدير الـHr في "بـ لبن" يحاول إجبار العمال على تقديم استقالاتهم في المقر الرئيسي للشركة بمصر الجديدة، 4 أغسطس 2025وأضاف خالد "اتبلغنا إننا نحضر في مقر الإدارة الرئيسي بمصر الجديدة لتصفية مستحقاتنا، وحضرنا بالفعل يوم 4 أغسطس، وكان عددنا كبير من فروع مختلفة، واجتمع معانا مدير الـHr، ووزع علينا ورق استقالات، وإقرارات باستلام كافة مستحقاتنا، سألنا إيه المستحقات اللي هناخدها، قالولنا مرتب شهر 7 و3 أيام من شهر 8 اللي اشتغلناها، اعترضنا وقولنا إحنا فاضل في عقودنا 4 أو 5 شهور المفروض ناخدها، وكمان المفروض تبلغونا قبل الاستغناء عنا بشهرين، قالولنا ده قرار الإدارة".
وأشار خالد إلى أنه رأى أكثر من عشرين صفحة مطبوعة تضم أسماء مئات العمال بأكوادهم الوظيفية، بينها اسمه واسم زملائه.
حسب عمر خالد وثمانية عمال آخرين تحدثوا لـ المنصة فإن أغلبية من حضروا بمقر إدارة الشركة، الاثنين الماضي، اضطروا لتوقيع الاستقالات وباقي الأوراق لتقاضي راتبهم، حيث قال أحمد علي، أحد المسرحين من أحد فروع الجيزة مع 13 من زملائه "هنعمل إيه محتاجين المرتب أغلبنا عليه إيجار وغاز ومياه وكهربا، مش هنروح على بيوتنا نقول لولادنا مفيش أكل الشهر ده".
وأوضح علي أن إجراءات تصفية العمال من فروع "بـ لبن" بدأت مع عودة الفروع للعمل بعد أزمة الإغلاق في أبريل/نيسان الماضي، لكنها اشتدت خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وهو ما أكده عبد الله قناوي عامل التحضير بأحد فروع "بـ لبن" في محافظة مطروح لـ المنصة، حيث تم إبلاغه في مايو/أيار الماضي، أنه تم الاستغناء عنه بعد 4 سنوات عمل بالشركة.
أضاف قناوي "وقفنا مع الشركة في أزمة الغلق ودافعنا عن الإدارة، وآخرتها نترمي في الشارع ونتشرد، أنا واحد من الناس مغترب وكنت قاعد في سكن مأجراه الشركة انطردت منه، وحتى مستحقاتي ما أخدتهاش".
وقال محمد سعيد لـ المنصة وهو أحد العمال المسرحين من أحد فروع "بـ لبن" بشبرا الخيمة "بعد غلق فروع بلبن، طلع البشمهندس مؤمن يبكي على الفضائيات، ويقول عايزين نفتح علشان العمال حرام العمال يتشردوا، أهو فتح وبردو اتشردنا، كان بيتاجر بينا بس".
وفي شهر أبريل الماضي أغلقت الحكومة 110 فروع لسلسلة محلات "بـ لبن"، المتخصصة في إنتاج وبيع الحلوى المُحضرة من منتجات الألبان، وقالت الهيئة القومية لسلامة الغذاء، حينها إن "قرارات الغلق جاءت بعد ورود نتائج تحاليل عينات تم سحبها بواسطة اللجان الرقابية من الخامات والمنتجات بالمصانع والفروع تفيد بوجود بكتريا ممرضة تُعتبر من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي".
وخلال أزمة إغلاق فروع محال "بـ لبن" سعت إدارة الشركة إلى كسب العمال في صفها، واستخدم بيان "الاستغاثة" الذي أصدرته الشركة الضغط بورقة العمال، حيث أشار أكثر من مرة إلى آلاف العمال الذين سيتم تشريدهم حال استمر الإغلاق.
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج الحكاية مع عمرو أديب، قال رئيس مجلس إدارة "بـ لبن" مؤمن عادل "إحنا شغال عندنا 25 ألف عامل، 25 ألف أسرة هتتأثر نتيجة الغلق.. العمال قعدت في بيوتها، بيسألوني إحنا قفلنا ليه، وهيحصل فينا إيه، مش عارف أرد عليهم".
وقتها ناشدت الشركة الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل لحل أزمتها، والذي تدخل فعلًا وتلقت الشركة دعوة لعقد اجتماع عاجل مع "الجهات المختصة"، للالتزام الكامل بمعايير السلامة داخل السوق المصرية، موجهة الشكر للرئيس على "اهتمامه الأبوي".
وبعد حل الأزمة، قال نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والنقل كامل الوزير إن مصانع الشركة "أجزخانة، حاجة نظيفة جدًا وعلى مسؤوليتي"، مضيفًا أن منافذ البيع كذلك "حاجة نظيفة جدًا".
وحسبما قال الوزير، فإن السيسي "كان كل شوية يتصل لأنه قاعد بيشوف كل حاجة ويقول مينفعش المصانع في الشارقة والسعودية تكون شغالة وإحنا في مصر هنقفل مصنع".