اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة
النشطاء على متن السفينة حنظلة، 25 يوليو 2025

أحدهم تعرض لاعتداء جسدي.. نشطاء "حنظلة" يشكون ظروف احتجاز قاسية ومهينة

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 30 يوليو 2025

قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إن المدافع الأمريكي عن حقوق الإنسان كريس سمولز المحتجز في إسرائيل بعد مداهمة السفينة حنظلة في المياه الدولية "تعرض لاعتداء جسدي على يد سبعة أفراد من سلطات الاحتلال الإسرائيلي فور وصوله إلى الحجز".

وأضافت اللجنة الدولية، أمس، أن "سمولز تعرض للخنق والركل مما أدى إلى ظهور علامات عنف واضحة على رقبته وظهره".

وأثناء لقائه بمحاميه "كان كريس محاطًا بستة عناصر من وحدة الشرطة الخاصة الإسرائيلية ولم يُستخدم هذا المستوى من العنف ضد باقي النشطاء الذين تم اختطافهم"، حسبما قالت اللجنة الدولية.

وأدانت اللجنة "هذا الاعتداء بشدة" وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنه "وبوضع حد للمعاملة التمييزية العنصرية التي تعرض لها كريس سمولز، نعتقد أن هذا التصرف والعنف المفرط تجاهه نابع من عنصرية مقيتة".

والسبت الماضي داهم جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة المدنية "حنظلة" في المياه الدولية أثناء إبحارها نحو قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي.

ونشر مركز عدالة، الذي يُعرف نفسه مركزًا قانونيًّا لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، تحديثًا بشأن المتطوعين الـ14 المتبقين رهن الاحتجاز في إسرائيل عقب مداهمة "حنظلة" حتى صباح أمس، وقال إنه "كان من المقرر ترحيل سبعة من بين 14 متطوعًا محتجزًا على مدار اليوم، حيث تم نقلهم إلى المطار، لكن بسبب عدة تأخيرات إدارية يبدو أنها مرتبطة أيضًا بمحاولات السلطات الإسرائيلية إجبارهم على توقيع مستندات معينة لا يزال من غير الواضح ما إذا كانوا صعدوا على متن رحلاتهم بالفعل".

أما المتطوعون السبعة الآخرون، فلا يزالوا محتجزين في سجن جفعون في الرملة، وفق مركز عدالة، وهم "بريدون بيلوزو، وكريستيان سمولز، وفرانك رومانو، وسانتياجو جونزاليس فاليخو، وسيرجيو توريبيو، وسانشيز، وحاتم العويني، فيجديس بيورفاند".

وقال عدالة إنه زارهم، أمس، وأنهم يواجهون ظروف احتجاز قاسية ومهينة، مع استمرار إضرابهم عن الطعام "أفاد المعتقلون الذكور بتعرضهم لتفتيشات عنيفة في زنازينهم على يد عناصر من مصلحة السجون الإسرائيلية لا يرتدون زيًا رسميًا، وذلك فور عودتهم من جلسات اللجنة القضائية للهجرة، وأكد جميع النشطاء أنهم محتجزون في غرف صغيرة مكتظة بدون أي تهوية أو وسائل تبريد، رغم أن درجات الحرارة وصلت إلى 34 درجة مئوية".

كما حُرموا، وفق عدالة، من مستلزمات النظافة الأساسية ومن الاستحمام، وأبلغوا أن غرفهم موبوءة بالبقّ. ولا يُسمح لهم بالخروج إلى الساحة أو التنفس في الهواء الطلق، حيث يُبقون طوال اليوم في غرف مغلقة دون مساحة للحركة.

"حنظلة" ليست الأولى التي يعترضها جيش الاحتلال وهي في طريقها صوب غزة، والشهر الماضي أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر البيراوي الأسبوع الماضي لـ المنصة إن إسرائيل لا تزال تحتجز السفينة مادلين التي اعترضتها وداهمتها في المياه الدولية الشهر الماضي.

وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.

والسفينة "حنظلة" سفينة صيد نرويجية صنعت عام 1968، وكانت تعرف سابقًا باسم"نافارن"، وانضمت إلى "أسطول الحرية" عام 2023، وشاركت في مبادرات تضامنية واسعة حول دول العالم بين عامي 2023 و2024، أبرزها في 13 يوليو/تموز 2025 حين انطلقت من إيطاليا في رحلة شعارها "من أجل أطفال غزة".

أما أسطول الحرية فهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.

ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة/Mavi Marmara عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.

واختار تحالف أسطول الحرية أن يطلق على السفينة اسم "حنظلة"، وهو اسم أشهر شخصية كاريكاتيرية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وظهرت للمرة الأولى عام 1969.