أكد الفريق القانوني لتحالف أسطول الحرية وصول الطاقم المدني على متن السفينة حنظلة إلى ميناء أشدود "بعد اختطافهم غير القانوني في المياه الدولية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وقال التحالف في بيان على واتساب اطلعت عليه المنصة "يوجد حاليًا ممثلون دبلوماسيون ومحامون من مركز عدالة (الذي يعرف نفسه مركزًا قانونيًّا لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل) في انتظار الوصول إلى الطاقم. ولكن حتى الآن لم يتم السماح لهم بالوصول" لتقديم المشورة القانونية لهم.
بالتزامن، قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة على إكس إن النشطاء المحتجزين في إسرائيل أعلنوا عن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام منذ اعتراض السفينة.
وأكد مركز عدالة في بيان على واتساب، اطلعت عليه المنصة، أن النشطاء على متن السفينة حنظلة كانوا جزءًا من مهمة مدنية سلمية لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة "تم اعتراض السفينة في المياه الدولية ويشكل احتجازهم انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، فالحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة يُعتبر عقوبة جماعية محظورة ويخالف بشكل سافر التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية".
واستنادًا إلى تجارب سابقة، قال مركز عدالة إن "البحرية الإسرائيلية تقوم عادةً بقطر سفن أسطول الحرية إلى ميناء أشدود واحتجاز النشطاء لساعات طويلة دون الكشف عن مكانهم أو وضعهم القانوني، أو السماح لهم بالوصول إلى محامٍ".
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم أكد ائتلاف أسطول الحرية أن السفينة المدنية "حنظلة" التي كانت في طريقها لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين في غزة تعرضت لاعتراض عنيف من جيش الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية، على بُعد نحو أربعين ميلًا بحريًا من غزة.
وقبل أن تداهم إسرائيل السفينة "حنظلة" حاول النشطاء على متنها التواصل مع البحرية الإسرائيلية التي حذرتهم من الاقتراب وكانت أعلنت في وقت سابق أنها ستمنع السفينة من الوصول إلى القطاع المحاصر.
وغيرت السفينة مسارها جنوبًا نحو السواحل المصرية بعد التهديدات الإسرائيلية، وحاولت التواصل مع ميناء العريش للسماح لهم بدخول المياه الإقليمية المصرية "في حال تصاعد التهديد من قبل السلطات الإسرائيلية، سيحاول الطاقم الاتصال بخفر السواحل المصري لطلب الدخول الطارئ بناءً على التهديد الذي يهدد حياتهم"، لكنهم لم يتلقوا أي رد من السلطات المصرية، حسب الصحفي محمد البقالي الذي كان على متن السفينة، فعادوا إلى مسارهم الأول، قبل أن تداهمهم إسرائيل.
وكان على متن "حنظلة" 21 مدنيًا من 12 دولة، من بينهم نواب ومحامون وصحفيون ونقابيون وناشطون بيئيون ومدافعون عن حقوق الإنسان. وكان على متنها من الولايات المتحدة كل من كريستيان سمولز مؤسس نقابة عمال أمازون، وهويدا عراف محامية حقوقية، جاكوب بيرجر ناشط أمريكي يهودي، بوب سوبيري محارب أمريكي قديم من أصل يهودي، برييدون بيلوسو بحّار وناشط ميداني، فرانك رومانو محامٍ دولي وممثل.
ومن فرنسا إيما فورّو نائبة في البرلمان الأوروبي، جابرييل كاثالا برلمانية وعاملة إنسانية سابقة، جوستين كيمبف ممرضة في منظمة أطباء العالم، أنج ساهوكيت مهندس وناشط حقوقي، ومن إيطاليا أنطونيو ماتزيو معلم وباحث وصحفي، أنطونيو لا بيتشيريللا منظم حملات المناخ والعدالة الاجتماعية.
إضافة إلى الإسبانيين سانتياجو جونزاليس فاليخو اقتصادي وناشط وسيرجيو توريبيو مهندس وناشط بيئي، والأستراليين روبرت مارتن ناشط حقوقي وتانيا صافي صحفية ومنظمة من أصول لبنانية، والناشطة النرويجية البالغة من العمر 70 عامًا فيجديس بيورفاند، إلى جانب كلوي فيونا لودن الموظفة السابقة في الأمم المتحدة، والنقابي والناشط الدولي التونسي حاتم العويني، والصحفيين محمد البقالي صحفي أول في قناة الجزيرة، وعد الموسى مصور ومراسل ميداني مع قناة الجزيرة.
والشهر الماضي أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر البيراوي الأسبوع الماضي لـ المنصة إن إسرائيل لا تزال تحتجز السفينة مادلين التي اعترضتها وداهمتها في المياه الدولية الشهر الماضي.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
والسفينة "حنظلة" سفينة صيد نرويجية صنعت عام 1968، وكانت تعرف سابقًا باسم"نافارن"، وانضمت إلى "أسطول الحرية" عام 2023، وشاركت في مبادرات تضامنية واسعة حول دول العالم بين عامي 2023 و2024، أبرزها في 13 يوليو/تموز 2025 حين انطلقت من إيطاليا في رحلة شعارها "من أجل أطفال غزة".
أما أسطول الحرية فهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة/Mavi Marmara عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
واختار تحالف أسطول الحرية أن يطلق على السفينة "حنظلة"، وهو اسم أشهر شخصية كاريكاتيرية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وظهرت للمرة الأولى عام 1969.