المركز الفلسطيني للإعلام
مدير المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص، أرشيفية

قوة مسلحة تختطف مدير المستشفيات الميدانية في غزة

سالم الريس
منشور الاثنين 21 يوليو 2025

اختطفت وحدة مسلحة خاصة، اليوم، مدير عام المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة والمتحدث باسمها الدكتور مروان الهمص بعد إنهائه زيارة طبية إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني في منطقة فش فرش أقصى جنوب غرب مدينة خانيونس على شارع البحر، فيما قتل المصور الصحفي تامر الزعانين، وأصيب بلال برهوم مرافق الهمص، وأصيب كذلك المصور الصحفي إبراهيم أبو عشيبة في ذات الحادث.

وقال شاهد لـ المنصة إن مجموعة من المسلحين مجهولي الهوية وملثمين قامت بإطلاق النار على مجموعة مواطنين أمام مستشفى الصليب الأحمر الميداني ما تسبب في مقتل شخص وإصابة اثنين، فيما جرى اختطاف الهمص واقتياده في سيارة دفع رباعي باتجاه الجنوب عن طريق شارع البحر، حيث تتمركز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار الشاهد، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن المسلحين تعمدوا إصابة وتحييد المتواجدين في المكان بهدف اختطاف الهمص خلال دقائق معدودة واقتياده إلى مناطق سيطرة الاحتلال، مضيفًا "المنطقة اللي راحت عليها السيارة ما حد بقدر يدخلها غير يكون من الجيش أو بشتغل معهم، ما في سكان في منطقة العلم برفح، هي منطقة عسكرية إسرائيلية".

وأدانت وزارة الصحة بغزة، في بيان، اختطاف الهمص، وعدته "سابقة خطيرة واستهدافًا مباشرًا لصوت المرضى والجوعى والمعذبين في قطاع غزة".

واعتبرت أن قيام قوة خاصة باختطاف المتحدث باسمها "الذي نقل إلى العالم صوت المرضى وأوجاع الأطفال خلال حرب الإبادة الجماعية يعكس نية الاحتلال المبيتة لإسكات الحق وفضح جرائمه، وكذلك حجب معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش أبشع كارثة صحية وإنسانية"، حسب البيان.

وحمّلت الوزارة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة الهمص، مطالبة بالإفراج الفوري عنه دون قيود أو شروط.

وفي السياق، تعرض المصور الصحفي تامر الزعانين للقتل خلال مهمة عمل صحفية لإجراء مقابلة مع مدير عام المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة، برصاص مباشر أصاب المناطق العلوية من جسده أطلقته القوة الخاصة، فيما أصيب المصور الصحفي إبراهيم أبو عشيبة بالرصاص في الصدر.

وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الصحفيان جرى نقلهما على الفور إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني، حيث أعلن عن مقتل الزعانين فيما جرى نقل أبو عشيبة إلى مُجمع ناصر الطبي لإجراء عملية عاجلة.

وحول تطورات الوضع الميداني والعملية العسكرية وسط قطاع غزة، تقدمت آليات الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق غرب شارع صلاح الدين باتجاه المناطق الجنوبية الغربية لمدينة دير البلح، الاثنين، تحت غطاء كثيف من القصف الجوي والمدفعي مستهدفًا المنازل والبنايات السكنية والمساجد، حسبما أفاد شاهدان لـ المنصة.

وقال أحد الشاهدان إن دبابات الاحتلال تقدمت بموازاة وادي السلقا جنوب دير البلح، بعد استهداف للأراضي الزراعية وتجريفها وصولًا إلى منطقة الحكر، مشيرًا إلى إطلاق النار الكثيف من قبل الدبابات اتجاه المنازل التي لا يزال بعضها يأوي مدنيين.

وأشار إلى استهداف طائرات الاحتلال الحربية لـ9 منازل وثلاثة مساجد، تعرضت جميعها لتدمير كامل في منطقة أبو هولي، فيما استهدفت ثلاث بنايات سكنية في منطقة أم ظهير، تم تسويتها بالأرض.

وأوضح الشاهد الثاني أن قوات الاحتلال المتوغلة في المكان تعمل على هدم المنازل وتجريف الأراضي الزراعية بهدف التدمير والتخريب في المنطقة التي تتوغل فيها لأول مرة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية قبل 22 شهرًا.

وقال مصدر بمستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة إن عددًا من المناشدات وصلتهم تفيد بوجود ضحايا ومصابين في الشوارع ومنطقة توغل الاحتلال، إلا أنهم لم يتمكنوا من انتشال سوى ثلاث ضحايا والانسحاب من المكان نتيجة خطورته مع اشتداد القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف.

واستهدف الاحتلال مستودع أدوية يتبع منظمة الصحة العالمية جنوب دير البلح، ما تسبب في اشتعال النار في المكان وإتلاف محتوياته، حسبما أكد مصدر في المنظمة لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، مؤكدًا أن النيران لا تزال تشتعل في المكان لأكثر من ثلاث ساعات، نتيجة استهداف المستودع بقذائف مدفعية مباشرة على المكان دون قدرة الدفاع المدني على الوصول للمكان.

واقتحمت قوات من جيش الاحتلال مقر الإقامة المؤقت الذي يقيم بداخله موظفي منظمة الصحة العالمية المحليين وعائلاتهم، بعد إطلاق النار المباشر على المكان، وقال المصدر إن الاحتلال "عمل عن احتجاز الرجال من الموظفين، فيما سمح للنساء والعائلات بمغادرة المكان الذي يقع ضمن منطقة عسكرية، مشيًا باتجاه المناطق الغربية".

ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة الاثنين أكثر من 40 ضحية وعشرات الإصابات، نتيجة استمرار عمليات القصف والاستهدافات الإسرائيلية شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، حسبما أفاد مصدر طبي في وزارة الصحة لـ المنصة.

فيما أعلنت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي عن وصول 134 ضحية و1155 إصابة للمستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول لهم وانتشالهم.

وارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية إلى 59029 ضحية و142135 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب.

ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تستضيف الدوحة والقاهرة بدعم من الولايات المتحدة، محادثات منذ أكثر من 11 يومًا لمناقشة مقترح أمريكي بإعلان هدنة مدتها 60 يومًا دون نتيجة إيجابية حتى الآن.