تنطلق اليوم من ميناء جاليبولي الإيطالي السفينة "حنظلة" لتبدأ رحلتها نحو غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي، بعد تأجيل يومين.
وانطلقت حنظلة قبل أسبوع من ميناء سيراكوزا في إيطاليا، قبل أن تتوقف في جاليبولي حيث استقبلها حشد من المتضامنين، وانضمت للنشطاء على متنها النائبتان بحزب فرنسا الأبية/LFI جابرييل كاتالا وإيما فورو.
وأثناء توقفها في جاليبولي، زار "حنظلة" طلاب مدارس ثانوية إيطاليون للتعرف على تاريخ فلسطين والرسام الفلسطيني ناجي العلي "حتى يساهموا في تحدي تواطؤ الحكومات الأوروبية مع إسرائيل"، حسبما قالت الناشطة الأيرلندية المشاركة في الرحلة كويفا باترلي للجزيرة.
وحسب مشاهدات للجزيرة، عُلقت لوحات فنية في كل مكان على جدران السفينة لأطفال إيطاليين يرغبون في أن تصل إلى أطفال غزة، فضلًا عن توقيعات الأشخاص الذين زاروا السفينة قبل انطلاقها بمهمتها الإنسانية.
وأشارت باترلي إلى مزارعة إيطالية أحضرت لهم نبتة صبار وأوصتهم بزراعتها في قطاع غزة حال وصولهم. ومن بين الهدايا الرمزية ما منحته عائشة وإيناس ولورا، وهن فتيات لعائلة تونسية إيطالية جئن بكل مدخراتهن في 3 جرار صغيرة مليئة بالعملات المعدنية وطلبن إيصالها إلى غزة، وفق الجزيرة.
وسبق وأكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن "هذا التحرك الشعبي والدولي يأتي امتدادًا لسفن سابقة مثل الضمير ومادلين، ومقدمة لموجة تضامنية أكبر خلال هذا العام".
وتعتبر اللجنة الدولية أن السفينة "حنظلة" ليست مجرد قارب "بل صرخة ضمير عالمي في وجه التطبيع مع الحصار، ورسالة إلى شعوب العالم أن التحرك التضامني ليس خيارًا، بل واجب إنساني وأخلاقي".
والشهر الماضي أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر البيراوي الأسبوع الماضي لـ المنصة إن إسرائيل لا تزال تحتجز السفينة مادلين التي اعترضتها وداهمتها في المياه الدولية الشهر الماضي.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
والسفينة "حنظلة" سفينة صيد نرويجية صنعت عام 1968، وكانت تعرف سابقًا باسم"نافارن"، وانضمت إلى "أسطول الحرية" عام 2023، وشاركت في مبادرات تضامنية واسعة حول دول العالم بين عامي 2023 و2024، أبرزها في 13 يوليو/تموز 2025 حين انطلقت من إيطاليا في رحلة شعارها "من أجل أطفال غزة".
أما أسطول الحرية فهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة/Mavi Marmara عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
واختار تحالف أسطول الحرية أن يطلق على السفينة اسم "حنظلة"، وهو اسم أشهر شخصية كاريكاتيرية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وظهرت للمرة الأولى عام 1969.
ومن المقرر أن تبحر السفينة النرويجية السابقة المحملة بمساعدات رمزية لأسبوع في البحر المتوسط لعبور مسافة 1800 كيلومتر إلى سواحل غزة.