أعلنت منظمة "أمواج الحرية"، إحدى الحركات العالمية الداعمة لغزة، العمل على تجهيز 5 سفن وإرسالها إلى القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك ضمن مبادرة "أسطول الصمود العالمي/GSF"، التي أعلن عنها منظّمو ومتطوّعو ائتلاف "أسطول الحرية"، و"المسيرة العالمية إلى غزة"، و"قافلة صمود"، في 10 يوليو/تموز الجاري.
وقالت المنظمة في بيان على تيلجرام، اليوم، "نستهدف شراء وتجهيز 5 قوارب للإبحار إلى غزة في أقرب وقت ممكن، ونأمل أن يكون ذلك في أغسطس"، مشيرة إلى أن "القارب الواحد يتكلف 60,000 فرنك سويسري، لذلك نحتاج إلى 300,000 فرنك سويسري إجمالًا".
وحسب إعلان أسطول الصمود العالمي، فإنه تم حشد آلاف المتطوّعين على الأرض وفي البحر وفي الجو من أجل فلسطين في يونيو/حزيران الماضي، و"اليوم، يجتمع متطوّعو هذه الحركات المختلفة حول استراتيجية موحّدة: قافلة بحرية منسّقة تنطلق من عدّة مواني في البحر المتوسط".
وتهدف هذه المبادرة إلى كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة عبر أسطول سلمي لا يستخدم العنف، وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الفلسطينيين في غزة، الذين يتعرضون للتجويع ولإبادة جماعية منظمة ترتكبها قوات الاحتلال وحلفاؤها، وفتح ممر إنساني تقوده الشعوب، في ظل فشل الحكومات في ذلك، وفضح الصمت العالمي والتواطؤ والحماية والأرباح الناتجة عن جرائم الحرب ووضع حد للإبادة الجماعية في غزة.
وقال منظمو المبادرة إن "أسطول صمود العالمي سيواصل تكثيف جهوده للإبحار نحو غزة. ومع وجود عشرات القوارب قيد الإعداد، لن يكون هذا مجرد أسطول؛ بل رسالة قوية بأن العالم يراقب، وأن الفلسطينيين في غزة وفلسطين ليسوا وحدهم، وأن الشعوب ترفض أن تظل صامتة".
ومن جانبه، قال رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة زاهر البيراوي، لـ المنصة إن اللجنة تشجع وتدعم هذه المبادرات من حيث المبدأ، موضحًا في الوقت ذاته أنهم سواء في اللجنة أو في "تحالف أسطول الحرية"، عدم وجود ارتباط تنظيمي مباشر بها.
والعلاقة بين "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" و"أسطول الحرية" هي علاقة شراكة وتنسيق، واللجنة الدولية إحدى المنظمات الرئيسية التي تشكل "تحالف أسطول الحرية" وتعمل ضمنه.
وأضاف البيراوي "ليس لدينا علم تفصيلي عنها، وليس لنا علاقة مؤسسية واضحة مع هذه المجموعات، ولكننا نشجع كل حراك يمكن أن يؤدي إلى كسر الحصار".
وأوضح أن التحالف يشجع ويدعم هذه المبادرات من حيث المبدأ، لكنه أبدى تحفظًا واضحًا تجاه بعض الإعلانات التي وصفها بـ"الأهداف الكبيرة"، مثل الحديث عن "تحريك 1000 سفينة من ماليزيا أو شراء 1000 قارب من طراز مادلين في فرنسا"، مؤكدًا أن وعودًا مماثلة بتسيير مئات السفن أُطلقت في بداية الحرب على غزة "ولم نَرَ منها شيئًا"، مما يدعو إلى الحذر من الوعود غير الواقعية.
وقارن البيراوي بين هذه الإعلانات والنهج الواقعي للتحالف، الذي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 15 عامًا في هذا المجال، مضيفًا "نحن نعرف حجم التحديات التي تواجه هذا المسار، ونحن متواضعون ونعرف إمكاناتنا وكيفية معالجة التحديات ومواجهتها".
واختتم رئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة تصريحه بنبرة أمل، قائلًا "نتمنى أن تأتي 1000 سفينة، أو حتى لو 100 سفينة، أو 10 سفن في ذات الوقت لتسيير باتجاه غزة، لأن ذلك سيشكل حالة ضغط أكبر على دولة الاحتلال وداعميها".
وتحالف أسطول الحرية يضم العديد من المنظمات المدنية والتضامنية من مختلف دول العالم، وهدفه الأساسي كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى أهالي القطاع، وتأكيد حقهم في التواصل مع العالم بحرية، بينما اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة فهي عضو ضمن التحالف، وتعمل على تنظيم وإدارة وتنسيق الجهود المتعلقة بإرسال السفن إلى غزة، مثل سفينتي "مادلين" و"حنظلة" الأخيرتين، وتعلن عن تحركات السفن، وتتابع مصير الناشطين على متنها.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
والشهر الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين، أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة والتي كانت غادرت صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، وتم اعتقال وترحيل النشطاء على متنها.
والأحد الماضي انطلقت السفينة "حنظلة" من ميناء سيراكوزا، في مهمة جديدة تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وتعتبر اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن "حنظلة" ليست مجرد قارب "بل صرخة ضمير عالمي في وجه التطبيع مع الحصار، ورسالة إلى شعوب العالم أن التحرك التضامني ليس خيارًا، بل واجب إنساني وأخلاقي".
و"حنظلة" سفينة صيد نرويجية صنعت عام 1968، وكانت تعرف سابقًا باسم"نافارن"، وانضمت إلى "أسطول الحرية" عام 2023، وشاركت في مبادرات تضامنية واسعة حول دول العالم بين عامي 2023 و2024، أبرزها في 13 يوليو/تموز 2025 حين انطلقت من إيطاليا في رحلة شعارها "من أجل أطفال غزة".
أما أسطول الحرية فهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
واختار تحالف أسطول الحرية أن يطلق على السفينة اسم "حنظلة"، وهو اسم أشهر شخصية كاريكاتيرية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وقد ظهرت الصورة لأول مرة عام 1969.
وتبحر السفينة النرويجية السابقة المحملة بمساعدات رمزية لأسبوع في البحر المتوسط لعبور مسافة 1800 كيلومتر إلى سواحل غزة.