قال مسؤول أمريكي، لم تسمه أكسيوس، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل وقف ضرباتها على القوات العسكرية السورية في جنوب البلاد، وهو ما وعدت حكومة الاحتلال بتنفيذه، في وقت أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة القتلى في اشتباكات السويداء إلى 203 أشخاص.
وتقول إسرائيل إنها قصفت قوات الحكومة السورية حول السويداء أثناء دخولها المدينة ذات الأغلبية الدرزية بعد يومين من الاشتباكات الطائفية القاتلة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر بشن ضربات على القوات والأسلحة في منطقة السويداء لأن الحكومة "كانت تنوي استخدامها ضد الدروز"، وفق BBC.
وأدانت سوريا تورط إسرائيل وقالت إن الضربات أسفرت عن مقتل أفراد من القوات المسلحة ومدنيين.
وحسب CNN، اندلعت الاشتباكات جراء قيام مجموعة مجهولة بسلب سائق سيارة خضار من السويداء ما بحوزته على طريق دمشق - السويداء، ضمن سلسلة من الانتهاكات التي شهدها هذا الطريق بحق المدنيين على مدار الشهرين الماضيين، رغم تعهد السلطات السورية بحمايته في اتفاق تم التوصل إليه مع فعاليات دينية واجتماعية في السويداء في مايو/أيار الماضي.
ونتيجة لهذه الحادثة، أقدمت مجموعة محلية مسلحة على خطف عدد من المواطنين المنتمين لعشائر البدو، لتقوم فصائل مسلحة تابعة للعشائر أيضًا بخطف عدد من المواطنين الدروز ما أدى لاشتعال صراع مسلح، وتم الإفراج عن المخطوفين من الجانبين بحلول فجر الاثنين وسط مساعٍ للتهدئة.
وقالت الرئاسة الروحية للدروز في سوريا "نرفض دخول أي جهات إلى المنطقة، ومنها الأمن العام السوري وهيئة تحرير الشام"، وحملت الرئاسة "كامل المسؤولية لكل من يساهم في الاعتداء أو يسعى لإدخال قوى أمنية إلى المنطقة"، مطالبة بـ"الحماية الدولية الفورية كحق لحماية المدنيين وحقنا للدماء".
بعدها، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، غارات على مواقع في السويداء، وظهر أمس أكدت سانا أن طيران الاحتلال يواصل غاراته، فيما قال جيش الاحتلال إنه بدأ في مهاجمة آليات عسكرية تابعة للنظام السوري هناك، بعد رصد قوافل من ناقلات الجند المدرعة والدبابات تتحرك نحو منطقة السويداء.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك. وقتها، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية، وقالت إن مجلس الوزراء قرر احتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية للجولان المحتل.
وفي أول تعليق له على الأحداث، كلف الرئيس السوري أحمد الشرع، الثلاثاء، الجهات الرقابية باتخاذ الإجراءات الفورية بحق كل من ارتكب أي تجاوز، مهما كانت رتبته. وشددت الرئاسة في بيان على ضرورة الالتزام ومنع أي شكل من أشكال الانتهاكات في كافة الجهات العامة والعسكرية.
في سياق متصل، حملت وزارة الخارجية السورية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أحدث هجوم على جنوب سوريا وما قد يترتب عليه من تداعيات. وأكدت في بيان تمسك سوريا بحقها المشروع في الحفاظ على الأراضي السورية بكافة الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
كما شددت الخارجية السورية على "حرصها على حماية جميع المواطنين دون استثناء، بمن فيهم الدروز".
وقال المرصد السوري "أقدم عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على تنفيذ إعدامات ميدانية طالت 21 مواطنًا في محافظة السويداء".
وأمس أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وقفًا تامًا لإطلاق النار في السويداء، مؤكدًا أنه سيتم تسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي.
وهذه ليست الحادثة الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الأسد، إذ شهد الساحل السوري أحداث قتل طائفي في مارس/آذار الماضي، وقتها أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة عليا للحفاظ على "السلم الأهلي"، وأخرى للتحقيق في الأحداث التي راح ضحيتها أكثر من 1000 شخص وإحالة من يثبت تورطهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء.