حساب المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على إكس
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 240 فلسطينيًا من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، 28 ديسمبر 2024

جندي إسرائيلي يعترف بقتل المدنيين تعسفيًا في غزة

قسم الأخبار
منشور الاثنين 7 يوليو 2025

اعترف جندي احتياطي إسرائيلي خدم في غزة لثلاث جولات بأن القوات قتلت مدنيين تعسفيًا، وأضاف أن معايير إطلاق النار على المدنيين تختلف باختلاف القائد، مؤكدًا أن وحدته كانت تتلقى أوامر في كثير من الأحيان بإطلاق النار على أي شخص يدخل مناطق حددها جيش الاحتلال مناطق محظورة، بغض النظر عما إذا كانوا يشكلون تهديدًا أم لا.

وقال الجندي، الذي لم تسمه سكاي نيوز البريطانية، إنه عندما كانت وحدته متمركزة على حافة منطقة مدنية، كان الجنود ينامون في منزل يملكه فلسطينيون نازحون، وكانوا يضعون حوله حدودًا غير مرئية تحدد منطقة محظورة على سكان غزة.

"في أحد المنازل التي كنا فيها، كانت لدينا منطقة واسعة. كانت هذه المنطقة الأقرب إلى حي المواطنين، وكان الناس بداخلها. وهناك خط وهمي يُخبروننا أن جميع سكان غزة يعرفونه، وأنهم يعلمون أنه ممنوع عليهم عبوره"، قال الجندي، مضيفًا "لكن كيف لهم أن يعرفوا؟".

وتابع أن "الأشخاص الذين يعبرون إلى هذه المنطقة كانوا يتعرضون لإطلاق النار في أغلب الأحيان".

وحسب سكاي نيوز البريطانية، نُقل الجندي الذي خدم في الفرقة 252 بجيش الاحتلال الإسرائيلي مرتين إلى ممر نتساريم، وهو شريط يقسم غزة إلى شمال وجنوب ويمتد من البحر إلى الحدود الإسرائيلية.

قال الجندي إن هناك اعتقادًا سائدًا بين الجنود بأن جميع سكان غزة إرهابيون، حتى لو كانوا مدنيين عزلًا، وأضاف أن هذا الاعتقاد لم يُشكك فيه بل كان يؤيد من القادة في كثير من الأحيان.

"إنهم (القادة) لا يتحدثون معك حقًا عن المدنيين الذين قد يأتون إلى منزلك. كما حدث معي في طريق نتساريم، يقولون إن من يأتي إلى هنا يعني أنه يعلم أنه لا ينبغي أن يكون هناك، وإن جاء رغم ذلك، فهذا يعني أنه إرهابي"، قال الجندي معتقدًا أن ذلك غير صحيح "إنهم مجرد فقراء، مدنيون لا يملكون خيارات كثيرة".

وتابع "لكل قائد أن يختار بنفسه ما يفعله. لذا، الأمر أشبه بعالم الغرب المتوحش. لذا، قد يقرر بعض القادة ارتكاب جرائم حرب وجرائم شريرة دون أن يواجهوا عواقب ذلك".

اعتراف الجندي الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في غزة ليس الوحيد منذ بدء العدوان، وسبق أن أكد عدد من الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين لأسوشيتد برس أن جيش الاحتلال يجبر الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل دروعًا بشرية في غزة، ويرسلهم إلى المباني والأنفاق بحثًا عن متفجرات أو مسلحين. وأضافوا أن "هذه الممارسة الخطيرة أصبحت شائعة خلال 19 شهرًا من الحرب".

وفي عام 2005، حظرت المحكمة العليا في إسرائيل استخدام الفلسطينيين دروعًا بشرية، ردًا على التماس ضد "إجراء الجار" الذي يطبقه جيش الاحتلال في الضفة الغربية، حيث يجبر الجنود المدنيين على التقدم أمامهم عند مداهمة المنازل هناك.

وسبق أن نشرت هآرتس الإسرائيلية، والجارديان البريطانية تحقيقًا أكدت فيه أيضًا استخدام جيش الاحتلال الفلسطينيين المدنيين دروعًا بشرية في غزة. 

وخلال الشهر الجاري، كشفت أدلة اطلعت عليها الجارديان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم قنبلة MK-82 وزنها 230 كيلوجرامًا (وهي سلاح قوي غير موجه وعشوائي يولد موجة انفجار هائلة وينشر الشظايا على مساحة واسعة) عندما هاجم هدفًا في مقهى مزدحم بالمدنيين على شاطئ البحر في غزة.

وقال خبراء في القانون الدولي للجارديان إن استخدام مثل هذه الذخيرة على الرغم من وجود العديد من المدنيين غير المحميين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، أمر غير قانوني وقد يشكل جريمة حرب.

رائحة الجثث

والسبت الماضي، انتحر الجندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل إدري في غابة بيريا بالقرب من صفد، البلدة التي نشأ فيها، بعد معاناة من مشاكل نفسية حادة أثناء محاولته التعامل مع الألم والصور والروائح التي طاردته من تجاربه في لبنان وغزة، وفق جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

وحسب رواية والدته "قال لي إنه رأى أهوالًا، وقال: أمي، لا أستطيع التوقف عن شم رائحة الجثث، فأنا أرى الجثث طوال الوقت".

"على الأقل في موته سيجد الراحة والاحترام، وينال التكريم الذي يستحقه لتضحيته. إنه يستحق جنازة عسكرية"، قالت والدته.

وردت قوات الاحتلال قائلة إنه وفقًا للقانون الإسرائيلي "فإن شهيد جيش الدفاع الإسرائيلي هو الشخص الذي يموت أثناء خدمته العسكرية، سواء في الخدمة الفعلية أو أثناء الخدمة الاحتياطية، المرحوم دانييل إدري لم يكن في الخدمة الفعلية أو الاحتياطية وقت وفاته، وبالتالي لا يمكن الاعتراف به كشهيد في جيش الدفاع الإسرائيلي ولا يحق له الحصول على جنازة عسكرية".

ونقلت الجزيرة عن إعلام إسرائيلي قبل أسابيع أن 35 جنديًا إسرائيليًا انتحروا منذ بداية الحرب على قطاع غزة حتى نهاية 2024، بارتفاع ملحوظ في عدد حالات الانتحار عن آخر إعلان بهذا الشأن لإذاعة جيش الاحتلال مطلع يناير/كانون الثاني 2025.

وأضافت الصحيفة أن الاحتلال يرفض الكشف عن أعداد الجنود الذين انتحروا خلال العام الحالي، لكنها نقلت عن مصادر أن 7 جنود انتحروا منذ مطلع هذا العام، وأن السبب هو استمرار الحرب على غزة.