احتشد مئات الآلاف من المشيعين في شوارع وسط طهران، السبت، لتشييع كبار القادة من الجهازين العسكري والأمني والعلماء النوويين الذين قُتلوا خلال حرب استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، في وقت قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، السبت، إن إيران قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى.
وقال مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني إن الحدث "ليس مجرد تشييع بل بيعة مع المستقبل، سينهض خلاله ألف قائد من كل قطرة دم أريقت".
ورأى شمخاني أن فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الذي بدأته إسرائيل بالنار "انتهى بتوسلها لوقف إطلاق النار"، وذلك بعد أن ردت إيران بقوة وغضب و"بجنود لبسوا دروعًا بظهور عارية".
وأعادت إيران، السبت، فتح مجالها الجوي أمام شركات الطيران الأجنبية، لكن الرحلات ظلت معلقة في العديد من مناطق البلاد، خصوصًا في طهران.
وأُغلق المجال الجوي الإيراني بشكل تام يوم 13 يونيو الجاري، بعدما شنت إسرائيل هجومًا غير مسبوق على إيران.
من جهته، أعلن ترامب عن وقف فوري للعمل على تخفيف العقوبات عن إيران، ملمحًا إلى قصفها مجددًا، وقال إن المرشد الإيراني علي خامنئي يعلم أن تصريحاته بشأن الانتصار في الحرب مع إسرائيل كذبة.
وأضاف أنه سيفكر في قصف إيران مرة أخرى إذا عادت لتخصيب اليورانيوم، وأكد أنه ليس قلقًا بشأن وجود مواقع نووية سرية هناك، مشيرًا إلى أن ما سيفكر به الإيرانيون اليوم هو البرنامج النووي.
وقال إنه أنقذ المرشد الإيراني مما وصفه بموت بشع "وعليه أن يقول شكرًا لك أيها الرئيس ترامب".
والجمعة الماضي، نفى ترامب أن تكون إدارته بحثت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لتوليد الطاقة.
والجمعة الماضي، وجه خامنئي أول كلمة له منذ نهاية الحرب مع إسرائيل، وقال إن بلاده حققت انتصارًا على "الكيان الصهيوني الزائف" ووجهت "صفعة قاسية" للولايات المتحدة.
وأكد المرشد الإيراني أن الولايات المتحدة دخلت الحرب "لأنها شعرت أن الكيان الصهيوني سيدمر بالكامل". واعتبر أن أمريكا لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب.
وكانت الولايات المتحدة شنت هجومًا على مواقع منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية في إيران، وأكد ترامب وقتها أن الضربات الجوية الأمريكية دمرت بشكل تام وكامل المنشآت النووية الإيرانية المستهدفة، قبل يومين من إعلانه وقف الحرب.
وقال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، السبت، إن إيران قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى حال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وشدد إيرواني على أن إيران لن تتنازل عن حقها في إنتاج اليورانيوم محليًا، وهو شرط ترفضه الولايات المتحدة بشدة.
كما استبعد أي قيود على برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأكد أن أي اتفاق جديد سيعتمد إلى جانب شروط أخرى على رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده.
وكان ترامب أكد في وقت سابق أن محادثات جديدة مع إيران ستُعقد الأسبوع الحالي دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية.
وقبل الهجوم الإسرائيلي الأمريكي على إيران، كانت طهران عقدت خمس جلسات محادثات مع واشنطن بوساطة عُمانية بشأن البرنامج النووي، بهدف إبرام اتفاق يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي ويرفع أيضًا العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن عليها.