حساب Saman Rasoulpour على إكس
تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران، 13 يونيو 2025

إيران تفرض قيودًا على استخدام الإنترنت خوفًا من هجمات سيبرانية إسرائيلية

محمد الطاهر
منشور الأربعاء 18 يونيو 2025

بدأت إيران فرض قيود على استخدام الإنترنت تدريجيًا مع تصاعد المواجهة العسكرية والرقمية مع إسرائيل خلال الأسبوع الجاري، مستهدفة تقليل مخاطر تنفيذ تل أبيب هجمات سيبرانية ضدها عبر الإنترنت العالمي.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، في لقاء تليفزيوني، إن خفض سرعة الإنترنت يأتي ضمن "إجراءات مؤقتة موجهة وتحت السيطرة تهدف إلى صد الهجمات السيبرانية".

وتزامنًا مع هذه الإجراءات، أفادت شركة Cloudflare بأن اثنتين من شركات الاتصالات الكبرى في إيران خرجتا عن الخدمة مساء الثلاثاء، مما أدى إلى تعطيل واسع في الاتصالات الرقمية. كما ذكرت نيويورك تايمز أن خدمات الشبكات الافتراضية VPN التي يعتمد عليها الإيرانيون للوصول إلى مواقع محجوبة مثل فيسبوك وإنستجرام أصبحت شبه غير فعالة.

وطالبت السلطات الإيرانية المواطنين بحذف تطبيق واتساب، خوفًا من استخدامه من قبل إسرائيل في عمليات تجسس، فيما نفت شركة واتساب هذه الاتهامات، وأكدت، في بيان، أنها لا تراقب المستخدمين ولا تقدم معلومات مجمعة لأي حكومة.

ورصد موقع NetBlocks انخفاضًا ملحوظًا في سرعة الإنترنت في إيران اعتبارًا من الساعة 5:30 مساء بالتوقيت المحلي أمس الثلاثاء، وفيما نقلت وكالة تسنيم الإخبارية التابعة للحرس الثوري الإيراني أن المواطنين سيظلون قادرين على استخدام شبكة الإنترنت الوطنية، قال مسؤولان إيرانيان لنيويورك تايمز إن سعة هذه الشبكة قد تنخفض بنسبة تصل إلى 80%.

يُذكر أن شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية Radware كشفت أن إسرائيل شهدت زيادة بنسبة 700% في الهجمات السيبرانية منذ 12 يونيو/حزيران، مرجحة أن تكون هذه الهجمات من تنفيذ جهات إيرانية ترعاها الدولة، كما أشارت الشركة إلى أن النشاط المتزايد للمجموعات السيبرانية التابعة لإيران تم رصده على قنوات تيليجرام العامة والخاصة، في مؤشر على اتساع رقعة الصراع الرقمي.

كما أعلنت Predatory Sparrow وهي مجموعة قرصنة مؤيدة لإسرائيل، مسؤوليتها عن هجوم سيبراني استهدف "بنك سبه" الإيراني، ما أدى إلى تعطيل موقعه الإلكتروني وأجهزة الصراف الآلي. ووصفت المجموعة البنك بأنه مؤسسة تموّل برامج النظام الصاروخية والنووية وتدعمه في تمويل الإرهاب، مضيفة أنها نفذت الهجوم بمساعدة "إيرانيين شجعان".

وحذّر خبراء أمنيون من أن استمرار التصعيد السيبراني بين طهران وتل أبيب قد يؤدي إلى "تأثيرات جانبية" تمس شركات ومؤسسات أمريكية، خصوصًا إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا في الصراع، مما قد يدفع القراصنة الإيرانيين إلى استهداف منشآت حيوية في الداخل الأمريكي.

وشنَّت إسرائيل فجر الجمعة الماضي هجومًا مباغتًا على إيران "لمنعها من امتلاك سلاح نووي"، تمكّنت في بدايته من تصفية قيادات عسكرية إيرانية من بينها رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، بالإضافة إلى علماء نوويين، فيما ردت طهران بإطلاق ست موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل.