تصوير نورا يونس، المنصة
مئات المتضامنين الدوليين مع غزة يعتصمون أمام بوابة الإسماعيلية، 13 يونيو 2025

مصر تفرج عن منسقين دوليين في المسيرة العالمية إلى غزة.. ومطالبات بتدخل السفارات الأجنبية

محمد الخولي
منشور الاثنين 16 يونيو 2025

أطلقت السلطات المصرية سراح اثنين من المنسقين الدوليين في المسيرة العالمية إلى غزة بعد احتجازهما نهاية الأسبوع الماضي في القاهرة حسب بيان صادر عن المسيرة، وأوضح البيان أن الفرنسي هشام الغاوي والإسباني مانويل تابيال، وهما عضوان في اللجنة التنسيقية الدولية، جرى احتجازهما قبل أن يُرحَّل مانويل في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، بينما لا تزال السلطات تُجري ترتيبات ترحيل الغاوي.

ووفق البيان أكد الطبيب الكندي ييبينج جي، أحد المشاركين في المسيرة عبر إكس، أن مانويل تابيال أُفرج عنه بعد أكثر من 24 ساعة من الاحتجاز والاستجواب على يد عناصر أمن بملابس مدنية، وغادر مطار القاهرة في طريقه إلى كندا.

ودعت اللجنة التنسيقية للمسيرة إلى الإفراج الفوري عن جميع المشاركين المحتجزين لدى السلطات المصرية، مشيرة إلى استمرار التنسيق مع السفارات المعنية، مع تعهدها بالكشف قريبًا عن مزيد من المعلومات حول أوضاع المحتجزين الآخرين وحالات الترحيل.

كما طالبت اللجنة جميع السفارات بالتدخل لصالح المشاركين الذين تم احتجازهم أو ترحيلهم رغم دخولهم البلاد بصورة قانونية وسلمية، وتأكيد التزامهم بالقوانين المصرية.

ودخل المشاركون في المسيرة مصر بتأشيرات سياحية، لكنهم لم يحصلوا على موافقة السلطات المصرية على تنظيم مسيرة إلى رفح أو تصريح بزيارة المنطقة الحدودية مع قطاع غزة. وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان الأربعاء الماضي، إنه "في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح) خلال الفترة الأخيرة، وذلك للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية، تُؤكد مصر على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات".

ومنعت قوات الأمن المصرية مرور المتضامنين الدوليين المتجهين إلى غزة عند نقاط تفتيش على طريق القاهرة-الإسماعيلية صباح الجمعة الماضي، وصادرت جوازات سفرهم، وسط إجراءات مشددة شملت إحاطتهم بكردون أمني، وإطفاء الإنارة في المساء ووصول سيارة إطفاء، مع غياب سيارات الإسعاف رغم وجود مصابين بين المتضامنين.

وانتشرت مقاطع مصوّرة توثق اقتياد عدد من المشاركين في المسيرة من بيت شباب الإسماعيلية، وإجبارهم على صعود حافلات استعدادًا لترحيلهم.

وسبق وقال متحدث باسم المسيرة لفرانس برس إن أفراد شرطة مصريين بلباس مدني دخلوا الفنادق يحملون قائمة بأسماء بعض الأجانب "وحققوا معهم، وعلى أثر التحقيق أوقفوا البعض وتركوا البعض الآخر"، مضيفًا أن "دخول أفراد الشرطة إلى غرف الفنادق ومصادرة الهواتف وتفتيش المتعلقات كان غير متوقع بالمرة".

تركيزنا الأول على أهل غزة

من جهته، أكد المنسق العام للمسيرة العالمية إلى غزة سيف أبو كشك في البيان أن "التركيز الأساسي للحركة يظل منصبًا على أهل غزة الذين يواجهون كارثة إنسانية متفاقمة"، مشددًا على استمرار التحركات والمبادرات العالمية لإنهاء الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.

وقال وفق البيان"حركتنا العالمية لإنهاء إبادة الشعب الفلسطيني لن تتوقف، وهناك المزيد من التحركات والمبادرات التي يجري العمل عليها بالفعل".

وجدد أبو كشك دعوته إلى فتح ممر إنساني فوري ومستمر، وإنهاء "الإبادة الجماعية الجارية"، مطالبًا الحكومات والمؤسسات الدولية بالاضطلاع بمسؤولياتها القانونية لحماية المدنيين.

ومطلع مارس/آذار الماضي، منعت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق نار هش لم يكتمل بعدما استأنف جيش الاحتلال عدوانه على القطاع خلال نفس الشهر.

وأغلقت مصر معبر رفح منذ مايو/أيار 2024، إثر التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية والسيطرة على المعبر من الجانب الآخر ورفع العلم الإسرائيلي عليه. وأعلنت القاهرة آنذاك رفضها إجراء أي تنسيق مع جيش الاحتلال بخصوصه، مطالبة بانسحاب جيش الاحتلال منه. قبل أن تتفق القاهرة مع واشنطن على إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم "بصورة مؤقتة"، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

الإفراج عن نشطاء الصمود

في سياق متصل، أعلنت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في بوست على فيسبوك الإفراج عن معتقلين أوقفوا في شرق ليبيا ضمن قافلة الصمود البرية لكسر الحصار على غزة.

وأشارت التنسيقية إلى الإفراج عن العديد من المعتقلين و"بعد أن كانت القائمة الأولية تضم 10 من ليبيا و3 من تونس و 3 من الجزائر، أصبحت الآن تضم 3 من تونس و3 من الجزائر و2 من ليبيا و1 من السودان، وجار التثبت من شخص آخر من ليبيا".

وأشارت إلى أنه تم الوصول إلى مفقودين آخرين لم يكونوا معتقلين أساسًا، وأن المفاوضات مستمرة لترتيب إطلاق سراح البقية.

وسبق أن بررت وزارة الداخلية في شرق ليبيا منعها عبور القافلة، بأن المنع لم يكن موقفًا مسبقًا بل "جهزت الحكومة والقيادة العامة دوريات مرافقة ونقاط استقبال في سرت وإجدابيا، لكنها فوجئت بعدم حيازة بعض المشاركين أي أوراق ثبوتية"، وأكدت "رصدنا نبرة عدائية غير مبررة لمنظمي القافلة منذ اللحظة الأولى لوصولهم على أطراف سرت وبعضهم يردد عبارات (أعداء الله وطواغيت)".

وذكرت الوزارة أن "جوازات سفر بعض المشاركين منتهية وأخرى على وشك الانتهاء ولا تتيح لهم عبور أي دولة، فيما لا يملك بعضهم جوازات سفر أصلًا، ولا نعلم كيف سمحت حكومة الدبيبة بدخولهم بالمخالفة للقوانين الليبية بشأن سريان جوازات السفر".

وحول العبور إلى مصر، أكدت الوزارة أنها لا تسمح بمرور المواطنين الليبيين إلى مصر دون إجراءات، وكذلك لا تسمح مصر بعبور مواطنيها بالمثل "والجزائريون والتونسيون ليسوا استثناءً من القوانين المنظمة لحركة الأفراد".

وفي بيان سابق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "أتوقع من السلطات المصرية أن تمنع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية وألا تسمح لهم بالقيام باستفزازات أو محاولة دخول غزة، وهي خطوة من شأنها أن تعرض سلامة الجنود (الإسرائيليين) للخطر ولن يُسمح بها".