نفى مصدر بارز في حركة حماس ورجل الأعمال الأمريكي الفلسطيني بشارة بحبح لـ المنصة تحقيق أي تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدان أن المفاوضات متوقفة تمامًا على عكس ما تروج له الرواية الإسرائيلية.
وأمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك "تقدمًا كبيرًا" في جهود الإفراج عن المحتجزين في غزة.
وقال بحبح، الذي قاد في الفترة الأخيرة دور وساطة بين الحركة والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف وتيكوف، إنه لا جديد حتى الآن، نافيًا الأنباء عن تقديمه مقترحًا معدلاً للمبادرة الأمريكية الأخيرة، التي كانت حماس قدمت ملاحظات عليها.
وأوضح قيادي بارز في حماس أن "كل ما يُثار حول تقدم أو انفراجة في المفاوضات غير صحيح"، ووصف تصريحات نتنياهو بأنها "تسريبات كاذبة" تهدف إلى تهدئة المعارضة الإسرائيلية الداخلية وطمأنة أهالي المحتجزين بأن الحكومة تُحرز تقدمًا في هذا الملف من أجل استعادتهم على غير الحقيقة.
وأضاف القيادي أن "هذا الأسلوب بات مألوفًا من جانب نتنياهو، حيث تُطلق هذه التسريبات كلما تصاعد الضغط الداخلي عليه، بهدف امتصاص الغضب وعرقلة أي مبادرة حقيقية قد تؤدي إلى إنهاء الحرب"، مشيرًا إلى أن "نتنياهو يدرك أن نهاية الحرب قد تعني نهاية مستقبله السياسي".
وحول موقف الحركة من المقترح الأمريكي الأخير، أوضح القيادي أن "حماس تعاملت معه بإيجابية رغم انحيازه الواضح للرؤية الإسرائيلية"، مضيفًا أن الحركة لم ترفض المبادرة بل قدمت ملاحظات عليها.
ومطلع يونيو/حزيران الحالي، قدمت حركة حماس ردًا على مقترح ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قالت إنه تضمن تعديلات ركزت على المطالبة بضمانات واضحة وملزمة تضمن تنفيذ بنود الاتفاق وإنهاء العدوان الإسرائيلي.
وأشار المصدر بحماس إلى أن "الوسطاء يسعون حاليًا فقط للحفاظ على استمرارية قناة التفاوض دون انهيارها، في انتظار بلورة صيغة مقبولة"، مشددًا على أن "العقبة الرئيسية تبقى نتنياهو الذي يرفض تقديم أي تنازلات جدية لأسباب تتعلق بحساباته السياسية الداخلية".
وتقود الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر جهود وساطة مستمرة للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف العدوان الإسرائيلي في غزة وتبادل المحتجزين لدى إسرائيل وحماس، لكن لم تسفر هذه المحاولات عن نتائج منذ هدنة هشة لم تكمل إسرائيل باقي مراحلها.
ولا تزال حماس تحتجز 58 شخصًا في قطاع غزة، أكد جيش الاحتلال مقتل 35 منهم، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين المحتجزين 4 أمريكيين، بعدما أطلقت حماس مؤخرًا سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.