حساب المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز على إكس
نشطاء على متن السفينة مادلين لكسر حصار غزة، 9 يونيو 2025

بعد مداهمة مادلين.. ناشطة في "أسطول الحرية" لـ المنصة: إسرائيل تعتقد أنها فوق المحاسبة

قسم الأخبار
منشور الاثنين 9 يونيو 2025

أعلن تحالف أسطول الحرية، صباح اليوم، عن مداهمة جيش الاحتلال الإسرائيلي سفينته مادلين المتجهة إلى غزة وانقطاع الاتصال بها، في وقت أكدت المحامية من أصول فلسطينية والعضوة المؤسسة في التحالف هويدا عراف لـ المنصة أنها ليست المرة الأولى التي نحاول فيها كسر الحصار عن غزة.

وأوضحت "تعرضنا للهجوم من قبل، وأصيب منا أشخاص، وتعرضنا للضرب والاعتقال، واحتُجزنا كرهائن في سجون إسرائيلية على يد هذا الكيان المارق".

وأشارت إلى الهجوم الإسرائيلي على سفينة مافي مرمرة عام 2010، التابعة للتحالف، ما أسفر وقتها عن مقتل 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة، وقالت "تستمر إسرائيل في التصعيد، لأنها تعتقد أنها فوق المحاسبة".

وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.

وحلقت مسيّرات فوق السفينة مادلين في الليالي الماضية، وأثارت قلقًا كبيرًا في صفوف النشطاء، قبل أن يتبين أن هدفها كان الاستطلاع وجمع المعلومات.

لكن هويدا عراف تؤكد أن هذه المرة ليست كالمرات السابقة "مع مادلين، لا نتحرك فقط كناشطين ومنظمين، بل نحن على تواصل أيضًا مع نواب وسياسيين في جميع أنحاء العالم. هناك دعم عالمي هائل لمهمة مادلين، لأن العالم يشعر بالرعب مما نُجبر على مشاهدته بينما تظل حكوماتنا صامتة أو متواطئة".

"سنبذل كل ما في وسعنا لحماية زملائنا والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم. لكننا في الوقت نفسه نعلم أن التركيز يجب أن يظل على غزة"، قالت الناشطة في تحالف أسطول الحرية.

ونشرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة/ICBSG صباح اليوم نداء استغاثة، وقالت على إكس إن جيش الاحتلال اختطف النشطاء على متن السفينة مادلين، كما نشرت فيديوهات مسجلة لـ12 ناشطًا دوليًا من جنسيات متعددة على متن السفينة طالبوا فيها بالضغط على حكوماتهم للحفاظ على سلامتهم.

وحسبما أوضحت هويدا عراف، فإن النشطاء على متن السفينة من ستة دول، منهم فرنسا وهولندا وإسبانيا وألمانيا والسويد "نعلم أن شعوب هذه الدول تتحرك، وأن السياسيين يتلقون اتصالات، لذا سنقوم بكل أشكال المناصرة السياسية والقانونية من أجل زملائنا، لكن أيضًا علينا أن نتحرك لإنهاء الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، لأن من على متن مادلين موجودين هناك نتيجة لانعدام المساءلة، نتيجة لانعدام التحرك، لأن حكوماتنا فشلت في فرض القانون الدولي".

وتُقل مادلين 12 ناشطًا دوليًا من جنسيات متعددة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية جريتا تونبرج، إلى جانب نشطاء حقوقيين وسياسيين مثل النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والصحفي في قناة الجزيرة عمر فياض، والصحفي في منصة "بلاست" الفرنسية يانيس محمدي، والناشط الفرنسي باسكال موريراس الذي سبق وشارك في رحلات سابقة ضمن أسطول الحرية.

إلى جانب الناشط البرازيلي تياجو آفيلا، والطبيب الفرنسي بابتيس أندري، والناشطة الألمانية ياسمين آجار، والناشط الفرنسي في مجال المناخ ريفا فيارد، وعضو منظمة حماية البيئة البحرية "سي شيبرد" الإسباني سيرجيو توريبيو، وطالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رينيس.

ونشر جيش الاحتلال صورة للحظة مداهمة السفينة، كما نشر فيديو له أثناء توزيع الطعام والمياه على النشطاء، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم، إن قوات البحرية تواصلت مع السفينة وأصدرت تعليمات لها بتغيير مسارها، وأكدت أن "المنطقة البحرية قبالة سواحل غزة مغلقة أمام السفن غير المرخصة بموجب حصار بحري قانوني"، على حد قولها.

وأكدت هويدا عراف أن مادلين لم تدخل المياه الإقليمية المصرية، "أبحرت خارج المياه الإقليمية المصرية، بل وخارج ما يُعرف بمنطقة التلاصق أيضًا. لكنها أبحرت شمال مصر في طريقها إلى غزة. ولم نخطط لدخول المياه المصرية في أي وقت". 

كما أوضحت أن البحرية المصرية لم تتواصل معهم "ولا نرى سببًا يجعلهم يتواصلون معنا، مرة أخرى، نحن لم ندخل المياه الإقليمية المصرية، ولا حتى في منطقة التلاصق".

في سياق متصل، انطلقت صباح اليوم قافلة الصمود المغاربية من تونس العاصمة متجهة إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع، بمشاركة نحو 2000 شخص، والمقرر لها المرور بليبيا ومصر قبل وصولها إلى معبر رفح من الجهة المصرية.

وعن القافلة، قالت هويدا عراف إنها "خطوة رائعة، لأن حصار غزة يجب أن يُكسر جوًا وبحرًا وبرًا. دون مواربة، حولت إسرائيل غزة إلى معسكر إبادة، إلى معسكر موت، ويجب أن تُكسر جميع أسواره. وإذا لم تكن حكوماتنا ستقوم بذلك، فإن المدنيين يجب أن يفعلوا وسيفعلون".

وأكدت أنهم على تواصل وتنسيق وثيق مع قافلة الصمود ومع المسيرة العالمية إلى غزة "سنواصل العمل، لأنه لا يمكن لأحد أن يصمت في هذا الزمن. إبادة جماعية تحدث أمام أعيننا، في زمننا. والتاريخ سينظر إلينا ويسأل ماذا فعلتم؟".

وأعربت عن أملها في أن "تسهل الحكومة المصرية دخول قافلة الصمود ومسيرتها إلى رفح. وقالت "أتمنى أن تسمع (الحكومة المصرية) هذا، وأن تدرك أن الوقوف في صف الإبادة، في صف كيان مارق مثل إسرائيل، وفي صف دولة عنيفة إمبريالية كالولايات المتحدة، في وقت تعارض فيه شعوب العالم ما يجري بشدة، ليس هو المكان المناسب لمصر. مكان مصر هو في صف الإنسانية".

وسبق أن قال المتحدث الرسمي باسم قافلة الصمود وائل نوار إن هذه القافلة البرية تضم حوالي 1500 تونسي وقرابة 200 جزائري، وهي تحمل "رسالة إلى كل أحرار العالم للتحرك من أجل الحق الفلسطيني المسلوب وضد كل أوجه الاحتلال والإبادة الجماعية، كما أنها محاولة لفتح قنوات التنسيق مع منظمات إنسانية عربية ودولية لتسهيل عمليات الإغاثة".

وأضاف أن القافلة ستمر بعديد المناطق والولايات التونسية قبل دخول ليبيا وذلك بالتنسيق مع منظمات إنسانية ليبية، ليكون بعد ذلك التوجه إلى معبر السلوم بالشرق الليبي وبعدها الدخول إلى الأراضي المصرية.

وذكر نوار أن القافلة ستقوم بالتنسيق مع منظمات إنسانية مصرية من أجل الوصول إلى معبر رفح لكسر الحصار، والدخول إلى قطاع غزة الذي قال إنه "يعيش أبشع عمليات القتل والتهجير والإبادة وسط صمت عربي غير مقبول".

وغادرت السفينة مادلين كاتانيا، صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الجاري، في رحلة تمتد لمسافة ألفي كيلومتر عبر البحر المتوسط هدفها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وذلك بعد شهر واحد فقط من قصف مُسيرة إسرائيلية لسفينة مساعدات أخرى تابعة لتحالف أسطول الحرية كانت متجهة إلى غزة.

وتحمل السفينة "كميات محدودة لكن رمزية" من إمدادات الإغاثة، وتشرف على تنظيم الرحلة اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، ضمن إطار تحالف أسطول الحرية، وهي حركة دولية تأسست عام 2010 بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وأطلقت حتى الآن 36 سفينة ضمن هذا المسعى.

اختيار اسم مادلين كاتانيا للسفينة جاء تكريما للصيادة الفلسطينية مادلين كُلّاب، أول وأصغر امرأة فلسطينية تمتهن الصيد في غزة.

واتهم تحالف أسطول الحرية صباح اليوم إسرائيل باختطاف المتطوعين على متن السفينة مادلين، فيما نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إنه يجري اقتياد السفينة نحو ميناء أسدود بعد السيطرة عليها، ثم التحقق من هويات الأفراد الذين كانوا على متنها تمهيدًا لاستجوابهم، وفق الجزيرة.

وأوضح تحالف أسطول الحرية أن مسيرات كوادكوبتر إسرائيلية حاصرت السفينة ورشتها "بمادة بيضاء مهيجة"، ثم انقطعت الاتصالات.