تشهد لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا احتجاجات بعدما اعتقلت سلطات الهجرة الفيدرالية ما لا يقل عن 44 شخصًا، في خضم حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجرة، التي شملت موجات من المداهمات والترحيل في جميع أنحاء البلاد، ما تبعه نشر 2000 عنصر بالحرس الوطني لفض التظاهرات.
عقب قراره نشر عناصر الحرس الوطني، كتب ترامب على تروث سوشيال "عملٌ رائعٌ قام به الحرس الوطني في لوس أنجلوس بعد يومين من العنف والاشتباكات والاضطرابات".
واتهم ترامب المسؤولين في كاليفورنيا بالعجز عن القيام بمهامهم، وقال "لن نتسامح مع هذه الاحتجاجات اليسارية الراديكالية التي يقودها محرضون ومثيرو شغب".
وقرر ترامب عدم السماح بارتداء الأقنعة في الاحتجاجات "كما أنه من الآن فصاعدًا، لن يُسمح بارتداء الأقنعة في الاحتجاجات. ما الذي يخفيه هؤلاء الناس، ولماذا؟ شكرًا جزيلًا للحرس الوطني على عملهم الرائع!".
وحسب CNN، يُعدّ الحرس الوطني أقدم عناصر القوات المسلحة الأمريكية، ويتألف الآن من 325000 جندي من كل ولاية من الولايات الخمسين، بالإضافة إلى ثلاثة أقاليم ومقاطعة كولومبيا.
ومن الشائع أن يستدعي حكام الولايات حرس ولاياتهم للاستجابة للكوارث الطبيعية، لكن في الحالة الراهنة أصبح الحرس الوطني تابعًا للسلطة الفيدرالية، وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها رئيس مثل هذه السلطة منذ أعمال الشغب التي اندلعت في لوس أنجلوس عام 1992 بسبب تبرئة أربعة ضباط شرطة بيض من ضرب سائق السيارة الأسود رودني كينج، وفق CNN.
وقُتل العشرات، وجُرح الآلاف، واعتُقل الآلاف خلال عدة أيام من أعمال الشغب في لوس أنجلوس آنذاك، وقُدِّرت الأضرار التي لحقت بالممتلكات بأكثر من مليار دولار في واحدة من أسوأ الاضطرابات المدنية في تاريخ الولايات المتحدة، حسب CNN.
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أمس إن وزارة الدفاع مستعدة لإعلان تعبئة مشاة البحرية "إذا استمر العنف" في لوس أنجلوس.
وبدأت التوترات الجمعة الماضي، عندما اشتبك متظاهرون مع مسؤولي إنفاذ القانون الذين كانوا يُجرون مداهماتٍ للتفتيش عن المهاجرين في مواقع متعددة بوسط المدينة.
ويوم السبت، وسّعت سلطات الهجرة الأمريكية نطاق إجراءاتها لتشمل منطقة باراماونت، ذات الأغلبية اللاتينية، وواجهت مزيدًا من الاحتجاجات.
وقالت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس إن بعض سكان المدينة "يشعرون بالخوف" بعد تصرفات وكالة الهجرة الفيدرالية.
وسارع قادة كاليفورنيا إلى إدانة المداهمات. وقال عمدة لوس أنجلوس كارين باس إن هذا النشاط كان يهدف إلى "بث الرعب" في ثاني أكبر مدينة في البلاد "أشعر بغضب شديد إزاء ما حدث. هذه الأساليب تزرع الرعب في مجتمعاتنا وتُزعزع مبادئ السلامة الأساسية في مدينتنا. لن نسمح بذلك".
وقال حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم إن "عمليات التفتيش الفيدرالية الفوضوية المستمرة في جميع أنحاء كاليفورنيا، لتلبية حصة الاعتقالات التعسفية، هي أمر متهور وقاسٍ في آن واحد. إن فوضى دونالد ترامب تقوض الثقة، وتمزق العائلات، وتقوض العمال والصناعات التي تُغذي الاقتصاد الأمريكي".
ومؤخرًا، أعلنت دائرة خدمات المواطنة والهجرة/USCIS وهيئة الجمارك وحماية الحدود/CBP ووكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك/ICE في الولايات المتحدة عن تكثيف مراجعة سجلات الهجرة "للقضاء على حالات تجاوز مدة التأشيرات الناجمة عن فشل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في إنفاذ القانون".
وذلك بعد إلقاء السلطات الأمريكية القبض على المصري محمد صبري سليمان الذي هاجم مظاهرات داعمة لإسرائيل في ولاية كولورادو، حيث ألقى على المشاركين زجاجات حارقة، فأصاب عددًا منهم.
وتُعد لوس أنجلوس ثاني أكبر مدينة أمريكية من حيث عدد السكان، وتشير البيانات الرسمية إلى أن 82% من سكان ضاحية باراماونت، التي يقطنها قرابة 50 ألف نسمة، هم من أصول إسبانية أو لاتينية.