تصوير سالم الريس، المنصة
لحظة تسليم المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود، 30 يناير 2025

حماس ترفض مقترح ويتكوف الجديد: انقلاب لصالح الشروط الإسرائيلية

محمد خيال
منشور الخميس 29 مايو 2025

قدَّم المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، يشمل إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين لدى حماس، مع إمكانية تمديد الاتفاق، وهو ما ترفضه حركة حماس، حسبما أكد قيادي بارز في الحركة لـ المنصة.

وقال المصدر طالبًا عدم نشر اسمه، إن هناك عملية التفاف على المقترح السابق لويتكوف الذي وافقت عليه الحركة في وقت سابق من الشهر الجاري، مبينًا أنه لم يقدم التزامًا واضحًا باستئناف المفاوضات أو إنهاء الحرب بعد القبول بالهدنة وإطلاق سراح المحتجزين.

كانت حماس وافقت على مقترح قدمه ويتكوف لوقف الحرب خلال مفاوضات امتدت لأسبوعين في العاصمة القطرية الدوحة مايو/أيار الجاري، فيما رفضته إسرائيل بشكل قاطع.

وأضاف المصدر أن المقترح الجديد يمثل انقلابًا على المقترح السابق، وانحياز واضع للشروط والرغبات الإسرائيلية، مردفًا "يمكن وصف الورقة الجديدة المقدمة من ويتكوف بأنها أمريكية إسرائيلية".

وشدد على أن "الورقة لا تعد إلا مقترحًا جزئي للغاية، ولا تتضمن أي التزامات سواء على إسرائيل، أو على الجانب الأمريكي والوسطاء بشأن ضمان استمرار الهدنة، ودخول المساعدات".

وأوضح أن الورقة لا تتضمن كذلك، أي التزامات أو ضمانات بشأن استئناف المفاوضات الخاصة بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، قائلًا "المقترح ترك الأمر لاتفاق الطرفين، وهو ما يعني عمليًا ترك القرار في يد نتنياهو".

ووصف القيادي البارز في الحركة النص الخاص بدخول المساعدات في المقترح بـ"المشوه"، قائلًا "إن دخول المساعدات الانسانية جاء مشروطًا بما يتم الاتفاق عليه، وليس استنادًا للاحتياجات الفعلية للقطاع، كما أسقط المقترح بحسب القيادي البروتوكول الإنساني الذي دخلت بموجبه المساعدات خلال الاتفاق الأول الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي، معتبرًا النص الذي تضمنه المقترح الجديد "شرعنة للتجويع واستمرار للحصار المفروض على القطاع".

ووفقًا لمسودة الخطة الجديدة، سيتم إطلاق سراح المحتجزين على دفعتين خلال أسبوع، كما سيتعين على حركة حماس تسليم 18 جثة ما زالت تحتفظ بها في غزة، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ولا تزال حماس تحتجز 58 شخصًا في قطاع غزة، أكد جيش الاحتلال مقتل 35 منهم، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين المحتجزين 4 أمريكيين، بعدما أطلقت حماس مؤخرًا سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر.

في السياق، وجَّه وزير المالية بحكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش تحذيرًا إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قال فيه "حماس تتعرض لضغوط هائلة، يجب الاستمرار في هذا الضغط لدفعها نحو صفقة استسلام كاملة تشمل جميع الرهائن، التوصل إلى اتفاق جزئي الآن سيكون بمثابة إنقاذ لها، لن أسمح بذلك".

من جانبهم، ردت عائلات الأسرى ببيان شديد اللهجة، جاء فيه " كفوا عن المتاجرة بمصير الأسرى، التاريخ لن يرحم، أوقفوا التصريحات الكاذبة والوعود الفارغة، وافعلوا ما يريده الشعب، أعيدوا جميع الأسرى رجالًا ونساءً، وأوقفوا الحرب".

كما دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، حكومة بنيامين نتنياهو إلى قبول مقترح ويتكوف "علنًا وفورًا".

وقال لابيد في مؤتمر "إسرائيل ستنتصر" الذي نظمته مؤسسة "بيرل كاتسنلسون" في تل أبيب، اليوم، "أُذكّر نتنياهو بأنني أؤيد قبول المخطط، حتى لو حاول بن غفير (وزير الأمن القومي إيتمار) وسموتريتش (وزير المالية بتسلئيل) إفساده".

وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.