سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، بدخول أكثر من 85 شاحنة تحمل مساعدات إغاثية إلى جنوب ووسط قطاع غزة، فيما منع وصول أي من الشاحنات إلى المناطق الشمالية، وذلك بعد 4 أيام من إعلان استئناف دخول شاحنات المساعدات بعد منع وإغلاق كامل للمعابر دام قرابة ثلاثة أشهر.
وقال مصدر في منظمة دولية بغزة لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إنّ الاحتلال سمح بدخول شاحنات معظمها تحمل الدقيق ولوازم إنتاج الخبز ضمن برنامج منظمة الغذاء العالمي، فيما وصلت شاحنة واحدة تحمل مستلزمات طبية وأدوية تابعة لمنظمة الصليب الأحمر، و18 شاحنة تحمل مُكملات غذائية لمنظمة اليونيسف.
وأوضح أن الاحتلال وبعد مماطلات عدة أيام سمح بدخول شاحنات الطحين حيث تم توزيعها على المخابز الآلية التي تتعاقد معها منظمة الغذاء العالمي في جنوب ووسط القطاع، والتي ستعمل بدءً من صباح اليوم الخميس على إنتاج الخبز، وأكد أن عمليات تنسيق ما زالت تجريها المنظمات الدولية مع جيش الاحتلال لإدخال شاحنات إغاثية إلى شمال القطاع.
وقال رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة عبد الناصر العجرمي لـ المنصة إن منظمة الغذاء العالمي التي تتعاقد مع 25 مخبزًا في مختلف مناطق القطاع منذ ما قبل إغلاق المعبر وتوقف تدفق المساعدات الإغاثية في بداية مارس/آذار الماضي، اتفقت مع المخابز على آلية جديدة، حيث ستعمل المنظمة على تزويد المخابز بالطحين والوقود وكل المستلزمات لتشغيلها وإنتاج الخبز خلال ساعات الليل، دون بيعه للمواطنين.
وأضاف "حسب الآلية الجديدة، مهمة المخبز تقتصر على الإنتاج، ثم ستتكفل مجموعات تابعة لمنظمة الغذاء بتحميل الخبز في الصباح وتوزيعها على النازحين في مخيمات النزوح والمواطنين"، مشيرًا إلى اقتصار عمل 20 مخبزًا في الوقت الحالي في مناطق وسط وجنوب غزة، إلى حين اكتمال تنسيق المنظمات الدولية مع الاحتلال لإدخال الشاحنات إلى الشمال وتشغيل المخابز هناك بنفس الآلية المُتفق عليها مؤخرًا.
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي قرّر الأحد الماضي استئناف دخول شاحنات المساعدات إلى غزة وبإشراف منظمات الأمم المتحدة وجهات إنسانية أخرى، بعد شهرين ونصف من التجويع.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي، مساء الأربعاء، إنهم سيعملون على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة "لتفادي حدوث أزمة إنسانية"، ونوه إلى أن جيش الاحتلال يعمل على منع وصول أي من شاحنات المساعدات التي تدخل إلى غزة إلى يد حركة حماس.
وأوضح أن 10% من إجمالي شاحنات المساعدات الإنسانية وصلت بالفعل إلى حماس خلال أشهر الحرب الماضية وخلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي امتدت إلى 42 يومًا.
وقال نتنياهو إن المقاومة لا تزال تحتجز في غزة 20 إسرائيليًا أحياء، و38 جثمانًا، وذلك بعدما استعادت إسرائيل 197.
وأكد أنه مستعد لوقف الحرب بشرط "تخلي حماس عن الحكم، وخروج قادتها من غزة، ونزع السلاح من القطاع"، مستدركًا "قد نتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن المحتجزين، لكن سيكون مؤقتًا".
وحول تطورات العمليات العسكرية الإسرائيلية الميدانية في قطاع غزة، قُتل قرابة 100 ضحية منذ صباح الأربعاء وحتى فجر الخميس، حسب مصدر طبي في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، خاصة شمال القطاع.
وقال مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية رأفت مجدلاوي لـ المنصة إن جيش الاحتلال استهدف فجر الخميس وللمرة الثانية خلال ساعات معدودة قسم الجراحات التخصصية بمستشفى العودة في منطقة جباليا، قبل أن يتقدم ويحاصر مرافق المستشفى متسببًا في تدمير وإحراق العيادات الخارجية.
وطالب المجدلاوي منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي توفير الحماية للموظفين والمتطوعين والمرضى المتواجدين داخل مبنى المستشفى، البالغ عددهم 130 مواطنًا.
وأصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء خلال ساعات المساء، شملت مناطق واسعة شمال القطاع، مطالبًا سكان أحياء "غبن، الشيماء، فدعوس، المنشية، الشيخ زايد، السلاطين، الكرامة، مشروع بيت لاهيا، الزهور، تل الزعتر، النور، عبد الرحمن، النهضة، معسكر جباليا"، بالنزوح إلى مدينة غزة.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.