برخصة المشاع الإبداعي: Derek Keats، فليكر
قرش أبيض في البحر الأحمر، أرشيفية

بعد عامين من إطلاقه.. تضارب حول مصير برنامج تتبع أسماك القرش في البحر الأحمر

دينا شعبان
منشور الأربعاء 21 مايو 2025

أكد مصدر مسؤول بوزارة البيئة لـ المنصة توقف برنامج تتبع ورصد سلوكيات أسماك القرش في مياه البحر الأحمر، الذي أطلقته الوزارة في يونيو/حزيران 2023 في محاولة للحد من هجمات القروش المتكررة على سواحل البحر الأحمر، فيما قال آخر "البرنامج شغال".

بدأ البرنامج بخطوات تجريبية شملت تركيب 3 أجهزة لتتبع أسماك القرش من أصل 50 جهازًا جرى التعاقد عليها ضمن خطة كلفت الدولة نحو 5.5 مليون جنيه، وقتها استعانت وزارة البيئة بخبيرة أجنبية متخصصة في تركيب أجهزة التتبع، وفق المصدر.

وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن المشروع توقف دون إعلان رسمي، وتقرر تخزين 47 جهازًا لم تُستخدم حتى اليوم، رغم أنها أجهزة متقدمة جدًا، مؤكدًا أن المشروع واجه تعثرًا كبيرًا "بسبب ضعف كفاءة الخبيرة الأجنبية"، وأوضح أن الوزارة استبدلتها لاحقًا، لكن لم تُعلن عن خطة بديلة، ولم تستأنف العمل بالمشروع، رغم مرور نحو عامين على إطلاقه.

وحسبما قال المصدر، فإن القيمة السوقية الحالية لهذه الأجهزة تتجاوز 20 مليون جنيه.

في السياق، وصف أستاذ علوم البحار والجيولوجيا البحرية الدكتور محمود عبد الراضي تجربة تركيب أجهزة الرصد التي بدأت في 2023، بـ"الفاشلة"، وقال لـ المنصة "مفيش أي بيانات مهمة خرجت، التجربة لم تكن جزءًا من خطة علمية واضحة، وما حصلش شراكة حقيقية مع المؤسسات البحثية، الموضوع كله اتقفل داخل جهاز شؤون البيئة، وده سبب رئيسي لفشلها في تقديم أي نتائج علمية حقيقية".

فيما أشار الباحث المتخصص في بيولوجيا المصايد بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد الدكتور محمود معاطي إلى برامج عالمية، مثل Red Sea Sharks، قال إنها قدمت نماذج فعالة لتتبع أسماك القرش، بينما في مصر "اشترينا الأجهزة وركبنا 3 منها فقط، ثم توقفنا، وكأن الهدف كان الشراء فقط".

في المقابل، نفى مصدر ثانٍ مسؤول في وزارة البيئة توقف برنامج تتبع أسماك القرش، وقال لـ المنصة "البرنامج ما زال شغال"، موضحًا أن الأجهزة بدأ تركيبها مطلع 2024، وأن النتائج لا تُستخلص إلا بعد فترة طويلة من الرصد والتحليل، رغم تأكيد الوزارة في بداية المشروع أن دراسة سلوكيات أسماك القرش في البحر الأحمر تمتد لمدة تصل إلى 18 شهرًا على 3 مراحل.

وحسب الوزارة، تتضمن المرحلة الثالثة، التي من المفترض أن تكون انتهت حسب الخطة، تحليل البيانات التي تم جمعها من قبل الحساسات على فترات زمنية مختلفة.

وبداية العام الجاري، أكد الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة الدكتور علي أبو سنة، في تصريحات صحفية، استمرار البرنامج، مؤكدًا أن النتائج الأولية "مشجعة، لكنها تحتاج لسنوات لفهم سلوك أسماك القرش".

وحسب محمود معاطي، سجلت مياه البحر الأحمر عددًا من الهجمات المتكررة لأسماك القرش، حيث قُتلت سائحة فرنسية في 2009 أثناء الغوص في مرسى علم، كما قتلت سائحة ألمانية وأصيب آخرون في هجمات لأسماك قرش في شرم الشيخ خلال العام التالي. 

في 2014 لقي صياد مصري حتفه في مرسى علم بعد هجوم من سمكة قرش من نوع "النمر". وفي العام التالي توفي سائح ألماني خلال رحلة سباحة بمدينة القصير. وتكرر المشهد في 2016 حين توفي شاب مصري بعضة قرش أثناء السباحة بمرسى علم. وفي العام التالي تعرضت فتاة لهجوم مشابه في نفس المنطقة. 

وخلال العام 2018 عُثر على جثة سائح تشيكي على أحد شواطئ الغردقة، بينما نجا سائح ألماني عام 2019 من هجوم مشابه بفضل تدخل سريع من فرق الإنقاذ. وفي 2022 قُتلت سائحتان في الغردقة. و2023 قُتل سائح روسي بعد تعرضه لهجوم من قرش نوعه "النمر". وفي العام نفسه أصيبت امرأة مصرية في مدينة دهب بجروح عميقة بعد عضة قرش. والعام الماضي قُتل سائح وأُصيب آخر في هجوم سمكة قرش في مرسى علم.