قررت إدارة شركة النصر للغزل والنسيج والتريكو "الشوربجي" تحويل 30 عاملًا إلى التحقيق، بدأت الاثنين الماضي في استجواب 18 منهم بتهم تتعلق بـ"التحريض على الإضراب وتعطيل العمل"، وهي التهم التي نفاها جميع العمال خلال التحقيق، مؤكدين أن تحركهم جاء ردًا على ممارسات إدارية جائرة وتدهور في أوضاعهم المعيشية، حسبما نشرت أمس دار الخدمات النقابية والعمالية.
ودخل عمال الشوربجي في إضراب عن العمل، منذ الثلاثاء قبل الماضي، احتجاجًا على قرار الإدارة إلغاء يوم السبت من الراحة الأسبوعية، والمطالبة بمساواة أجورهم برواتب عمال مجمع حلوان، الذي تتبع له الشركة، حسبما قال وقتها اثنان من العمال لـ المنصة.
"التحقيقات التي جرت في مقر القطاع القانوني للشركة بحلوان، ترافقت مع حالة من التوتر الشديد في صفوف العاملين، الذين اعتبروا الخطوة محاولة جديدة لترهيب المشاركين في الإضراب، دون أي تجاوب من إدارة الشركة أو تحرك من الجهات الرسمية"، حسبما أكدت دار الخدمات.
واستنكرت دار الخدمات عدم إصدار وزارة قطاع الأعمال العام ولا النقابة العامة للغزل والنسيج أي بيان أو تعليق رسمي رغم مضي أكثر من أسبوع على بدء الإضراب "كما لم تبادر أي منهما إلى التدخل لاحتواء الأزمة أو فتح باب الحوار".
وأكدت شهادات عدد من العمال لدار الخدمات أن تجاهل الجهات الرسمية لمطالبهم، بل وصمتها على قرارات الإيقاف والتحقيق، "يعكس موافقة ضمنية على ما يجري من إجراءات عقابية بحقهم، والتي منها تجميد عمل اللجنة النقابية الخاصة بهم منذ سنوات".
وكانت إدارة الشركة قررت في 4 مايو/أيار الجاري إيقاف 18 عاملًا عن العمل دون تقديم أسباب قانونية واضحة "ليعزز المخاوف من نية مسبقة للتنكيل بالمشاركين في الإضراب، وقطع الطريق على أي تحركات عمالية مستقبلية"، وفق الدار.
في المقابل، شدد العمال على استمرارهم في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم كاملة، رافضين التهديدات والإجراءات العقابية، ومؤكدين أن محاولات إخافتهم لن تثنيهم عن المطالبة بحقوقهم، التي لطالما تم تجاهلها، حتى من الجهات المفترض أن تحميهم، حسب الدار.
وتفجرت أزمة بين اللجنة النقابية بشركة الشوربجي وإدارة مجمع مصر حلوان والنقابة العامة للغزل والنسيج منذ عام 2023، حيث حجبت النقابة العامة حصة اللجنة النقابية من حصيلة اشتراكات العاملين، واعتبرت أن اللجنة محلولة بعد دمج الشوربجي بالمجمع، كما طلبت إدارة مصر حلوان من إدارة الشوربجي سحب مقر اللجنة النقابية والوحدة العلاجية، ومنعت أعضاء اللجنة من دخول الشركة، بعد صدور قرار لهم بمهمة عمل مفتوحة، لمنعهم من الاندماج بالعمال والمطالبة بحقوقهم.
وفي أغسطس/آب من العام الماضي نظم عمال "الشوربجي" وقفة احتجاجية للمطالبة بعودة اللجنة النقابية للشركة، ورفع إيقاف حساب النقابة البنكي الذي أوقفته النقابة العامة، ومساواتهم في الرواتب والمنح والأرباح السنوية مع عمال مجمع مصر حلوان.
وتأسست شركة النصر للغزل والنسيج "الشوربجي" في عام 1947 في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، واشتهرت بإنتاج ملابس "البيت" الداخلية والخارجية للرجال والنساء.
وكانت تمتلك 10 معارض لبيع منتجاتها، في القاهرة والجيزة والإسكندرية، لا يزال بعضها موجودًا، فيما أغلق البعض الآخر، لكنها أصبحت الآن لا تنتج سوى طلبيات لحساب الغير، عبارة عن غزول وخيوط، حسب ما قالت مصادر عمالية لـ المنصة في وقت سابق.
