تصوير سالم الريس لـ المنصة
دفن 100 جثمان لمجهولي الهوية في قبر جماعي غرب رفح بعدما سلمها الاحتلال الإسرائيلي عبر معبر كرم أبو سالم، 30 يناير 2024

مستشفيات غزة بلا وقود.. والمقابر امتلأت بالموتى

سالم الريس
منشور الثلاثاء 6 مايو 2025

حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التابع لحركة حماس، مساء الاثنين، من توقف عمل كل المستشفيات خلال اليومين المقبلين بسبب نفاد الوقود، بعد منع جيش الاحتلال الإسرائيلي المنظمات الدولية من الوصول إلى مخازن الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع في مناطق تصنف بالمناطق الحمراء (مناطق عمليات عسكرية).

في سياق آخر، قال مصدر صحفي لـ المنصة إن مقابر وسط وغرب مدينة خانيونس امتلأت بالكامل بضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 19 شهرًا، ما دفع العديد من الجهات المختصة لإطلاق دعوات لإنشاء مقابر جديدة، مشيرًا إلى أن الجرافات بدأت بتسوية الأرض المجاورة للمقابر بهدف استيعاب الجثامين.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان اطلعت المنصة عليه، أن "كارثة وشيكة" تهدد حياة آلاف المرضى والجرحى في مختلف مستشفيات القطاع، موضحًا أن مخازن الوقود توجد في شرق مدينة رفح، حيث يسيطر الاحتلال على المدينة ويفرض عليها حصارًا منذ قرابة شهر.

وأدان البيان "جريمة الاحتلال الممنهجة بمنع وصول الوقود إلى المستشفيات"، معتبرًا ذلك "انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني وخرقًا فاضحًا لاتفاقيات جنيف، بهدف تعميق الكارثة الصحية".

وقال مصدر طبي في وزارة الصحة لـ المنصة إن الوقود المتوفر لديهم يكفي لتشغيل مولدات الطاقة حتى يوم الأربعاء فقط، بعدها ستُجبر المستشفيات على إطفاء مولداتها بسبب نفاد الوقود ومنع جيش الاحتلال للمنظمات الدولية من الوصول للمخزون الخاص بتشغيلها شرق مدينة رفح، مشيرًا إلى وجود أكثر من مليوني لتر من الوقود في المخازن في مناطق يُمنع الوصول إليها.

وأشار المصدر إلى استقبال المستشفيات أكثر من 70 ضحية منذ صباح الاثنين وحتى فجر الثلاثاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى جراء استمرار جيش الاحتلال بارتكاب المجازر وعمليات القصف التي تستهدف المنازل والمباني السكنية وتجمعات المواطنين في مختلف مناطق قطاع غزة على مدار الساعة.

وتسعى إسرائيل إلى فرض سيطرة مشددة على توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة، من خلال خطة تقترح التنفيذ عبر "مراكز توزيع" بالتعاون مع شركات أمنية أمريكية خاصة، في خطوة تعد شرطًا لرفع حصارها المستمر منذ شهرين على القطاع، حسب مصادر لم تسمها واشنطن بوست، وهي الخطة التي أعلنت الأمم المتحدة رفضها، أمس، واعتبرتها تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية.

وحسبما نقلت الشرق الأوسط عن وسائل إعلام عبرية، وافق المجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي أمس على خطة لتجديد تسليم المساعدات إلى غزة، مع إصلاح نظام التوزيع للحد من خطر تحويل حماس للإمدادات إلى عناصرها.

ووفق واشنطن بوست، ستسمح إسرائيل لنحو 60 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية أساسية من المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية بدخول غزة يوميًا، أي عُشر الكمية التي سمحت بها بموجب وقف إطلاق النار الذي استمر 6 أسابيع وانتهى في أوائل مارس/آذار. وسيقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتفتيش الشاحنات عند معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى جنوب غزة.

ووصل إلى المستشفيات في مدينة غزة 32 ضحية حتى فجر الثلاثاء، فيما لا يزال آخرون تحت الأنقاض بسبب عدم القدرة على انتشالهم، حيث قتل 15 في مجزرة إسرائيلية جراء قصف عمارة ركوز السكنية بحي الكرامة شمال غرب المدينة.

وفي "مجزرة" ثانية بحق عائلة صيام بحي التفاح شرق مدينة غزة، تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال 5 ضحايا فيما لا يزال 23 تحت الأنقاض، غالبيتهم أطفال ونساء، حسب مصدر من العائلة لـ المنصة.

وحسب مصدر صحفي لـ المنصة، وصل مستشفى المعمداني 6 ضحايا جراء استهدافات مختلفة شرق المدينة، من بينهم أطفال، وذلك بعد تمكن طواقم الإسعاف من انتشالهم في مناطق خطرة بحي الشجاعية والتفاح، تحت القصف المدفعي الكثيف.

ووصل 6 ضحايا إلى مستشفى الشفاء الطبي من 4 استهدافات مختلفة في المناطق الغربية للمدينة، حيث تم استهدافهم خلال مرورهم في الشوارع، أو ضمن تجمعات مدنية، وحسب شاهد عيان لـ المنصة، قتل من بين الضحايا رجل وابناه الاثنان في قصف استهدفهم بشكل مباشر بصاروخ من طائرة استطلاع بحي الكرامة شمال غرب غزة.

وفي شمال القطاع، وصل إلى مستشفى الأندونيسي 12 ضحية، كما قتل الاحتلال 12 شخصًا وسط قطاع غزة، وقُتل شاب وأصيب 6 آخرون جراء استهداف منزل في منطقة السوارحة جنوب مخيم النصيرات، وفق مصدر صحفي لـ المنصة.

وأفاد مصدر طبي بمُجمع ناصر الطبي بخانيونس لـ المنصة بوصول 10 ضحايا وعدد من الجرحى والمصابين جراء خمسة استهدافات منفصلة من قبل جيش الاحتلال، حيث قتلت طفلة وأصيب 4 من أفراد عائلتها جراء استهداف خيمتهم فجر الثلاثاء في منطقة المواصي، فيما قتل 5 مواطنين في قصف منزل بمنطقة معن شرق المدينة.