قصفت قوات الدعم السريع بالمدفعية محيط القصر الرئاسي السوداني وسط العاصمة الخرطوم، صباح اليوم، وقال مصدر عسكري لم تسمه الجزيرة، إن القصف نفذته قوات الدعم بصورة عشوائية دون إحداث خسائر في صفوف الجيش السوداني الذي سيطر مؤخرًا على العاصمة.
وأدى القصف إلى وقوع أضرار مادية بعدد من المباني الحكومية، من بينها مقر وزارة المعادن، دون أن ترد تقارير مؤكدة عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وجاء القصف بعد يوم من بيان أصدرته قوات الدعم السريع طالبت فيه جميع المسلحين من عناصر الجيش والقوات المشتركة، بإخلاء مدينة الفاشر بصورة آمنة، مع التزامها بتأمين ممرات الخروج لهم.
ومن جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم، إن 542 مدنيًا على الأقل قتلوا في ولاية شمال دارفور السودانية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لكن "يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير"، مؤكدًا أن "المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود".
وأسفرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ سنتين عن سقوط عشرات آلاف القتلى وأكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة، حسب الأمم المتحدة.
وسبق قصف الدعم السريع للخرطوم، إعلان الإمارات أمس إحباط محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى الجيش السوداني بطريقة غير مشروعة.
وأوضحت الإمارات أن التحقيقات كشفت تورط أعضاء "الخلية" مع قيادات الجيش السوداني، إذ تضم المدير السابق لجهاز المخابرات السوداني صلاح قوش وضابطًا سابقًا بالجهاز، ومستشار وزير المالية السابق، وسياسيًا مقربًا إلى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ومساعده ياسر العطا، وعددًا من رجال الأعمال السودانيين.
وحسب وكالة الأنباء الإماراتية، أتم السالف ذكرهم صفقة عتاد عسكري شملت أسلحة من نوع كلاشنكوف، وذخائر، ومدافع رشاشة، وقنابل، بقيمة تجاوزت ملايين الدولارات، تم تمريرها من الجيش السوداني إلى الشركة المستوردة داخل الإمارات.
واتهم الجيش السوداني الإمارات أمام محكمة العدل الدولية الشهر الماضي بأنها "انتهكت اتفاقية منع الإبادة الجماعية بدعمها قوات الدعم السريع في قتالها ضد الجيش السوداني"، لكن الحكومة الإماراتية رفضت الاتهامات وقالت إنها "تفتقر بالكامل إلى أي أساس قانوني أو فعلي"، معتبرة أن لجوء السودان لمحكمة العدل الدولية "استغلال صارخ لمؤسسة دولية محترمة".
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد.
كما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية" في إقليم دارفور في السودان، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل/نيسان 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين قادة الجانبين.