صادقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مساء السبت، على ترشيح عضو اللجنة حسين الشيخ نائبًا لرئيس منظمة التحرير، بعد ترشيح الرئيس محمود عباس له، وفقًا لقرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الصادر يوم الخميس الماضي.
وجاءت مصادقة اللجنة التنفيذية خلال اجتماعها برئاسة أبو مازن في رام الله بالضفة الغربية، السبت، ليصبح الشيخ نائبًا لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ونائبًا لرئيس دولة فلسطين، وهو المنصب الذي تم استحداثه لأول مرة في الدولة خلال اجتماع المجلس المركزي بدورته الـ32 قبل يومين.
ونص القرار على استحداث المنصب ومنح الرئيس قرار الترشيح والمصادقة من قبل اللجنة التنفيذية، فيما يحق للرئيس عزل النائب إذا أراد ذلك بعد مطالبته بتقديم استقالته.
ولم تُعلق حركة حماس أو أي من الفصائل الفلسطينية على قرار تعيين الشيخ.
ويرى مسؤولون فلسطينيون ومحللون أن تعيين الشيخ يمهد له الطريق لخلافة عباس في قيادة منظمة التحرير، وليكون مرشحًا قويًا لرئاسة السلطة الفلسطينية في حال إجراء انتخابات، وفق BBC.
أمضى الشيخ أكثر من عشر سنوات في السجون الإسرائيلية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وبرز اسمه خلال رئاسته الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية برتبة وزير، التي كانت مكلفة بتنظيم العلاقة مع الجانب الإسرائيلي في الشؤون الحياتية اليومية للفلسطينيين.
وكُلف الشيخ عام 2022 بأمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان مسؤول دائرة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عقب وفاة صائب عريقات عام 2020.
وفي وقت سابق، عيَّن الرئيس الفلسطيني الشيخ رئيسًا للجنة السفارات الفلسطينية في الخارج.
ويرى الشيخ أن أولوية العمل الفلسطيني "يجب أن تتركّز على إنهاء الحرب في غزة وفرض السيطرة والولاية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية على قطاع غزة والضفة الغربية".
من جهتها، رحبت مصر بقرار تعيين الشيخ، وأكدت دعمها لهذه الخطوة "التي تأتي في سياق جهود السلطة الفلسطينية للإصلاح، وبما يستهدف تدعيم الجبهة الداخلية، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني".
بالتزامن، اجتمع وفد من قيادة حركة حماس مع مسؤولين وقيادات مصرية في القاهرة مساء السبت، لإجراء محادثات ومشاورات مكثفة.
ووفق بيان الحركة على تليجرام، تناولت المشاورات الجهود المبذولة من قبل مصر الهادفة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالإضافة إلى استعراض حماس رؤيتها للوصول إلى "صفقة شاملة تحقق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والإغاثة والاعمار".
وأكدت حماس أن وفدها والقيادات المصرية، توافقوا على بذل المزيد من الجهود واستمرار التواصل لإنجاح الجهود المبذولة حتى الوصول لاتفاق ينهي الحرب، مشيرة إلى تناول الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد شهرين من الحصار المطبق ومنع الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الغذائية والطبية للقطاع، وضرورة التحرك العاجل لإيصال المساعدات واحتياجات القطاع للمواطنين.
... والقتل مستمر
وحول التطورات الميدانية في قطاع غزة، كثَّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصفه المدفعي وعمليات نسف المربعات السكنية في أحياء الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة حتى فجر الأحد، وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الاحتلال رفع من وتيرة استهدافاته المدفعية بعد ساعات من إصدار أوامر إخلاء لعدة أحياء في المناطق الشرقية.
وأصدَر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة إلى سكان مناطق التركمان وشمال شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة، موضحًا أن ذلك بمثابة إنذار أخير قبل الهجوم العسكري.
وزعم الاحتلال أن فصائل المقاومة الفلسطينية نفذت عمليات إرهابية من المناطق المذكورة في أوامر الإخلاء، ضد قواته المتوغلة برًا، محملًا حماس والمنظمات الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن نزوح ومعاناة السكان المدنيين.
وقُتل في قطاع غزة، أكثر من 40 ضحية خلال الـ24 ساعة الماضية، حسب مَصدر في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة، من بينهم 11 من عائلة واحدة بحي الصبرة وسط مدينة غزة، حيث استهدفهم جيش الاحتلال بصاروخ واحد من طائرة حربية، تسبب في دمار المنزل بأكمله فوق رؤوسهم.
وأفاد شاهد لـ المنصة بأن طواقم الدفاع المدني عملت لأكثر من 7 ساعات بمساعدة سكان المنطقة على رفع الركام وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، بعد مقتل كامل أفراد العائلة، غالبيتهم أطفال ونساء.
وفي وسط القطاع، استهدف الاحتلال فجر الأحد عمارة القدس السكنية في مخيم البريج، ما تسبب في تدمير الطوابق السكنية بالكامل فوق رؤوس المدنيين والعائلات القاطنة بداخلة، وقال شاهد لـ المنصة إن الاحتلال استهدف المواطن بكر المقادمة وكامل أفراد عائلته المكونة من 7 أفراد، حيث ما زالت جثامينهم تحت الأنقاض دون تمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالهم.
وأشار إلى أن بكر هو نجل عضو المكتب السياسي السابق وأحد أبرز وأهم مفكري ومؤسسي حركة حماس الدكتور إبراهيم المقادمة، الذي تعرض للاغتيال في مارس/آذار 2003، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث تم اغتياله بصاروخ من طائرة مروحية استهدف سيارته بمدينة غزة.
وقتل 4 مواطنين من عائلة واحدة في قصف بصاروخ من طائرة استطلاع استهدفهم في الشارع بالقرب من منزلهم في بلدة الزوايدة، فيما قتل 4 آخرون من بينهم أفراد في الشرطة التابعة لوزارة الداخلية لحركة حماس، خلال جلوسهم في أحد الكافيهات وسط مدينة دير البلح وسط القطاع.
وكانت الوساطة المصرية الأمريكية القطرية نجحت منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، في التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه يوم 19 من الشهر نفسه، وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهايتها، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية.
لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.
ومطلع مارس/آذار الماضي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة في 18 مارس.