كشف مصدر مصري مطلع على مفاوضات وقف النار في غزة، وآخر قيادي في حركة حماس، عن محاولات أمريكية جديدة تهدف لتحريك ملف تحرير المحتجزين، الذي يرتبط بشكل وثيق بإنهاء الحرب، بعدما رفضت حماس رسميًا المقترح الإسرائيلي الأخير، في وقت تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا بسبب مصير المحتجزين الذين يحملون الجنسية الأمريكية.
وقال المصدر المصري لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن القاهرة تلقت مؤخرًا مقترحًا من المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لنقله لقيادة حماس، طرح خلاله تعهد واشنطن وضمانها مواصلة المفاوضات لإنهاء الحرب، الشرط الذي تتمسك به الحركة، مقابل إطلاق سراح نصف المحتجزين الأحياء وجثامين المحتجزين القتلى في غزة.
يأتي تكثيف التحركات فيما لا يزال مصير الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسبة الأمريكية عيدان ألكسندر مجهولًا، بعد إعلان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، الجناح العسكري لحركة حماس، انقطاع الاتصالات مع المجموعة المكلفة بتأمينه عقب استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي موقعه.
وتعليقًا على مقترح ويتكوف، قال المصدر القيادي بحماس لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن "الحركة متمسكة برفض أي حلول جزئية بعدما تأكدت من موقف رئيس حكومة الاحتلال (بنيامين نتنياهو) الرافض لإنهاء الحرب وعدم جدوى أي تعهدات أو وعود أمريكية أو غيرها بالضغط عليه".
وأضاف أن أي اتفاق لا يتضمن منذ اللحظة الأولى إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال إسرائيلي بالكامل "فهو طرح لا يعول عليه"، متابعًا "حماس حسمت هذا الأمر بعد التشاور مع باقي الفصائل الشركاء في الميدان".
ولفت إلى أن مقترح ويتكوف "ربما يكون هدفه الأساسي هو التوصل لوقف إطلاق نار جزئي خلال زيارة ترامب للمنطقة، وإطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية الأمريكية ومن ثم استئناف القتال مرة أخرى".
وأشار المصدران إلى انخراط أوسع لتركيا في التحركات الجارية في الوقت الراهن، حيث كشفا مشاركة وفد أمني تركي رفيع المستوى خلال آخر جولة تفاوض في القاهرة الأسبوع الماضي بمشاركة وفد حركة حماس والمسؤولين في مصر.
وحسب القيادي في حماس، فإن تركيا تجري اتصالات مع الإدارة الأمريكية من جانبها بالتنسيق مع مصر وقطر، بشأن مجموعة من الأفكار المقترحة لإنهاء الحرب.
فيما قال المصدر المصري إن هناك مساعي قوية للتوصل لاتفاق على إنهاء الحرب قبل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة.
ومطلع الشهر الحالي، قال ترامب إنه قد يزور السعودية وقطر والإمارات ودولًا أخرى خارج الشرق الأوسط قريبًا، ربما الشهر المقبل، في أول جولة خارجية له منذ تنصيبه للمرة الثانية رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، وفق الشرق الأوسط.
بالتزامن، صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بأن وسطاء قطريين ومصريين اقترحوا صيغةً جديدةً لإنهاء الحرب في غزة، فيما أكد قيادي في حركة حماس أن وفدًا من الحركة غادر الدوحة متوجهًا إلى القاهرة لبحث أفكار جديدة للتهدئة.
وحسبما نقلت الشرق الأوسط، تتضمن الخطة هدنة تستمر ما بين خمس وسبع سنوات، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مع إنهاء رسمي للحرب، وانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة.
كما أشار المسؤول الفلسطيني إلى أن حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة غزة لأي كيان فلسطيني يُتفق عليه على المستويين الوطني والإقليمي. وأضاف أن هذا الكيان يكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو هيئة إدارية جديدة، وفق الشرق الأوسط.
وكانت الوساطة المصرية الأمريكية القطرية نجحت منتصف يناير/كانون الثاني الماضي في التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه يوم 19 من الشهر نفسه، وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهايتها، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية.
لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.
ومطلع مارس الماضي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة في 18 مارس.
والاثنين الماضي، ذكرت القاهرة الإخبارية نقلًا عن مصادر لم تسمها، أن مصر وقطر سلمتا حماس مقترحًا إسرائيليًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة، ونقلت سكاي نيوز عن مصدر فلسطيني مطلع على اجتماعات القاهرة، قوله إن المقترح الإسرائيلي يشترط نزع سلاح حماس ويقلص مدة الهدنة إلى 45 يومًا بدلًا من 70 يومًا.
وذلك قبل أن تعلن حماس رفضها المقترح، وأكد رئيس وفد حماس المفاوض ورئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية أن "المقاومة وسلاحها مرتبط بوجود الاحتلال، وهو حق طبيعي لشعبنا وكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال"، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار المفروض على غزة.