لقطة من كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة
كلمة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، 7 يوليو 2024

"القسام" تفقد اتصالها بجندي إسرائيلي طالبت أمريكا بإطلاق سراحه

سالم الريس
منشور الأربعاء 16 أبريل 2025

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء أمس، فقدانها الاتصال مع مجموعة تحتجز الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأمريكية، بعد استهداف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي لمكان احتجازه، فيما واصل الاحتلال قصفه على قطاع غزة مُخلفًا 32 قتيلًا وعشرات المصابين.

وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، عبر تليجرام، "نعلن أننا فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان تواجدهم ولا زلنا نحاول الوصول إليهم حتى اللحظة، تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمدًا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".

وكانت حماس، نشرت في 12 أبريل/نيسان الجاري، رسالة مصورة لألكسندر، قال خلالها "نحن حقًا نعتقد أننا سنعود للديار أموات، لا يوجد ما نقوله، لا يوجد أمل"، مهاجمًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "كل يوم أرى نتنياهو مسيطرًا على الدولة مثل الديكتاتور".

وبرز اسم ألكسندر خلال الأسابيع الأخيرة بعد مطالبات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عنه في أول موعد يتم الاتفاق بين حماس وإسرائيل على استكمال عملية تبادل المحتجزين، واقترحت إسرائيل في ورقة قدمتها إلى الوسطاء في مصر وقطر أن يكون إطلاق سراحه في أول أيام تطبيق تبادل المحتجزين كبادرة حُسن نية تقدمها حماس للولايات المتحدة الأمريكية، دون الإفراج عن معتقلين فلسطينيين مقابله.

وكان أبو عبيدة قال في وقت سابق، إن "نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء يتواجدون في مناطق طلب الجيش إخلائها خلال الأيام الأخيرة".

وميدانيًا، كثف جيش الاحتلال مساء أمس وحتى فجر اليوم، القصف المدفعي على حي الشجاعية وحي التفاح بالتزامن مع إطلاق نار من قبل طائرات مُسيرة على منازل المواطنين شرق غزة، كما استهدف بالقذائف المدفعية عددًا من خيام النازحين والمنازل المأهولة وسط وغرب المدينة، ما أدى إلى مقتل 15 شخصًا وصلوا إلى مستشفى الشفاء حسب مصدر طبي لـ المنصة.

كما قصف الاحتلال منزلًا في شارع النفق بحي التفاح ما أدى إلى مقتل ستة مواطنين وإصابة ثمانية آخرين وفق مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة، موضحًا أن القصف المدفعي لم يتوقف في محيط المنزل المستهدف وخلال قيامهم بمهمة انتشال الضحايا منتصف الليلة.

وسقطت قذيفة مدفعية على خيام النازحين وسط ملعب اليرموك الممتلئ بخيام النازحين، ما تسبب في تدمير عدد من الخيام ومقتل شاب وزوجته وطفلة من عائلة أخرى. وقال مصدر صحفي لـ المنصة، إن أكثر من سبعة مصابين انتشلتهم طواقم الإسعاف، بعضهم تعرض لإصابات خطيرة نتيجة سقوط القذيفة عليهم وهم نيام.

وبالتزامن، استهدفت قذيفة مدفعية أخرى شقة سكنية في عمارة زعرب على مفترق السريا وسط غزة والقريب من ملعب اليرموك، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته تجاوزت أعمارهم الخامسة والثمانين، فيما نقلت طواقم إسعاف جمعية الهلال الأحمر سبعة مصابين آخرين جراء استهداف الشقة حسبما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.

وقُتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفلة، وأصيب خمسة آخرون في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، وأسفر قصف بطائرة استطلاع عن مقتل شاب من عائلة المحتسب وإصابة خمسة نازحين قرب فندق الأمل غرب المدينة، فيما أدى قصف مدفعي إلى مقتل شاب عند مفترق الشجاعية، كما لقيت طفلة مصرعها برصاص طائرة مُسيرة قرب مستشفى المعمداني، حسب المصدر بمستشفى الشفاء.

وشهد جنوب قطاع غزة تصعيدًا عنيفًا، حيث سُمع دوي انفجارات متتالية نتيجة عمليات قصف نفذها جيش الاحتلال في مدينة رفح، ضمن محاولاته لعزل المدينة عن خانيونس وباقي مناطق القطاع، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.

وفي خانيونس، أفاد مصدر طبي بمجمع ناصر الطبي لـ المنصة، بوصول ثلاثة جثامين وخمس إصابات من مواقع قصف متفرقة، بينهم رجل ونجله من عائلة أبو شعر قضيا إثر استهداف خيمتهم في منطقة المواصي، حيث لجأوا بعد نزوحهم القسري من رفح. كما قُتلت طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات في قصف استهدف خيمة للنازحين فوق أحد المنازل جنوب المجمع.

وكانت الوساطة المصرية الأمريكية القطرية نجحت منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، في التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه يوم 19 من الشهر نفسه، وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهايتها، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية. 

لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.

ومطلع مارس/آذار الماضي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة في 18 مارس.