قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إن باريس قد تعترف بدولة فلسطينية في يونيو/حزيران المقبل، مضيفًا أن بعض دول الشرق الأوسط قد تعترف بدورها بإسرائيل، وفق رويترز.
وأضاف "علينا أن نتحرك نحو الاعتراف (بالدولة الفلسطينية). وسنفعل ذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة. لا أفعل ذلك لإرضاء أحد. سأفعله لأنه سيكون مناسبًا في وقت ما".
وأوضح الرئيس الفرنسي أن هذا القرار لن يكون بهدف إرضاء أي طرف بعينه، بل لأنه "سيكون عادلًا".
ورغم أن فلسطين حظيت بالاعتراف كدولة ذات سيادة من جانب نحو 150 دولة، فإن معظم القوى الغربية الكبرى لم تعترف بها، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان، ومن بين الدول التي لا تعترف بإسرائيل السعودية وإيران والعراق وسوريا واليمن، حسب رويترز.
جاء ذلك بعد زيارة ماكرون إلى مصر التي استمرت ثلاثة أيام، زار خلالها أماكن أثرية وتاريخية، قبل أن يتوجه إلى العريش من أجل إيصال رسالة تضامنية مع مصر ضد مخططات التهجير، وزار مستشفى العريش العام للاطمئنان على المصابين الفلسطينيين.
كما عقدت قمة مصرية فرنسية أردنية في القاهرة أكدت على وقف التهجير، ودعم جهود العودة لاتفاق وقف النار، وتنفيذ حل الدولتين.
من جهتها، قالت وزيرة الدولة الفلسطينية للشؤون الخارجية فارسين أغابكيان شاهين إن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين "سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح، بما يتماشى مع حماية حقوق الشعب الفلسطيني وحل الدولتين".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن أي "اعتراف أحادي بدولة فلسطينية وهمية، من أي دولة، في ظل الواقع الذي نعرفه جميعًا، سيكون مكافأة للإرهاب ودعمًا لحماس".
وأضاف على إكس "هذه الإجراءات لن تُقرّب السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا، بل على العكس: تُبعدها أكثر".
وكان ماكرون أعلن في القاهرة، الاثنين، دعمه للمبادرة العربية التي صاغتها مصر واعتمدتها الجامعة العربية الشهر الماضي لإعادة إعمار غزة، في مقابل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة إلى دول الجوار.
ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا ترامب كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة، لكن هذه الدعوة قُوبلت بالرفض القاطع من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قال وقتها إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.
ومؤخرًا، وافق مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي على اقتراح جيش الاحتلال بإنشاء وكالة عبور طوعي لسكان غزة "الذين يعربون عن اهتمامهم بالخروج إلى دول ثالثة، مع مراعاة أحكام القانون الإسرائيلي والدولي ووفقًا لرؤية ترامب"، وفق القناة 12 الإسرائيلية.
يومها قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس "سنسمح لأي مواطن في غزة يرغب في الانتقال طوعًا إلى دولة ثالثة أن يفعل ذلك".
وقبل أيام، جدد ترامب دعوته لتهجير سكان غزة، مدعيًا أن "العديد من الدول" ستستقبل 2.1 مليون فلسطيني مُهجر، وأعلن مرة أخرى عن رغبته في سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، واصفًا القطاع الفلسطيني بأنه "أرض ذات أهمية كبيرة"، وفق CNN.