أطلقت أحزاب موالية للسلطة دعوة شعبية للمشاركة في تظاهرات عند معبر رفح البري لدعم موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العريش غدًا الثلاثاء.
وذكر أربعة مصادر تحدثوا لـ المنصة أن الأحزاب السياسية والقوى المدنية المؤيدة للسلطة استعدت للمشاركة في الفعالية بحشود شعبية دعمًا للقيادة السياسية في قراراتها المتعلقة برفض تصفية القضية الفلسطينية ودعوات تهجير سكان غزة والتأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع وسرعة إدخال المساعدات.
وشريطة عدم نشر أسمائهم أفادت ثلاثة مصادر قيادية بحزب مستقبل وطن بأن "جميع الأحزاب الموالية للسلطة كلفت أماناتها وأقسامها بالمحافظات بالحشد للتظاهرة عن معبر رفح، وأكدت تجهيز أوتوبيسات لنقل المواطنين وتوفير وجبات غذائية لهم".
وقال قيادي بارز بحزب الشعب الجمهوري لـ المنصة إن الحزب مشارك في الفعالية بحشد أعداد كبيرة من أعضاء الحزب وغير الأعضاء منذ مساء أمس، مبينًا أن الحشود ستتوجه مساء اليوم إلى شمال سيناء ليكونوا موجودين صباح الغد أمام المعبر تأكيدًا على دعمهم القيادة السياسية في قراراتها بشأن القضية الفلسطينية.
وأضاف القيادي، طالبًا عدم نشر اسمه، "مشاركين في الحشد الشعبي من مختلف الأطياف والأحزاب السياسية والقوى الشعبية، لرفض العدوان الإسرائيلي على غزة"، مبينًا أن الحزب وفر وسيلة انتقال للمواطنين في 27 أمانة تابعة له بمختلف المحافظات.
وأكد حزب حماة الوطن دعوة أعضائه للمشاركة في الفعالية الاحتجاجية، وقال المتحدث باسم الحزب عمرو سليمان لـ المنصة إن الدعوة لا تختص بالحزب فقط لكن الأحزاب السياسية مجتمعة لإرسال رسالة للعالم بأننا خلف القيادة السياسية.
وأضاف سليمان أن الفعالية تستهدف التأكيد على أن التهجير سيظل الخط الأحمر الذي لن تقبله الدولة المصرية بأي حال من الأحوال، مبينًا أن تزامن الحدث مع زيارة الرئيس الفرنسي للعريش يؤكد دعم خطوات القاهرة في المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي جروب واتساب لأحد الأندية الرياضية بالإسكندرية، تم نشر دعوة منسوبة لحزب حماة الوطن للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، مؤكدًا وجود "عربيات عليها معدات كاملة لتجهيز وجبتي غداء وعشاء بالعريش، بالإضافة لأربع وجبات أخرى ومياه وعصير".
وتضمنت الدعوة "جايبين أوتوبيسات محترمة وعربية إسعاف مرافقة للمجموعة بتاعتنا لأي طوارئ تحدث، أستأذن الجميع إننا نشارك في هذا اليوم المهم، ده التزام وطني، والدولة بتوصل رسايل مهمة بهذه الوقفة للعالم كله ووجودنا مهم من الجانب الوطني والسياسي".
في السياق، قال القيادي بحزب الجبهة الوطنية ومنسق التنظيم باتحاد القبائل والعائلات المصرية فايز أبو حرب، عبر فيسبوك، إن وفدًا من الاتحاد ضمه والنائب أحمد رسلان واللواء أحمد ضيف صقر نائبي رئيس الاتحاد والنائب مصطفى الطلخاوي أمين العضوية يجري تنسيقًا مع محافظة شمال سيناء للإعداد لزيارة السيسي وماكرون بتكليف من المهندس إبراهيم العرجاني رئيس الاتحاد.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية عن توجه الرئيس الفرنسي، غدًا، إلى مدينة العريش التي تبعد 50 كيلومترا عن قطاع غزة، على رأس وفد يضم وزراء الخارجية جان نويل بارو، والقوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، والاقتصاد إريك لومبار، والصحة كاثرين فوتران، والبحث فيليب باتيست، والنقل فيليب تابارو.
وقالت الرئاسة الفرنسية، إن ماكرون سيلتقي في ميناء العريش، أفراد طواقم منظمات غير حكومية فرنسية، وأممية، والهلال الأحمر المصري، كما يُحتمل أن يلتقي فلسطينيين، وعناصر أمن فرنسيين عاملين ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود، والتي من المفترض أن يتم نشرها في رفح.
ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، شارك المئات في تظاهرة أمام معبر رفح دعت إليها أحزاب وقوى سياسية وجمعيات أهلية لرفض مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، رافعين علمي مصر وفلسطين، مرددين هتافات رافضة لتصريحات ترامب وأخرى ضد تهجير الفلسطينيين.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة أثير موضوع توطين سكان القطاع في سيناء، وهو ما أكدت مصر رفضه مرارًا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، رفض السيسي تهجير سكان قطاع غزة إلى صحراء سيناء، معتبرًا أن "ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية".
وقتها أكد السيسي أن "مصر دولة ذات سيادة، ونقل المواطنين من غزة إلى سيناء يعني نقل المقاومة من الأراضي الفلسطينية إلى مصر، وبالتالي تصبح سيناء قاعدة للانطلاق بعمليات ضد إسرائيل".
ونهاية يناير الماضي، دعا الرئيس الأمريكي كلًا من مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض القاطع من السيسي، الذي قال إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.