تعتزم الشركة القابضة للغازات الطبيعية/إيجاس تغويز شحنات من الغاز الطبيعي المسال بقدرة 1.1 مليار قدم مكعب يوميًا للسوق المحلية خلال الصيف، وفق مصدر مطلع على ملف التغويز بالشركة لـ المنصة.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن وزارة البترول ستتولى استيراد شحنات شهرية من الغاز المسال بقدرة 1.1 مليار قدم مكعب يوميًا عبر عدد من الموردين العالميين وشركات الغاز التي تعاملت معها الحكومة المصرية خلال النصف الثاني من 2024.
وتابع أن عمليات التغويز ستتم عبر أكثر من مركب تغويز على رأسها سفينة هوج جالون في العين السخنة ووحدة تغويز نيوفورترس الأمريكية، ووحدة التغويز العائمة (Energex Power) الألمانية التي أتمت وزارة البترول بعض البنود التعاقدية لاستئجارها، التي على أساسها سيتم زيادة حجم القدرات المستوردة من الغاز المسال.
وبدأت مصر في التوسع في استئجار وحدات التغويز في 2024 بالتعاقد مع هوج غاليون الأسترالية، في ظل انخفاض إنتاج البلاد من الغاز وعدم انتظام تدفق الغاز الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، وقد أدت ندرة موارد الطاقة لتفاقم انقطاعات التيار خلال الصيف الماضي وتعطل العديد من المنشآت الإنتاجية.
ولفت المصدر إلى أن الشركة القابضة للغاز ستتولى ضخ ما يزيد عن 60 إلى 70% من شحنات الغاز التي سيتم تغويزها لصالح محطات الكهرباء التقليدية في محافظات الجمهورية، التي تعمل بالوقود الإحفوري، تجنبًا لانقطاع الكهرباء خلال الصيف.
وتعاقدت مصر مع "شل" الهولندية و"توتال" الفرنسية لشراء ما إجماليه 60 شحنة غاز مسال خلال عام 2025 بحوالي 3 مليارات دولار، مع الحصول على مهلة في السداد لمدة عام من تاريخ توريد كل شحنة.
وأشار المصدر إلى أن الشركة لديها مخططات بإمكانية اللجوء إلى السوق العالمية لتدبير مزيد من شحنات الغاز المسال حال تجاوز استهلاك الكهرباء من الوقود عن الكمية التي سيجري الاستقرار عليها الشهر المقبل.
"برامج التنمية التي وضعتها وزارة البترول مع الشركاء الأجانب لتحفيز إنتاج الغاز الطبيعي ساهمت في زيادة الإنتاج بحوالي 350 مليون قدم مكعب غاز يوميًا خلال النصف الثاني من 2024، هذه الكميات عززت الإنتاج الداخلي لكنها لا تُحقق الاكتفاء الذاتي" كما يضيف المصدر.
وعاش قطاع النفط تحولات درامية خلال العقد الأخير، خصوصًا في إنتاج الغاز الطبيعي الذي انتعش بعد اكتشاف حقل ظهر حتى وصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في 2018، ثم بدأ يتدهور منذ 2023.
وتوقع المصدر أن يشهد النصف الثاني من العام الحالي نمو استهلاك الغاز بالتزامن مع ارتفاع استهلاكات محطات الكهرباء من الغاز بداية من شهر يونيو/حزيران، كما ستساهم التوسعات المستهدفة في القطاع الصناعي من زيادة استهلاك الغاز.
وفي 22 يوليو/تموز 2023، بدأت الشركة القابضة لكهرباء مصر تطبيق برنامج لتخفيف الأحمال لمدة ساعة، قبل أن تبدأ في زيادة مدتها إلى ساعتين في يناير/كانون الثاني 2024، وزادتها إلى 3 ساعات في يونيو الماضي، قبل أن تعلن في سبتمبر/أيلول الماضي انتهاء الأزمة بعد تدبير نحو مليار و180 مليون دولار للتعاقد على استيراد كميات كبيرة من شحنات الغاز والزيت والمازوت.
حسب المسؤول، فإن النسبة الأكبر من محطات الكهرباء لا تزال تعتمد على الوقود الإحفوري في توفير الطاقة بالبلاد، بالتالي فإن اللجوء إلى سوق الغاز المسال باتت حتمية لحين الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز أو التحول الكلي لمحطات الطاقة المتجددة.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تكون أسعار الغاز في مركز تجارة الغاز/TTF الهولندي خلال عام 2025 أعلى بنسبة 30% عن مستوى العام الماضي.