يغادر وفد إسرائيلي، اليوم، إلى القاهرة في جولة مفاوضات جديدة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب عقب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
وذكرت العربية ووكالة سما الإخبارية الفلسطينية، نقلًا عن القناة الـ14 الإسرائيلية، أن الوفد الإسرائيلي سيطرح ثلاثة مطالب رئيسة على حماس خلال جولة المفاوضات الجديدة، وهي إطلاق سراح جميع المحتجزين، وتفكيك الجناح العسكري للحركة وإنهاء قدراته القتالية، وإبعاد قادة الحركة من قطاع غزة إلى خارج الأراضي الفلسطينية.
ونقلت القناة العبرية عن مصادر سياسية، لم تسمها، قولها إن هذه المطالب تحظى بدعم كامل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تسعى إدارته للضغط على حماس لنزع سلاحها كجزء من الحل السياسي طويل الأمد.
وحسب العربية، فإن الوفد الإسرائيلي يترأسه العميد جال هيرش، رئيس قسم الأسرى والمفقودين، الذي سبق أن قاد مفاوضات مع الجانب القطري، على خلاف الوفود السابقة ما يشير إلى إعادة تشكيل الفريق التفاوضي.
وبالتزامن مع مغادرة الوفد إلى القاهرة، يعقد المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي اجتماعًا مساء اليوم، لبحث مسار المفاوضات والمرحلة التالية من الصفقة، إلى جانب مسألة إدخال القوافل الإنسانية إلى غزة، والتعامل مع الإنذار الذي وجهه ترامب بشأن استئناف العمليات العسكرية.
ورجحت الوكالة الفلسطينية المستقلة أن يكون هناك تنسيقًا إسرائيليًا أمريكيًا على هذه المطالب، إذ قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، أمس، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة صامد، مضيفًا أن "المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ بالتأكيد".
وأوضح ويتكوف لفوكس نيوز أنه أجرى اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، كما تحدث مع مسؤولين في المنطقة عن مواصلة المفاوضات هذا الأسبوع في مكان سيجري تحديده.
وأضاف ويتكوف أن اتصالاته مع المسؤولين في الشرق الأوسط كانت "بناءة للغاية" حول تسلسل المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيدًا لأنها تشمل إنهاء الحرب وعدم مشاركة «حماس» في الحكومة وخروجها من غزة.
والسبت الماضي، استكملت حركة حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، المرحلة السادسة من عملية تبادل المحتجزين ضمن الاتفاق، إذ سلمت فصائل المقاومة الفلسطينية ثلاثة محتجزين إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما أفرجت إسرائيل عن 369 معتقلًا من سجونها.
ويأتي إتمام عملية التبادل بعد أجواء متوترة شهدها الأسبوع الماضي، على خلفية قرار فصائل المقاومة الاثنين الماضي تعليق تسليم المحتجزين الإسرائيليين اعتراضًا على مراوغة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع الاتفاق بعد تعطيله إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية، وتعنت ومماطلة الاحتلال في تنفيذ البنود الإنسانية المتفق عليها.
وفي اليوم نفسه، هدد دونالد ترامب حماس بـ"جحيم حقيقي" إذا لم تفرج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين لديها بحلول ظهر السبت الماضي، قائلًا "دع الجحيم يندلع؛ تستطيع إسرائيل أن تتغلب عليه".
لكن مفاوضات عقدت بالقاهرة الخميس الماضي، نجحت في ضمان سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتأكيد حماس التزامها وإسرائيل بتبادل تسليم المحتجزين، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة الأسبوع.