تحذير مصري فرنسي من تهجير الفلسطينيين: انتهاك خطير للقانون الدولي

حذر الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس، من أي تهجير قسري للشعب الفلسطيني في غزة أو الضفة الغربية المحتلة، واعتبرا أن ذلك "سيكون غير مقبول".

وحسب بيان للرئاسة المصرية، فإن السيسي تلقى اتصالًا من ماكرون، تناولا خلاله تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

ووفق بيان للرئاسة الفرنسية، اعتبر الرئيسان خلال محادثة هاتفية أن "ذلك سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وعقبة أمام حل الدولتين، وعاملًا رئيسيًا لزعزعة الاستقرار في مصر والأردن".

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية محمد الشناوي، فإن السيسي استعرض جهود ضمان التنفيذ الكامل لإتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل إطلاق سراح المحتجزين، وعملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع لإنقاذه من المأساة الإنسانية التي يواجهها.

وأكد السيسي، ضرورة البدء بشكل عاجل في جهود إعادة إعمار غزة بما يسهم في استعادة الاستقرار لأهالي القطاع وجعله قابلاً للحياة، مشددًا على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لدعم تنفيذ حل الدولتين، الذي يمثل الضمانة الأساسية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.

وأضاف بيان الرئاسة المصرية أن الرئيس الفرنسي أعرب عن تقديره للجهود المصرية، مشيرًا إلى الدور المحوري لمصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي، مشددًا على دعم فرنسا لهذه الجهود.

وأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عُقد في البيت الأبيض، الثلاثاء، إصراره على تنفيذ مقترحه بتهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة.

وأشار إلى أنه "سيدعم جهود إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائم إلى أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف من العنف"، مبينًا أنه وفريقه يناقشون إمكانية إعادة التوطين مع الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة.

ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، دعا ترامب مصر والأردن لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة، لكن دعوته قوبلت بالرفض القاطع من السيسي، بقوله إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.

لكن الرئيس الأمريكي جدد دعوته في وقت لاحق، متجاهلًا الرفض المصري والأردني، وقال، خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض، إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".

وأصدر وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر، خلال الأسبوع الجاري، بياني رفض لمقترح ترامب ولكافّة أشكال التهجير سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، مؤكدين على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه، أحدهما تم توجيهه إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.