قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه ناقش خلال محادثات في أنقرة مع الرئيس السوري في الفترة الانتقالية أحمد الشرع، "خطوات يجب اتخاذها ضد المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا".
وزار الشرع تركيا، أمس، في ثاني محطاته الخارجية منذ توليه منصب الرئيس الانتقالي، وجاءت الزيارة بعد يوم واحد من زيارته المملكة العربية السعودية، في خطوة اعتبرها خبراء لـ المنصة، محاولة لاستعادة دور دمشق الإقليمي وبحث عن دعم لإعمار سوريا ورفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وقال إردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع في أنقرة مساء أمس، إن تركيا مستعدة لمساعدة القيادة السورية الجديدة في المعركة ضد "تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد"، مضيفًا أنه يرى أن العودة الطوعية للمهاجرين السوريين ستتسارع مع استقرار البلاد.
وأوضح إردوغان، خلال مؤتمره مع الشرع، أن تركيا ستواصل جهودها لرفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الرئيس السابق بشار الأسد وأن "الدول العربية والإسلامية من المهم أن تدعم الحكومة الجديدة من الناحية المالية وغيرها خلال الفترة الانتقالية".
ومنذ عام 2005، فرضت عدة جهات دولية سلسلة من العقوبات على سوريا، أبرزها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1636 في عام 2005، الذي يقضي بحظر السفر الدولي وتجميد الأصول المالية في سوريا.
وأعلنت الولايات المتحدة، في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، منح إعفاء إضافي من العقوبات المفروضة على بعض الأنشطة في سوريا، وذلك لفترة تمتد إلى ستة أشهر، بهدف تسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية في البلاد عقب الإطاحة بنظام الأسد.
وشنت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا لاجئًا.
من ناحيته، قال الشرع، خلال المؤتمر، إن الحكومة السورية تسعى إلى "بناء استراتيجية مشتركة" مع تركيا، موجهًا الدعوة إلى إردوغان لزيارة سوريا قريبًا مع استمرار تحسن العلاقات بين البلدين.
وأضاف "نعمل على بناء استراتيجية مشتركة مع تركيا من أجل مواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة بما يضمن الأمن والاستقرار الدائم لسوريا وتركيا".
وقطعت أنقرة علاقاتها مع دمشق في عام 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، والتي دعمت خلالها المعارضة للإطاحة بالأسد.
والأحد الماضي، قالت تركيا إنها قتلت 23 مسلحًا كرديًا في شمال سوريا، في أحدث استهداف لهم ضمن ضربات متواصلة، وقالت وزارة الدفاع إن المسلحين ينتمون إلى وحدات "حماية الشعب" الكردية السورية وحزب العمال الكردستاني.
وفي نفس اليوم، عبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن أمله في إنهاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتعاون الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وذلك في ظل مواصلة أنقرة حملتها العسكرية ضد الجماعة المسلحة.
واستغلت أنقرة سقوط نظام بشار الأسد، وتوغلت قوات تابعة لها شمال سوريا، إذ كشفت وسائل إعلام تركية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن سيطرة "الجيش الوطني السوري" بشكل كامل على مدينة منبج، التي تبعد عن حلب نحو 90 كيلومترًا، والتي وصفتها صحيفة خبر ترك بـ"أكبر وكر إرهابي في غرب نهر الفرات لقوات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني".
ويعتبر "الجيش الوطني السوري" أداة أنقرة العسكرية للتوغل داخل سوريا طوال حربها التي تستهدف حزب العمال الكردستاني، وشارك في عمليات عسكرية للجيش التركي في شمال سوريا، وعمل كجيش للحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية ومقرها تركيا.
وتزامنت زيارة الشرع لتركيا مع زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، لأنقرة ولقائه مع إردوغان، الذي تناول التطورات في سوريا، حيث أكد عبد العاطي الحرص على دعم الشعب السوري واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ودعا إلى تدشين عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفًا، مشددًا على ضرورة أن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة.