تصوير طارق وجيه، المنصة
جانب من مظاهرات دعم فلسطين في ميدان التحرير، 20 أكتوبر 2023

وقفة احتجاجية ووفد شعبي وتحركات حزبية ونقابية وبرلمانية.. غضب مصري من تصريحات ترامب

محمد الخولي صفاء عصام الدين
منشور الثلاثاء 28 يناير 2025

أعلنت الحركة المدنية الديمقراطية تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة، السبت المقبل، موضحةً في بيان لها اليوم أنها ستقدم خلالها مذكرةً إلى السفارة تبين ما تنطوي عليه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إنكار لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واعتداء على سيادة مصر والأردن، في وقت كلف مجلس النواب رؤساء لجان الخارجية والدفاع وحقوق الإنسان بإعداد وثيقة عن موقف مصر من القضية الفلسطينية. 

وأكد منسق عام الحركة وعضو المجلس الرئاسي لحزب المحافظين طلعت خليل لـ المنصة أن الحركة بصدد تقديم إخطار بالوقفة إلى قسم قصر النيل، اليوم، لافتًا إلى أنه من المقرر أن يشارك رؤساء وقيادات حزبية في الوقفة، على أن يسلم وفد منهم مذكرة إلى السفارة يؤكدون فيه رفض تصريحات ترامب، ودعمهم الشعب الفلسطيني.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إنه يود أن يرى الأردن ومصر ودولًا عربية أخرى تزيد عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تقبلهم من قطاع غزة، مضيفًا أنه تناول هذا الأمر خلال اتصال مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأنه يعتزم الاتصال بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حسب أسوشييتد برس.

ولفتت الحركة المدنية في بيانها إلى أنها ستنظم مؤتمرًا وطنيًا عامًا لكل معارضي خطة ترامب تؤكد تكاتف وتضامن الشعب المصري بكل أطيافه في مواجهة مشاريع الهيمنة ومطالبة بخصوص رفض التطبيع وممارسة مصر سيادتها على كل أراضيها شاملة. 

ودعت إلى الإفراج عن المعارضين السلميين والبدء بداعمي فلسطين المعتقلين فى فعاليات التضامن منذ أكثر من عام وآخرهم مجموعة الإسكندرية الذين اتهموا بتعليق بانر فى شارع قناة السويس تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.

ودعت لتنظيم قافلة مساعدات إلى الفلسطينيين في غزة بتبرعات من المصريين يصاحبها وفد شعبي، دون أن تحدد موعدها، فيما دعا أمس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الأحزاب السياسية والنقابات المهنية للانضمام إلى وفد شعبي للتوجه إلى معبر رفح، الجمعة المقبل.

وعن مشاركة الحزب المصري الديمقراطي في الفعاليات الاحتجاجية للحركة المدنية كونه أحد أحزابها ولم ينسحب منها وإنما جمد عضويته فيها، قال رئيس الحزب فريد زهران في تصريح لـ المنصة إن دعوته سبقت دعوة الحركة المدنية، مشيرًا إلى أنه وجه الدعوة لقادة الأحزاب والقوى السياسية، التي من بينها الأحزاب المشاركة في الحركة المدنية، فيما قال طلعت خليل إن "الحزب المصري يفترض عليه الانضمام إلى الحركة في احتجاجها وليس العكس".

وأكد زهران أن دعم الشعب الفلسطيني ورفض تهجيره ليسا مسألة حزبية وإنما هي قضية وطنية عليها إجماع من الجميع و"لا يجب أن ندخل فيها هذا الخلاف". 

وأشار زهران إلى أنه يرى من الصعوبة تجهيز قافلة بالمساعدات بشكل سريع، في المقابل من السهل تنظيم وفد شعبي يضم مئات الأشخاص الذين لهم ثقل سياسي واجتماعي يعبرون عن الموقف الشعبي المصري يذهبون إلى معبر رفح ويعلنون موقفًا واحدًا برفض التهجير القسري للفلسطينيين.

بالتزامن، عقَدَ رئيس مجلس النواب حنفي جبالي اجتماعًا صباح اليوم لمناقشة التوصية الصادرة عن المجلس بشأن تعزيز التواصل مع البرلمانات الإقليمية والدولية لشرح موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة تعزيز العلاقات البرلمانية لإيصال صوت مصر الداعم للعدل والسلام.

وانتهى الاجتماع ببيان صادر عن اللجنة أكد أن القضية الفلسطينية لا تقبل المساومة.

ومساء أمس، وقَّعت 10 نقابات مهنية على بيانٍ مشتركٍ لرفض تصريحات ترامب معتبرين أنها "غير مقبولة"، وتعد ليس فقط انتهاكًا واضحًا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتجاوزًا للقرارات الدولية ذات الصلة، "بل أيضًا استخفاف بسيادة مصر والأردن، ويمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي للدولتين العربيتين".

وأشادت النقابات المهنية التي اجتمعت في نقابة الصحفيين اليوم بموقف الشعب الفلسطيني وصموده وتمسكه بأرضه، ورفضه الرحيل عنها، وإصراره على العودة إلى مدنه وقراه رغم ما حل بها من دمار إثر القصف الإسرائيلي لها، وهو ما تجلى اليوم في مسيرات العودة إلى شمال القطاع.

وشارك في الاجتماع نقابات المحامين والمهندسين والأطباء والصحفيين والمهن التمثيلية والمهن السينمائية والزراعيين والتجاريين والبيطريين وأطباء الأسنان، وأكدوا على دعمهم الموقف المصري الرسمي، مؤكدين انحيازهم وتبنيهم لما جاء في بيان وزارة الخارجية.

وأعلن نقيب المهندسين طارق النبراوي، في مؤتمر صحفي عُقد بنقابة الصحفيين اليوم وشارك فيه نقباء وقيادات بالنقابات المهنية، أن نقابة المهندسين بصدد تشكيل لجنة متخصصة، لوضع استراتيجية شاملة لإعادة إعمار غزة، حسب الشروق. 

وأوضح أن اللجنة ستضع خططًا متكاملة تتضمن الحلول الهندسية المستدامة لإعادة بناء البنية التحتية، المساكن، والمرافق الحيوية التي دمرها العدوان، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية للقطاع.

من جانبه، قال وكيل نقابة المحامين سعيد عبد الخالق خلال المؤتمر الصحفي إن النقابة ستلاحق مجرمي الحرب فى غزة جنائيًا في مختلف المحافل الدولية، فيما قال نقيب أطباء الأسنان إيهاب هيكل إن التهجير القسري للفلسطينيين "يمس الأمن القومي" وليس عملًا سياسيًا، مشيرًا إلى عقد اجتماعات تنسيقية بين النقابات للتعامل مع أي مستجدات في حالة إصرار ترامب على موقفه.

وأكد نقيب الصحفيين خالد البلشي في كلمته دعم الموقف الرسمي المصري الذي رفض منذ البداية تهجير الفلسطينيين، وأكد "أن الحل لا يكون بإفراغ الأرض من أهلها الحل بإعادة الإعمار، ومن يطلق تصريحات بشأن تهجير الفلسطينيين يفتح باب جهنم على المنطقة والعالم أجمع".

وسبق وأصدرت أحزاب سياسية من بينها مستقبل وطن والحركة الوطنية المصرية، وحزب الجبهة الوطنية تحت التأسيس، بيانات إدانة لموقف ترامب وتصريحاته ودعمهم لمواقف الدولة المصرية الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مساء الأحد، أن القضية الفلسطينية تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة.

وأكدت رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل "وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها".

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 نُشرت وثيقة إسرائيلية رسمية صادرة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، كوثيقة توجيهية، تدعو لنقل سكان قطاع غزة بصورة نهائية عبر معبر رفح إلى سيناء، عبر ثلاث خطوات؛ بناء مدن من الخيام في سيناء، ثم فتح ممر إنساني من غزة إلى شبه الجزيرة، ثم بناء مدن في شمال سيناء، لا يسمح لسكانها بالعودة إلى غزة.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة أثير موضوع توطين سكان القطاع في سيناء، وهو ما أكدت مصر رفضه مرارًا.

وفي أكتوبر 2023، رفض السيسي تهجير سكان قطاع غزة إلى صحراء سيناء، معتبرًا أن "ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية".

وقتها أكد السيسي أن "مصر دولة ذات سيادة، ونقل المواطنين من غزة إلى سيناء يعني نقل المقاومة من الأراضي الفلسطينية إلى مصر، وبالتالي تصبح سيناء قاعدة للانطلاق بعمليات ضد إسرائيل".

وعقب تصريحات السيسي شهدت محافظات مصر مظاهرات حاشدة، تؤيد حق الفلسطينين في إقامة دولتهم المستقلة، وتندد بالاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك تلبية لنداء الرئيس عبد الفتاح السيسي برفض تهجير الفلسطينيين وتأكيد ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة.