أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، السبت، أن ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا على سلّم الأولويات، في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن استراتيجية تركيا للقضاء على الإرهاب في شمال سوريا من مصدره "أنزلت ضربة قاضية بالتنظيمات الإرهابية".
وفي أول زيارة رسمية له إلى سوريا بعد سقوط بشار الأسد، وهي أول زيارة لرئيس حكومة لبناني منذ 2010، التقى ميقاتي قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، مشددًا على وجوب ضبط الحدود بشكل كامل لوقف أي عملية تهريب بين البلدين، حسب الشرق الأوسط.
وشنت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا لاجئًا.
وقال ميقاتي في مؤتمر صحفي مع الشرع "ما دامت سوريا بخير فلبنان بخير، وعلينا تفعيل العلاقات الإيجابية. كما تطرقنا إلى موضوع الحدود وحماية أمن البلدين، ومنع أي أعمال قد تسيء لسوريا ولبنان".
وكانت سوريا فرضت القيود على الحدود البرية، بعد ما وصفه الجيش اللبناني بأنه اشتباك حدودي مع مسلحين سوريين. وسابقًا، كان يُسمح للبنانيين بالدخول إلى سوريا من دون تأشيرة مع جواز السفر أو بطاقة الهوية فقط. وتعد حدود لبنان الشرقية مع سوريا غير مضبوطة، ومعروفة بأنها منطقة تهريب، وفق الشرق الأوسط.
من جهتها، أكدت تركيا عزمها على الاستمرار في عملياتها بشمال سوريا، حتى القضاء على تهديدات المسلحين الأكراد، في الوقت الذي عبّرت فيه أمريكا عن تفهمها لمخاوفها. في المقابل، طالبت الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا بالعمل على وقف الهجمات التركية في سد تشرين، ريف حلب الشرقي، محذرة من أنها ستؤدي إلى انهياره، وفق الشرق الأوسط.
وقال إردوغان إن استراتيجية تركيا للقضاء على الإرهاب من مصدره أنزلت ضربة قاضية بالتنظيمات الإرهابية، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية في سوريا والعراق.
وتابع أن تركيا تمكنت من تمزيق الحزام الإرهابي المراد تشكيله شمال سوريا، من خلال عملياتها العسكرية خارج الحدود، وأنه مع تحرير المعارضة السورية لدمشق "ضاق الخناق على الإرهابيين الانفصاليين، وباتوا يبحثون عن أسياد جدد لهم"، على حد قوله.
ويتواصل التصعيد العسكري التركي بدعم من فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة، على محاور القتال بريف منبج للسيطرة على مواقع استراتيجية، في مقدمتها سد تشرين وجسر قره قوزاق.
واستغلت أنقرة سقوط نظام بشار الأسد، وتوغلت قوات تابعة لها شمال سوريا، إذ كشفت وسائل إعلام تركية، ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن سيطرة "الجيش الوطني السوري" بشكل كامل على مدينة منبج، التي تبعد عن حلب نحو 90 كيلومترًا، التي وصفتها صحيفة خبر ترك بـ"أكبر وكر إرهابي في غرب نهر الفرات لقوات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني".
ويعتبر "الجيش الوطني السوري" أداة أنقرة العسكرية للتوغل داخل سوريا طوال حربها التي تستهدف حزب العمال الكردستاني، وشارك في عمليات عسكرية للجيش التركي في شمال سوريا، وعمل كجيش للحكومة السورية المؤقتة ومقرها تركيا.
وتضم الفصائل الموالية لأنقرة والمنضوية في ما يُعرف بـ"الجيش الوطني السوري"، مقاتلين سابقين في مجموعات معارضة، مثل "جيش الإسلام"، و"فصيل السلطان مراد"، وفصيلي "الحمزة" و"سليمان شاه"، حسب BBC.