تصوير: سالم الريس، المنصة
إصابات خطيرة تصل مستشفى شهداء الأقصى بعد استهداف تجمع مواطنين أمام مدرسة شمال مخيم النصيرات، 24 ديسمبر 2024

بينهم مدير المستشفى.. إسرائيل تعتقل 240 فلسطينيًا من "كمال عدوان"

سالم الريس
منشور الأحد 29 ديسمبر 2024

ركز جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، هجماته البرية على شمال غزة، بالتحديد بلدتي بيت حانون، وبيت لاهيا ومحيط مستشفى كمال عدوان الذي أحرق الاحتلال جزءًا منه، وقال إنه اعتقل 240 كانوا متواجدين داخله من بينهم مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية.

وقال مصدر طبي بوزارة الصحة لـ المنصة إن الاحتلال قتل 39 شخصًا في مختلف مناطق قطاع غزة حتى فجر الأحد، من بينهم 27 في شمال القطاع.

وأصدر جيش الاحتلال، السبت، أوامر إخلاء مرفقة بخريطة توضيحية، حددت جميع مناطق شمال قطاع غزة "جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون" مناطق عسكرية حمراء، مشددًا على كل من يتواجد في تلك المناطق بضرورة الإخلاء الفوري نحو مدينة غزة.

وكان جيش الاحتلال أعلن صباح السبت عن عملية برية عسكرية في بيت حانون تقودها الفرقة 143، حسب وصف بيان الاحتلال، وقال "بدأت قوات للواء الناحال تحت إشراف الفرقة 143 بالعمل ليلًا ضد أهداف إرهابية في منطقة بيت حانون في ظل وجود معلومات استخبارية مسبقة عن تواجد عدد من المخربين والمنشآت الإرهابية في المنطقة".

وادعى الاحتلال في بيانه أنه بالتزامن مع نشاطاته العسكرية، يُسمح للمدنيين الذين ما زالوا في بيت حانون بالخروج من المنطقة عن طريق محاور أعدها لنزوحهم جنوبًا.

وشهد شارع صلاح الدين الواصل بين شمال القطاع ومدينة غزة وصول مئات العائلات النازحة من بيت حانون تحت القصف الذي تتعرض له البلدة، وإطلاق الرصاص الكثيف، حسب شهادة بعضهم لـ المنصة.

وقال أحدهم إنهم تعرضوا لتفتيش طويل من جيش الاحتلال وأجبروا على إخلاء مراكز الإيواء والمنازل، مضيفًا "صرلنا أسابيع وشهور صامدين والجيش مانع عنا الأكل والشرب، وفجأة لقينا القصف وصلنا بكل مكان، وصار الخيار قدامنا يا بنبقى وبنموت والكلاب بتاكلنا وتاكل أطفالنا، يا بنطلع نجري تحت القصف".

وصرخت نازحة مسنة "فش عندهم رحمة ولا ضمير، أنا مش قادرة أتحرك، مش عارفة كيف طول الطريق كل واحد يسندني شوية لحد ما وصلت، أنا حاسة بدي أموت من التعب والمرض، قال بدهم يحافظوا على سلامتنا، هدول بتفننوا كيف يقتلونا مليون مرة مش مرة وحدة".

وأفاد جيش الاحتلال، في بيان آخر على واتساب، مساء السبت، بانطلاق صافرات الإنذار في القدس وغرب منطقة النقب والمناطق الساحلية، عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية قذيفتين صاروخيتين من شمال غزة، بالتحديد من بيت حانون، مؤكدًا اعتراض سلاح الجو القذيفتين.

وضمن عمليات القصف الإسرائيلي على بيت حانون، قُتل 10 أشخاص من عائلة الزعانين في قصف استهدف منزلهم بشكلٍ مباشر، وقال أحد أقاربهم لـ المنصة إن الأسرة بكاملها قضت تحت الأنقاض. وأضاف أن القصف استهدف ضحايا آخرين لا يعرف عددهم.

وحول تطورات الوضع الميداني في مستشفى كمال عدوان ومحيطه، أجبر الاحتلال عشرات العائلات على النزوح باتجاه مدينة غزة، قال جيش الاحتلال إنه وبعد حصاره للمستشفى عدة أيام وحرق جزء منه وقتل عدد من النازحين والطواقم الطبية، اعتقل 240 كانوا متواجدين داخل المستشفى، وأوضح شاهد لـ المنصة أن من بينهم مديره المستشفى الدكتور حسام أبو صفية وعشرات من الكوادر الطبية والمرضى.

وادعى جيش الاحتلال أن "حماس كانت تستخدم المستشفى مركزًا للقيادة في عملياتها العسكرية"، وقال في بوست على إكس، "حاول بعض المعتقلين التظاهر بأنهم مرضى أو الفرار باستخدام سيارات الإسعاف، تم استجواب حوالي 15 إرهابيًا تسللوا إلى إسرائيل أثناء مذبحة 7 أكتوبر بالإضافة إلى مهندسي حماس ونشطاء الصواريخ المضادة للدبابات، وتم استجواب مدير مستشفى كمال عدوان، المشتبه في كونه ناشطًا إرهابيًا لحماس، وقامت قوات خاصة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي بأنشطة دقيقة داخل المستشفى لتحديد ومصادرة الأسلحة في المنطقة، بما في ذلك القنابل اليدوية والبنادق والذخائر والمعدات العسكرية".

لكن شاهد عيان أكد لـ المنصة أن من بين المعتقلين عناصر للدفاع المدني وكوادر طبية ومرضى ونازحين.

وقالت طبيبة من المستشفى لـ المنصة، إنها أُجبرت على النزوح إلى المستشفى الإندونيسي برفقة 9 من الطواقم الطبية و17 مريضًا من بينهم مريضة سرطان، و5 أطفال من أبناء الكوادر الطبية، موضحة أن المستشفى تعرض لدمار كبير وأنهم لم يجدوا الدواء والمستلزمات الطبية والعلاجية اللازمة للمرضى.

وتابعت "قدرنا نوفر وجبة طعام واحدة لكل فرد فقط، ولم نجد أغطية فاستخدمنا بعض الستائر، الوضع هنا كارثي ولا نعرف ما سيكون مصيرنا".

وأكد شاهدين مقتل 4 ضحايا في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في بيت لاهيا، ومقتل 7 آخرين في 3 استهدافات منفصلة بجباليا.

وقُتل شابين مساء السبت في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة مواطنين بحي النصر شمال غرب مدينة غزة، كما قُتل اثنين في قصف منفصل على شارع الجلاء شمال المدينة، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.

وقُتل 9 أشخاص وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي بصاروخ من طائرة حربية استهدف منزلًا بمخيم المغازي، حيث وصل الضحايا والمصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى. وقُتل 4 شبان في مدينة خانيونس في استهدافين منفصلين لخيام النازحين، ووصل مستشفى ناصر أكثر من 7 إصابات نتيجة استهداف الخيام، من بينهم أطفال ونساء.

ويستمر العدوان الإسرائيلي لليوم الـ450، الذي راح ضحيته 45484 قتيلًا و108090 مصابًا منذ طوفان الأقصى، حسب إحصاء وزارة الصحة الفلسطينية.